الوقت- قام جهاز المباحث العامة السعودية باختراق عدد کبير من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لبعض المعارضين و أنصار جماعة الاخوان المسلمين , لكن لم يتوقع ان يتم قرصنته ايضا" من خلال مجموعة تطلق على نفسها " المناصرون" الذين نشروا على حساب توتير خاص بهم صورًا لمستندات سرية؛ قالوا إنها حصيلة عملية “اختراق” تمت لجهاز المباحث العامة السعودية.
وتظهر المستندات المنشورة “قوائم بأسماء المسافرين لدولة قطر” من الشيوخ والدعاة المعروفين.
وحوت المستندات عدة تفاصيل أمنية، مثل أرشفة عشوائية للتغريدات ومقاطع الفيديو المنتشرة للشخصيات المعارضة ورصد مكالمات لناشطين وحقوقيين وأصحاب رأي ومغردين، إلى جانب رصد عشوائي للإيداعات البنكية.
كما شملت المستندات حصرًا لأسماء من يُعتقد أنهم ينتسبون للإخوان المسلمين “بالسعودية”، إلى جانب قائمة بأسماء المسافرين إلى دولة قطر خلال الثلاث سنوات الماضية؛ في سابقة تثير العديد من التساؤلات.
تساؤلات طرحها العديد من الحقوقيين حول قدرة الاجهزة الامنية السعودية على التنصت ومعرفة كافة المعلومات عن المعارضين السعوديين بمقابل التغاضي عن المعلومات التي تتصل بالاشخاص الذين ينتمون الى منظمات ارهابية تقاتل في سوريا.
ومن المفارقات التي احتوتها هذه التسريبات: وجود شخصيات غير معروفة بانتسابها لجماعة الإخوان المسلمين ضمن القائمة، مثل الناشطة المعروفة هالة الدوسري والتي علّقت ساخرة قائلة: “لو المباحث بكبرها شايفة إني ووليد إخوان يبقى آن للعبد الفقير أن يمد قدميه”.
وتحت عنوان “برقية سرية وعاجلة”، رصدت إحدى المستندات المسربة أيضًا؛ مكالمات للكاتب “زهير كتبي” بينه وبين زوجته، قال في إحداها إنه ينوي طلب اللجوء السياسي في ألمانيا، بحدّ زعم المستند المسرَّب. وكان قد وصف المستند “كتبي” وزوجته بأنهما أصحاب “رصيد أمني سلبي”، فيما تساءل مغردون عن معنى هذه العبارة المبهمة.
كما رصد المستند المرفوع لوزير الداخلية، عدة تغريدات للكاتب، ونشاطاته الإعلامية ومقالاته في الصحف وآرائه فيها بالتفصيل. وقد سجل المستند امتعاضه من انتقاد “كتبي” لمرافق خدمية لا علاقة لها بالشأن السياسي، ولم يكتف المستند بمجرد نقل الوقائع، بل اتسم بطابع تحريضي وشرع في سرد عدة تهم واقترح في آخره استدعاء الكاتب والتحقيق معه.
كما اشتملت التسريبات على وثائق تشير الى تجسس على حسابات في البنوك ومراقبة الايداعات فيها.
وليست المرة الاولى التي تقوم بها السعودية بالتجسس على المواطنين والمعارضين فقد اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش سابقا" السعودية باللجوء الى خدمات شركات تزودها برمجيات خبيثة لمراقبة وسائل الاتصال في منطقة القطيف في شرق المملكة، وطالبتها بحماية الخصوصية وحرية التعبير.
واوضحت في بيان ان "باحثين امنيين مستقلين اكتشفوا في تقرير صدر قبل مدة برنامجا صممته شركة ايطالية لمراقبة الاتصالات في القطيف".
وقالت سينثيا وونغ، كبيرة خبراء الانترنت في المنظمة في بيان "قمنا بتوثيق كيفية تضييق السلطات السعودية بشكل روتيني الخناق على نشطاء الانترنت الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي".
واضافت "يبدو ان السلطات تتمكن الآن من اختراق الهواتف النقالة، وتحول الادوات الرقمية الى مجرد وسيلة اخرى للتخويف واسكات الاصوات المستقلة".
وتابع البيان ان باحثين في "تورونتو سيتيزن لاب" اكتشفوا نسخة خبيثة من موقع "القطيف اليوم" وهو تطبيق يتيح الوصول الى اخبار ومعلومات حول القطيف باللغة العربية.
واكد ان "بامكان هذا التطبيق اذا كان مثبتا في الهاتف المحمول استخدام برنامج تجسس من صنع الشركة الايطالية "هاكينغ تيم" التي تقول انها تبيع ادوات المراقبة والتدخل الرقمي للحكومات فقط".
ويتيح برنامج التجسس هذا "للحكومة الاطلاع على رسائل البريد الالكتروني والهاتف والرسائل النصية وملفات من تطبيقات مثل الفيسبوك، وفايبر وسكايب، وواتساب، كما يسمح بتشغيل كاميرا الهاتف او الميكروفون لالتقاط الصور او تسجيل المحادثات دون علم صاحبه"، بحسب البيان.
وافاد ان المحكمة الجزائية المتخصصة قررت في نيسان/ابريل الماضي سجن الناشط الحقوقي فاضل المناسف 15 عاما بسبب "دوره في مساعدة تغطية الصحافيين الدوليين للاحتجاجات في القطيف".
ونددت بتعرض الشيعة السعوديين لـ"التمييز المنهجي في التعليم العام والتوظيف الحكومي، وفي بناء دور المساجد".
يذكر ان السعودية اوقفت في مطلع حزيران/يونيو 2013، خدمة الفايبر لان التطبيق بوضعه الحالي "لا يفي بالمتطلبات والانظمة السارية" في البلد.
وكانت السعودية ودول اخرى في الخليج الفارسي طلبت قبل اكثر من عامين من شركة "ريسيرش ان موشين" الكندية المصنعة لاجهزة البلاك بيري تشغيل الخدمة من خلال خوادم تعمل داخل دولها الامر الذي وافقت عليه الشركة بعد مفاوضات.
وقد هاجم بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي " امثال محمد باحارث"، الذي يتابع حسابه على تويتر أكثر من 150 ألف بينهم نخبة من الإعلاميين والصحافيين من داخل وخارج السعودية، شركة الاتصالات السعودية عبر تغريداته الأخيرة متذمراً من سوء خدمة العملاء, والتجسس الذي يطال المعارضين والتضييق عليهم باساليب متنوعة عبر الخدمات السيئة وقطع الاتصالات.
وقد بينت ايضا" تغريدات لمارك العربي عن قيام السلطات السعودية بالطلب من اكبر قراصنة المعلومات "موكسي مارلينسبايكي" والمتخصص بامن الشبكات, المساعدة في اختراق حسابات محددة لبعض مستخدمي برامج (فايبر , واتساب, لاين وتويتر) , والاطلاع على معلوماتهم الشخصية من اجل التضييق عليهم .
ويقول بعض المتابعيين اذا كانت السلطات السعودية قادرة على الوصول الى تلك المعلومات عن المواطنيين وخاصة الاخوان والشيعة في القطيف, لماذا لا تستطيع متابعة نشاطات الاشخاص الذين يميلون الى الارهاب و الداعين له؟ ناهيك عن حركة الاموال الضخمة التي يتم تحويلها الى خارج السعودية, فكلها اسئلة مشروعة توضع السلطات في خانة الشبهة .