الوقت- بعد الهجوم العنيف في أورلادو الأمريكية و الذي أدى الى مقتل أكثر من 50 شخصا، تناولت الصحافة العالمية العملية الارهابية، حيث دعا بعضها إلى القضاء على داعش في معقله نظراً للخطر الذي بات يشكله على الغرب. و صحف أخرى تناولت المجهود الانساني للمسلمين الذين هرعوا الى المستشفيات من أجل التبرع بالدم كنوع من الرد على ربط الإرهاب بالإسلام.
صحافة أمريكية
نبدأ بالصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال" التي تحدثت عن الشاب أميركي الذي أعلن مبايعته لداعش و الذي أصبح المسؤول عن أكبر عملية إطلاق نار في تاريخ أمریکا و تسائل الصحيفة عن امكانية إسقاط الوهم بأن الحرائق الجهادية التي تحرق الشرق الأوسط لا تشكل تهديداً طارئاً ومميتاً لأميركا؟".
وأضافت الصحيفة: "سنعرف المزيد عن علاقات "عمرمتين" مع داعش في الأيام المقبلة لكن قلما يهم الضحايا ما إذا كانت دولة الخلافة المزعومة خططت للهجوم أو كانت مجرد مصدر الهام له"، و اعتبرت أنه بعد جريمة سان برناردينو أصبح واضحاً أن "بروباغندا داعش عبر الانترنت يمكنها بسهولة الوصول إلى المجرمين الذين يشعرون بالنفور من المجتمع الأميركي فيما يبدو الشباب من الجيل الثاني من المهاجرين على وجه الخصوص أكثر عرضة لنداءات الجهاد".
و ختمت الصحيفة بأن "الحقيقة المؤلمة هي أن أي قدر من اليقظة الداخلية لن توقف كل عمل يوحي به داعش. لذلك فإن الحل الوحيد هو تدمير داعش في معاقلها في الخارج" مضيفة أن "جزءاً من تركة الرئيس "باراك أوباما" هو أن داعش نما على نحو خطير جداً في عهده مستفيداً من الفراغ السياسي حين قرر الانسحاب من العراق وفعل القليل في سوريا". واعتبرت أن "مهمة الرئيس المقبل تكمن في إصلاح الضرر الذي تسبب به هذان الخطآن التاريخيان".
بدورها وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" عملية داعش في أورلاندو بالذكاء الكبير، و توقفت عند بروباغندا داعش في الغرب و أمریکا. و اعتبرت أن "الأمر أصبح سيان بالنسبة للتنظيم سواء كان منفذ هجوم أورلاندو يعمل بإمرته أو لا، بعد أن أصبح التأثير عن بعد على المهاجمين الذين يعلنون مبايعة داعش ثم ينفذون هجمات جزءاً من بروباغندا التنظيم خلال العامين الأخيرين.
وفي سياق متصل نقلت الصحيفة الأمريكية عن "شارلي وينتر" الباحث المساعد في مبادرة جامعة جورجيا حول صراع الثقافات والعنف "أن ما قامت به الدولة الإسلامية ينم عن ذكاء كبير من خلال خلق وضع يمكن من خلاله أي شخص تنفيذ هجوم دون وجود أي رابط مباشر مع المنظمة" مشيراً إلى أنه "يمكنهم مبايعة "أبو بكر البغدادي" قبل وخلال العملية بما يرفع المنفذ من مجرد شاب جهادي مبتدئ إلى الاحتفاء به كأحد جنود الدولة الاسلامية ومحاربيها".
صحافة بريطانية
الهجوم الارهابي الذي ضرب أمريكا وصل صداه الى الصحافة البريطانية أيضاً، حيث تناولت صحيفة "اندبندنت" مسارعة المسلمين في فلوريدا إلى التبرع بالدم لضحايا الهجوم الإرهابي.
و تحدثت الصحيفة عن "عزمية راكشويتو" الامرأة المسلمة الثلاثينية التي تدير موقعاً للنساء المسلمات و التي كانت من بين مئات بل آلاف الأشخاص الذين لبوا نداءات التبرع بالدم في أعقاب الهجوم. و قالت عزمية " أنها أصرت على عدم الاختباء، و رغم أن والدتي توسلت إلي ألا أرتدي الحجاب قبل مغادرة البيت لكنني رفضت"، و اعتبرت أنه "لو قمت بذلك سيربح الإرهابيون.. أنا هنا لأقول أنه لا يمكنني أن أكرس نظرة دونالد ترامب لأميركا".
و في سياق متصل تحدثت "تاتيانا ميرشانت" عن شعورها بالخوف من حدوث ذلك لا سيما في شهر رمضان، مشيرة إلى أن "المسلمين يدعمون السلام. نحن نعلن تضامننا اليوم مع المجتمع".
صحافة فرنسية
الحدث الأميركي لم يغب عن الصحف الفرنسية أيضاً، و التي تناولته من زواياه المختلفة و قاربته انطلاقاً من الهجمات التي استهدفت العاصمة باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي. و كانت صحيفة "لو فيغارو" أبرز الصحف الفرنسية التي تكلمت عن الهجوم الارهابي و تحت عنوان "بعد أوروبا الذئاب المتطرفة تطال أميركا" و اعتبرت الصحيفة بأنه "مع استمرار اكتشاف حالات تطرف جديدة منذ نهاية كانون الثاني/ يناير 2015 تكتشف أمریکا أنها ليست محصنة".
و أضافت الصحيفة أنه و "بالرغم من الاعتداءات المتكررة فإن النخبة في البلاد ظلت لوقت طويل مقتنعة بأنها بمنأى عن ظاهرة التطرف لدى الأقليات المسلمة التي ضربت أوروبا"، مذكرة بالانتقادات غير المباشرة التي وجهها الرئيس الأميركي "باراك أوباما" نفسه في أعقاب اعتداءات "شارلي ايبدو" و باريس، لفرنسا لكونها "فشلت في دمج المسلمين".
و سلطت الصحيفة الضوء على التجنيد عبر الانترنت و اعتبرت "أن هذا الخطاب لا يزال يتردد في واشنطن في إطار النقاشات حول ظاهرة الجهاديين الأوروبيين الذين يتوجهون إلى سوريا" لكنها أضافت: "مع اكتشاف حالات جديدة من التطرف أسبوعياً في أحياء فيرجينيا وجنوب غرب فلوريدا بدأ الأميركيون يكتشفون أن لا مناعة لديهم تجاه موجة التحول عبر الانترنت".
و أضافت الـ"لو فيغارو" أنه و "منذ هجوم سان برناردينو وضعت الإدارة الأميركية خطة للتحرك على ثلاث مستويات:
1- التحرك العسكري على الأرض في الشرق الأوسط والذي يهدف لإضعاف داعش.
2- تحرك الشرطة من خلال مراقبة الشبكات لتوقيف المجندين المحتملين قبل انتقالهم إلى الفعل، وهي الخطوة التي أثارت جدلاً كونها تحول المسلمين أصحاب وجهات النظر المتطرفة إلى مشتبه بهم حتى دون أن ينتقلوا إلى مرحلة الفعل.
3- التحرك الأخير فهو من خلال الانترنت بما يهدف إلى تطوير بروباغندا مضادة وفعالة لمنع المواطنين الأميركيين من الانحراف.
و ختمت الصحيفة بتصريح للـ "البرتو فرنانديز" الدبلوماسي الأمريكي الذي كان مشرفاً على هذا الجهد في وزارة الخارجية قبل استقالته اعتراضاً على غياب الوسائل الضرورية أن "الوزارة لا تمتلك سوى ست مواقع مضادة لمنع آلاف الحسابات لداعش عبر تويتر".