الوقت- يختصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارته الرسمية إلى الهند للتوجه إلى السعودية، التي تشهد مراسم حداد على الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث أفاد مسؤول حكومي هندي أن الرئيس الاميركي باراك اوباما قد ألغى زيارة مقررة الثلاثاء الى نصب تاج محل في اليوم الاخير من رحلته الى الهند .
وفقاً لما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" فإن الرئيس أوباما لم يسافر في كثير من الأحيان إلى الدول لتقديم واجب العزاء بنفسه، وهذه هي المرة الثانية فقط التي يقوم بهذا، بعد زيارته لجنوب أفريقيا عندما توفي الزعيم نيلسون مانديلا في العام 2013 .
ولا شك بأن تغيير الجدول الزمني لزيارة أوباما للهند ينطوي على كثير من الدوافع، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن زيارة الرئيس باراك أوباما للملك السعودي الجديد تسلط الضوء على أهمية ودور السعودية للولايات المتحدة .
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد نعى ليل الجمعة الملك السعودي الراحل الذي توفي عن عمر 90 عاماً، واصفاً إياه بـ "الصديق الأمين" و"القائد الصادق" الذي اتخذ قرارات شجاعة في عملية السلام بالشرق الأوسط. وقال أوباما في بيان "كان دائماً قائداً صادقاً يتمتع بالشجاعة في قناعاته ".
في الواقع كل هذا الوصف والاطراء للملك الراحل لم يكن لسبب صداقة شخصية تربطه بالرئيس الأمريكي، بل إن الأمر لا يتعدى المصالح بين الطرفين، فالولايات المتحدة بحاجه للسعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ما يجعل استقرار السعودية أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي، ومن جانب السعودية فهي بحاجه للولايات المتحدة لحماية البنية التحتية النفطية والممرات الملاحية لناقلات النفط .
وتعتبر السعودية أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 50 عاماً، لكن تلك العلاقة توترت خلال ثلاثة أحداث بدءًا من العملية الانتقالية فى مصر والحرب الأهلية فى سوريا إلى جانب الصفقة النووية الإيرانية .
وقد أكدت مصادر مقربة من أروقة الحكم السعودي أن الملك عبدالله كان غاضبا من أوباما لفشله في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وشعوره بخيبة أمل لعدم وجود ضغوط أمريكية لتحقيق تسوية بين إسرائيل وفلسطين، والتقارب الأمريكي مع إيران التي تعد المنافس الرئيسي للسعودية في المنطقة .
من جهتها أفادت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن زيارة أوباما للسعودية تأتي في الوقت الذي تتسائل فيه أوساط في الطبقة الحاكمة في السعودية، هل وقعت الولايات المتحدة في فئة الصديق غير المفيد للسعودية .
ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية " نحن لا نريد رسم صورة منسجمة، فهم يريدون أن نكون أكثر عدوانية مع إيران، وسوريا ولكن هناك جانب فيه تطور لكلا البلدين وهو محاربة داعش الذي يعد تهديد مباشر للأمن الداخلي ".
وسيلتقي أوباما خلال هذه الزيارة مع الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز، ومن المنتظر أن يتناول الجانبان العلاقات المشتركة، ويشير مراقبون أنه سيتضح بعد هذه الزيارة فيما إذا كان الملك الجديد سيسير على خطى سلفه في موقفه من القضايا الاقليمية أم أنه سينتهج موقفاً أكثر مرونة تجاه النقاط الخلافية مع الولايات المتحدة .
ووصف موقع "ديبكا" الاسرائيلي لقاء القمة بين أوباما وسلمان بالمصيري، وأشار الموقع إلى أن القمة التي ستعقد بين أوباما والملك سلمان سوف تسعى لحل ثلاث مشكلات رئيسية أولها معارضة المملكة للاتفاق النووي الذي يعمل الرئيس الأمريكي على توقيعه مع إيران، إضافة لأسعار النفط العالمية، والوضع في اليمن بعد سيطرة قوات الحوثيين الموالية لإيران على العاصمة صنعاء والإطاحة بالرئيس الموالي لأمريكا والسعودية عبد ربه هادي منصور. إضافة لموضوعين ثانويين هما الحرب الذي يشنها الغرب بقيادة واشنطن على تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك الحرب السورية .
وقال الموقع إن عددا من الحكام بالشرق الأوسط ينظرون بقلق لهذه القمة، فإذا ما نجح أوباما في إقناع الملك سلمان بالتعاون في تنفيذ السياسات الأمريكية بالشرق الأوسط، فسوف يعني هذا حدث تغيرا مفاجئا في مواقف الملك الراحل عبدالله .
وأشار الموقع أن قادة الكيان الصهيوني يخشون من تعاون الملك سلمان مع أوباما في مسألة النووي الايراني، حيث "يعتمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في معارضته للبرنامج النووي الإيراني على التحالف السياسي والعسكري بين السعودية ومصر في هذه الأمور" وفقاً لما جاء في الموقع الاسرائيلي .