الوقت- يزيد تنظيم داعش الارهابي التكفيري في الآونة الاخيرة من عمليات الاعدام لعناصره بتهم مختلفة مثل عدم القيام بالواجب او عدم الكفاءة او عدم الوفاء للتنظيم ، والجديد هذه المرة ما اعلنه وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان بان داعش قد اعدم 100 من عناصره بتهمة التشكيك في ولائهم للتنظيم ، وتدل هذه الحالات التي تكاثرت في صفوف داعش ان التنظيم يعاني من هزائم كبيرة في الحرب وان تصفية اعضائه تعتبر هزيمة نفسية في المرحلة الاخيرة ما قبل الهزيمة العسكرية النهائية على الارض.
وتأتي هذه الحالات من التصفية الداخلية في داعش بعد الانتصارات الاخيرة التي حققتها قوات الحشد لشعبي والجيش العراقي في محافظة ديالى وفي محافظات نينوى وقرب بدء معركة محافظة صلاح الدين وعدم نجاح داعش الارهابي في السيطرة الكاملة على محافظة الانبار ما يدل بأن هذا التنظيم الارهابي يعيش الآن مرحلة تضييق الخناق عليه فهو لايستطيع الانسحاب الى سوريا بسبب قدرة الجيش السوري على منعه من السيطرة على اراضي واسعة في سوريا كما انه لايمكنه التوجه نحو الاردن بسبب عداء الاردن للتنظيم بعد حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة حيا ويضاف الى هذا بأن تركيا ايضا لاتستطيع ايواء جماعة هذا التنظيم بعدما رضخت للضغوط الغربية التي طالبت انقرة بالانضمام الى التحالف الدولي ضد داعش الارهابي ، و قد تلقى هذا التنظيم التكفيري الضربة الكبرى من ايران التي افشلت مخططاته واوقفت زحفه في العراق وحشدت العراقيين ووحدت صفوفهم من الشيعة والاكراد والسنة ضده.
ومن المتوقع ان تبدأ القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي خلال الايام القادمة عمليات عسكرية كبيرة لتحرير محافظة صلاح الدين ومدينة الموصل من يد تنظيم داعش الارهابي حيث تعتبر معركة صلاح الدين المعركة المصيرية للقضاء على الارهابيين الذين باتوا محاصرين من عدة جهات وان عمليات التصفية الداخلية في صفوف داعش هي خير دليل بأن عناصر التنظيم وقادتهم قد فقدوا اعصابهم بسبب الحصار المفروض عليهم واقتراب نهاية تنظيمهم.
ويدرك ارهابيو داعش كلهم ان الرأي العام الاقليمي والدولي هو مجيش ضدهم بسبب الجرائم التي ارتكبوها ضد اشخاص غربيين وعرب وعراقيين وسوريين وحتى يابانيين وغيرهم واستخدام ابشع صور التنكيل والقتل حيث بات هذا التنظيم الوحشي عرضة حتى للضربات الجوية من قبل دول التحالف التي كان كثير منها في البداية من دعاة تجهيز الارهابيين ودعمهم من اجل اسقاط النظام السوري.
وقد كثرت في الآونة الأخيرة حالات عودة المئات من الغربيين المنتمين الى داعش الى الدول الغربية حيث بات هؤلاء يدركون بأن ايام انتهاء داعش الارهابي قد اقتربت وان البقاء في العراق وسوريا ضمن صفوفه لايؤدي الا الى الموت بعدما كثرت الهزائم العسكرية للتنظيم والجهات التي تحاربه ، وقد جازف الغربيون المنتمون الى التنظيم الارهابي بالعودة الى دولهم وهم يعلمون بأنهم سيتم ملاحقتهم قضائيا وقانونيا في تلك البلدان ورغم ذلك هم يفضلون العودة بدلا من البقاء والتعرض للقتل او التصفية على يد الدواعش انفسهم.
ان اهم اسباب الهزيمة النفسية لتنظيم داعش الارهابي هو وحدة الشعب العراقي في وجه هذا التنظيم بعدما ظن بأنه يستطيع اللعب على وتر الانقسامات الطائفية في العراق لكن اجرام التنظيم وتنكيله بكل الاطياف والطوائف في العراق جعل العراقيين من الشيعة والاكراد والسنة يتوحدون في مواجهة الارهابيين وما عملية القتل والحرق الجديدة التي يقوم بها التنظيم سوى دليل على الحالة النفسية السيئة والمتردية التي بات يعاني منها.
ان تنظيما مبنيا على الاجرام والحقد للمسلمين لم يكن في الاساس يمتلك أي فرصة للنمو والتكاثر في بيئة اسلامية لولا الدعم الهائل الذي تلقاه من جهات اقليمية ودولية معروفة لدى الجميع حيث كانت هذه الجهات تأمل في استخدام الارهابيين كأداة لتنفيذ مآربها في سوريا لكن مع صمود جبهة المقاومة والممانعة فشلت مخططات التقسيم والتدويل والاسقاط ، وانقلب السحر على الساحر.