الوقت- قتل 16 شخصا فيما أصيب العشرات باشتباكات في مختلف المحافظات المصرية خلال إحياء ذكرى ثورة 25 يناير.
وقالت وكالات الانباء أن مجندا لقي مصرعه فيما أصيب 5 آخرون خلال اشتباكات بين الشرطة وعناصر من جماعة الإخوان المسلمين في حي المطرية بالقاهرة.
وأكدت وزارة الصحة وقوع 16 قتيلا وإصابة العشرات، أحداها بمحافظة الإسكندرية نتيجة الاشتباكات بين مواطنين وقوات الأمن، وقتل شخصان عندما حاولا زرع قنبلة أسفل برج كهرباء بقرية النجيلة بمحافظة البحيرة، بحسب مصدر أمني.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف، إن الأجهزة الأمنية بالوزارة نجحت في تطبيق الخطة الأمنية للسيطرة على مظاهرات عناصر الإخوان وتأمين الشارع المصري.
وأشار إلى أن خبراء المتفجرات نجحوا في تفكيك نحو 10 عبوات ناسفة بمناطق مختلفة من مصر، مشيرا إلى إصابة ضباط في اشتباكات مختلفة مع عناصر الجماعة.
وأصيب رجل شرطة جراء تفجير عبوة محلية الصنع، استهدفت قوة أمنية بميدان الألف مسكن، شرقي القاهرة، بحسب ما ذكرت وكالة الشرق الأوسط الرسمية.
كما تمكنت القوات من ضبط شخصين من المشاركين فى المسيرة بحوزتهما عدد من زجاجات المولوتوف.
هذا وتكثف الدوريات الأمنية من تواجدها بكافة الميادين والشوارع للتعامل الفوري مع ما يستجد من أحداث في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وكانت مصر قد حبست أنفاسها يوم الأحد، مع استعداد المصريين لإحياء الذكرى الرابعة لثورة الخامس العشرين من يناير، والتي حلّت في ظلّ دعوات كبيرة للحشد الشعبي من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفائها من جهة، وجبهة "طريق الثورة"، التي تضم عدداً من الحركات الثوريّة والشبابيّة، من جهة ثانية.
وتوعدت أجهزة الأمن على لسان عدد من قادتها بالردّ على أي محاولات للتظاهر، مع صدور تصريحات أبرزها عن مساعد وزير الداخلية المصري، اللواء نجاح فوزي، الذي هدّد بأنّ "الضرب في المليان سيكون من نصيب من يحاول الاقتراب من المؤسّسات".
واستعدت السلطات لوجستياً لمواجهة التظاهرات بحشد قواتها المشتركة من الجيش والشرطة، وتكثيف الإجراءات وتواجدها الأمني في المناطق الحيوية، واعلنت وزارة النقل وقف حركة القطارات الآتية للقاهرة، بدءاً من الساعة الخامسة من مساء السبت وحتى الإثنين.
وتخوّف كثيرون من عمليات تنفذها مجموعات تتحرّك في الفترة الأخيرة، وتُعرف بتسمية "المجهولين" ، وتباينت الآراء بين من رأى أنهم ينتمون للأجهزة الأمنية، ويُستخدمون "فزاعة" لتخويف الجماهير من المشاركة في التظاهرات، ومن قال إنهم "مجموعة شباب ينتمون إلى حركات شبابية عدّة، بينها جماعة الإخوان، ومن كانوا ينتمون لحركة "حازمون" لكنّ أحداً لم يستطع أن يجزم على وجه اليقين، من يكون هؤلاء.
وأكدت بعض المصادر أنّ هذه المجموعات تستلهم أسلوب عمل جماعات "البلاك بلوك"، التي نشطت ضد جماعة الإخوان المسلمين، وألحقت بمقارها أضراراً جسيمة قبل الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013". ويقول إن هدف "البلاك بلوك" كان "إثارة الفوضى لإفشال مرسي، وهو ما يحاول المجهولون اليوم القيام به".
وكان قيادي "إخواني" قد توقع بأن تخرج التظاهرات من الأماكن ذاتها التي تخرج منها كل يوم جمعة، لكنّ الفارق أنّها ستكون مركزية في كل محافظة، لافتاً إلى نقاط تجمع رئيسية ستكون مفاجئة للأمن.
واعلنت مجموعات من شباب الحركات الثورية الأعضاء في "تحالف دعم الشرعية"، مثل "شباب ضد الانقلاب" و"حركة 18"، و"ألتراس نهضاوي"، وغيرها انها ستتواجد في محيط عدد من ميادين منطقة وسط البلد في القاهرة، وهي المناطق التي تُمثل قيمة رمزية لثوار يناير، واكد هؤلاء أنّ الهدف هو اقتحامهم للميدان، وفي حال تعذر ذلك بسبب الحصار الأمني، سيحاول الشباب البحث عن ميدان آخر من بين ميادين طلعت حرب والأوبرا ومحمد فريد.
ولم يقتصر إحياء الذكرى على جماعة الإخوان فحسب، إذ نظمت جبهة "طريق الثورة"، فعاليات مفاجئة بشكل منفصل وتضمّ الجبهة كلاً من حزب "مصر القوية" الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وحركة "الاشتراكيين الثوريين"، وحركة شباب "6 إبريل"، بالإضافة إلى حركات أخرى.
وقال عضو الجبهة محمد القصاص إن الجبهة "لم تُعلن بشكل مسبق عن أماكن فعاليتها، خشية القمع الأمني بالرصاص الحي للتظاهرات.
وكانت حركة شباب "6 أبريل" قد دعت ايضا إلى التظاهر ضدّ نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، معتبرة أنّ النظام الحالي أثبت أنه أتى ليعيد إحياء نظام المخلوع، في إشارة إلى مبارك، و"ليخرجه من السجون ويعاقب الشباب الذين ثاروا على فسادهم". وأفادت، في بيان أصدرته، بأنّ مشاركتها ستكون من خلال التواجد في الشوارع والميادين العامة، بأعلام مصر ورفع مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.
وكانت الجبهة السلفية قد دعت من وصفتهم بـ "الأحرار"، بالمشاركة في تظاهرات 25 يناير، مشددة في بيان، على أنّها لن تتنازل عن الهويّة الإسلامية التي تُعدّ المنطلق الأول للجبهة.
كما دعت الجماعة الإسلامية أنصار الثورة والمشاركين فيها للاصطفاف بمناسبة ذكرى 25 يناير وفاء للشهداء، في وقت اعتبرت فيه أنّ الثورة تعاني من انقسام وتفرق أبناء الثورة ومن نقض أهدافها.
وأفاد حزب البناء والتنمية على لسان رئيسه طارق الزمر، بأنّه لا بدّ وأن يحمل 25 يناير رسالة الشعب المظلوم إلى ظالمه ورسالة الشعب المقهور إلى جلاده، لافتاً في بيان، أنّها رسالة الشعب التي يوجهها لكل من يتآمر على حريته ورزقه.
وعلى المستوى الخارجي، أعلن المجلس الثوري الذي يضم عدداً من الشخصيات العامة الرافضة للانقلاب، وممثلين عن حركات ثورية وشبابية في الخارج، توجيهه خطابات إلى وزراء خارجية 19 دولة كبرى، ورؤساء 4 منظمات دولية، حثّهم فيها على وقف دعمهم لسلطة الانقلاب العسكري في مصر.
وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" قد دعا ايضا المصريين في البلدان المختلفة للحشد أمام السفارات المصريّة وقنصليات الدول الداعمة للانقلاب، ومن بينها دول عربية، بالإضافة إلى التظاهر أمام المنظمات الدوليّة المعنيّة بالحريّات والديمقراطيّة، وفق ما وضحه قيادي إخواني في الخارج.