الوقت - كشفت تقارير إقتصادية أن بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2016) المقامة في فرنسا للفترة بين 10 حزيران/يونيو و 10 تموز/ يوليو، تدر على هذا البلد الأوروبي ملياراً و270 مليون يورو على أقل التقادير.
وأظهرت الدراسة المقدمة من منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية الدولية في هذا المجال أن المبلغ المشار إليه أعلاه ينقسم إلى 40 في المائة من الأجانب الذين يتواجدون في فرنسا خلال الفترة المذكورة، وعددهم أكثر من مليون شخص إجمالاً، لمشاهدة 51 مباراة في هذه البطولة التي تعتبر الأهم على المستوى القارّي للمنتخبات الوطنية.
ويقدر حجم إنفاق كل فرد من هؤلاء الزوار بما متوسطه 160 يورو يومياً خلال وجودهم داخل الأراضي الفرنسية، ليصبح الإجمالي المتوقع 640 مليون يورو.
يضاف إلى ذلك 140 مليون يورو في البنية التحتية الرياضية، و20 مليون يورو يخصصها الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للمدن الـ 10 التي تستضيف فعاليات البطولة وهي ( ليل، لنس، سان دوني، باريس، ليون، بوردو، تولوز، سانت إتيان، نيس و مرسيليا) ليكون الإجمالي ملياراً و 270 مليون يورو.
ووفقاً لشبكة "سكاى سبورتس" الإخبارية فإن الحضور الجماهيري في فرنسا قد إقترب من 10 ملايين شخص، وأكثر من مليون زائر أجنبي. مشيرة إلى أن المشجعين الألمان والإنجليز كانوا في طليعة الزوار الأجانب.
وقامت فرنسا قبل إنطلاق البطولة ببيع حوالي 2.5 مليون تذكرة لحضور مباريات هذه البطولة الجماهيرية التي تقام كل 4 سنوات والتي يتابعها عبر شاشات التلفزيون قرابة 6 مليارات نسمة من مختلف دول العالم.
وعلى الرغم من التوتر الإجتماعي السائد نتيجة الإضرابات العمّالية التي تعم فرنسا، والمخاوف من حدوث إعتداءات ارهابية، تشير التقديرات إلى أن بطولة كأس أمم أوروبا الحالية قد وفّرت أكثر من 20 ألف وظيفة عمل جديدة وبعائدات ضريبية تناهز 200 مليون يورو.
وأنفقت فرنسا نحو مليار يورو لإستضافة هذه البطولة، حيث بلغت تكلفة ملعب ستاد "دي ليون" لوحده 405 ملايين يورو وهو أغلى ملعب في المسابقة، فيما تم إستثمار أكثر من 40 مليون يورو لتحديث الأندية وتطوير الملاعب إبتداءاً من غرف الملابس وحتى الأضواء الكاشفة، إلى جانب 400 مليون يورو أُنفقت كذلك للإنشاءات حول الملاعب، ومن بينها تمهيد الطرق المؤدية لهذه الملاعب.
ولتأمين البطولة نشرت فرنسا عشرات الآلاف من عناصر الشرطة ورجال الأمن وسط مخاوف من هجمات إرهابية, فيما أعلنت وزارة الداخلية عن فرض إجراءات أمنية صارمة لحماية البعثات الرياضية في أماكن إقامة المباريات ومحيطها، في وقت تشهد فيه البلاد إحتجاجات على خلفية "قانون العمل" الذي إقترحته حكومته مؤخراً.
وكانت باريس قد تعرضت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 لهجمات تبناها تنظيم "داعش" الارهابي وأوقعت 130 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى.
وهذه هي المرة الثالثة التي تجري فيها بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم في فرنسا (في 1960 و1984 و2016). وقد تقرر أن تبلغ الجوائز المالية المقدّمة من الإتحاد الأوروبي لكرة القدم للمشاركين في هذه البطولة نحو 300 مليون يورو.
وكان الإتحاد الفرنسي لكرة القدم قد خصص 300 ألف يورو مكافأة لكل لاعب في منتخب فرنسا، إذا نجحوا في التتويج بهذه البطولة.
ومن المقرر أن ينتهي هذا الحدث الرياضي الساخن والذي شارك فيه 24 منتخباً أوروبياً الأسبوع القادم. وهي البطولة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا التي ينظمها الإتحاد الأوروبي لكرة القدم. وسيتأهل الفائز في هذه البطولة إلى نهائيات كأس القارات الذي تستضيفه روسيا العام القادم(2017).