الوقت- تعيش تركيا هذه الأيام أوضاعًا أمنية صعبة للغاية، رغم وجود "هكان فيدان" الرجل الاستخباراتي الأول في تركيا و كاتم أسرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في شباط 2015 حدث شيء غير متوقع، حيث تفاجئ الجميع باستقالة "فيدان" من رئاسة جهاز المخابرات التركية، رغبة منه في المشاركة في الحياة السياسية وترشيح نفسه للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتمنية، هذا الأمر أغضب "أردوغان" و أمر فيدان بالعودة عن الاستقالة و العودة الى استلام زمام الأمور، و سرعان ما استجاب "فيدان" لأهمية الدور المعطى له من قبل أردوغان، وفي أقل من شهر من تاريخ الاستقالة عاد ليرأس جهاز المخابرات مجددا.
بعد تسلم "فيدان" زمام الأمور شهدت تركيا سلسة من التفجيرات الأمنية هزت أركان الدولة التركية، و كان أخرها انفجار مطار أتاتورك الذي ذهب ضحيته أكثر من 50 قتيلا و 100 جريح. و يظن بعض المحليلين أن "فيدان" هو المسؤول المباشر عن هذه التفجيرات، حيث منذ استلامه زمام الأمور في الاستخبارات التركية و الوضع الأمني الى الوراء. و بلغ عدد التفجيرات منذ 14 شباط 2015 أكثر من 15 تفجيراً ارهبياً موزعين بين هجمات ارهابية داعشية، و هجمات كردية على مواقع عسكرية و حتى هجامات من جماعة طالبان الارهابية. فمن هو هكان فيدان؟ و لماذا هذا التراجع الأمني و الانتقال من سياسة صفر مشاكل الى سياسة 100 % مشاكل؟
من هو "هاكان فيدان"؟
هاكان فيدان من مواليد عام 1968 في العاصمة التركية “أنقرة”. تلقّى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية وتخرّج منها عام 1986، وتم تعيينه بعدها رقيبا في القوات المسلحة التركية. تولّى فيدان مهمة فنّي حواسيب في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية، وأثناء تأديته لمهمة في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.
بعد عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في فرع العلاقات الدولية، وقام بتحضير بحث الماجستير بعنوان “مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني" في عام 1999، أشار فيه إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية جداً. كما حصل على درجة الدكتوراه عام 2006من جامعة بيلكنت، عن بحث بعنوان “الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق"
التفجيرات الارهابية التي عاشتها تركيا في ظل تولي فيدان للرئاسة الاستخباراتية في تركيا منذ بداية 2016:
- 12 يناير/ كانون الثاني 2016
هجوم انتحاري في حي السلطان أحمد في الوسط التاريخي لإسطنبول، تبناه داعش وأسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم أجانب وأتراك
17 فبراير/ شباط 2016
هجوم إرهابي وقع تحت جسر يؤدي إلى محطة قطارات أنقرة في حي أولوص في العاصمة التركية أنقرة تسبب بمقتل 28 شخصا وإصابة العشرات، وتبناه تنظيم "صقور حرية كردستان".
13 مارس/ أذار 2016
35 قتيلا وأكثر من 120 جريحا بتفجير سيارة مفخخة في وسط أنقرة وتبناه تنظيم "صقور حرية كردستان".
19 مارس/ أذار 2016
مقتل 4 سياح في اعتداء نفذه انتحاري فجر نفسه في شارع الاستقلال الشهير، ونسبته السلطات التركية لـ "داعش"
12 مايو/أيار 2016
انفجار شاحنة في محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا محملة بـ 10-15 طنا من المتفجرات، ولقي 16 شخصا مصرعهم، وأصيب 23 آخرون، في التفجير
7يونيو/ حزيران 2016
11 قتيلاً بينهم 6 شرطيين بتفجير سيارة مفخخة داخل حي بايزيد العريق في إسطنبول
28-يونيو/ حزيران 2016
كان آخر هذه الأعمال الارهابية في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول وأدى إلى مقتل وجرح العشرات
و تشير بعض المعلومات الاستخباراتية أن فيداتن قد وصلت الى يده ورقة استخباراتية تشير الى أن داعش يحضر الى عمل ارهابي في عدة مناطق سياحية و كان من ضمنها مطار اتاتورك، و لذلط تحمل أجهزة الدولة المسؤلية لفيدان، و يقول بعض المطلعين أن أردوغان منزعج جداً من فيدان و ربما سوف نسمع في الأيام المقبلة عن اقالة فيدان من منصبه.
اذا هي أوقات عصيبة يعيشها هكان فيدان و رئيس اردوغان هذه الأيام، وهما الآن يجنيان ما اقترفته يدهما على مدار السنوات الخمس الماضية، و خصوصاً في السنة الحالية حين احتدت المعرك في سوريا و خصوصاً في حلب و جوارها. سياسة أردوغان و كاتم أسراره و حامي الخطة لم يحققا أي تقدم استراتجي على أرض الواقع، بل على العكس ها هما يقفان موقف المتهمين الأولين في تركيا، متهمين بالتقصير و الأخطاء الموجعة. فهل يكون التفجير الأخيل نقطة الطلاق بين الطرفين؟