الوقت- بعد الدراسات العديدة التي تناولت المجتمع الاسرائيلي والجيش وأزمة القيادة بصورة تحليلية تفصيلية وضعت بين أيدي القراء , ننقل صدى الداخل الاسرائيلي بلسانه يحكي عن أزمات لم تجد لها الدولة الاسطورية التي تتبجح بقوتها وتجربتها حلولا حتى الآن . فمن قلب الكيان الاسرائيلي .. ماذا يحكي عن نفسه ؟؟
على مستوى القضايا والملفات الداخلية
القضية الفلسطينية
عسكريا ً:
وفي الموضوع الفلسطيني، قال بني غانتس رئيس اركان جيش العدو "لا يمكن لإسرائيل تقديم تنازلات فيما يتعلق باعتباراتها الأمنية، بسبب حالة عدم الاستقرار التي تسود بالشرق الأوسط ".
موقع "معاريف" نشر تقريرا عن التوقعات العسكرية في الضفة الغربية جاء فيه أنه وفقا لتقديرات الاستخبارات هناك احتمال حصول تصعيد محتمل قد يشتد في العام القادم في الضفة الغربية، ولفت إلى أن المسؤولين في قيادة المنطقة الوسطى يستعدون لذلك، في جميع المستوطنات من شمال الضفة وحتى جنوب جبل الخليل حيث نفذت ما تسمّى "سرايا الدفاع المناطقي" تدريبات استعدادا لسيناريوهات حصول تدهور في الواقع الأمني .
قائد ما يسمى "فرقة غزة" العميد في الجيش الصهيوني إيتاي فيروف قال ان " غزة لن ترتدع من الحرب وليس لديها الكثير من الخيارات التي تبعدها عن طريق الحرب وليس لديها ما تخسره ".
معتبرا ان الجهاز العسكري في حماس عاد مباشرة بعد الحرب الى سياسة اعادة حفر الانفاق واجراء المناورات وعشرات التجارب على الاسلحة، والاستعداد للحرب القادمة"، لافتاً إلى أنه لا يوجد ردعاً حقيقياً أمام سكان غزة وان عدوان "عملية الجرف الصلب" لم تكن الحرب الرادعة لكنها "وجهت ضربة قاسية لحماس " ، على حد تعبيره .
دبلوماسيا ً:
ذكرت القناة الاولى في تلفزيون العدو أنه في أعقاب انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الدولية في لاهاي، قد يحدّ الجيش الإسرائيلي من سفر ضباطه وجنوده إلى الخارج .
وبحسب القناة، دعا بني غانتس إلى عقد جلسة في مكتبه بحضور النائب العام العسكري الرئيسي العميد عفروني بعد بروز مشكلتين اساسيتين يتوجب حلهما: الأولى وهي وضع قيود على سفر ضباط الجيش إلى الخارج، والثانية وهي لا تقل أهمية ستكون لدى الجيش الإسرائيلي مشكلة اثناء العمل في المناطق الفلسطينية في أعقاب المكانة الجديدة للسلطة الفلسطينية، إذ أن أي اعتقال في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية هو باب لتقديم دعوى، والخشية هي من طوفانٍ دعاوى ستقيّد عملياً، أولاً سفر ضباط الى الخارج، وثانياً أنشطة الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية .
المواجهة مع حزب الله :
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن السلطات العسكرية والسياسية في الكيان الصهيوني أقرّت خطة باسم "ميلونيت"، بموجبها ستجلي كل المستوطنين في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان، في حال تجددت "المواجهة الواسعة" مع حزب الله .
من جهتها، اشارت القناة الاولى الاسرائيلية الى ان الحرب المقبلة مع حزب الله لن تقتصر فقط على مواجهات في البر والبحر والجو، بل ايضا تحت الارض، نتيجة لتوقع وجود انفاق هجومية لحزب الله على طول الحدود.
وتابع المراسل: "ليس فقط ساحة غزة تثير القلق فيما يتعلق بالأنفاق، فحزب الله ايضاً في الشمال يطور منظومة انفاق هجومية تحت الارض، تثير القلق اكثر لدى اوساط الجيش ".
ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية في مقابلة مع "معاريف"، قال إن "حزب الله لا يتسلح بشكل مكثف فقط بل يعمل بشكل علني ايضاً على الحدود مع "اسرائيل"، وفي الأحيان بمحاذاة من المستوطنات ".
وذكر موقع "معاريف" ان "الجيش الاسرائيلي يستعد لإحتمال قيام حزب الله بالتسلل الى المستوطنات المحاذية للسياج واحتلال المنطقة لفترة زمنية قصيرة لتحقيق انجاز، ويقول الضابط الكبير اننا "في هذا الشأن نقوم بتأهيل وتدريب الجنود للدخول الى المستوطنات والرد بشكل مناسب ".
أجرى مركز ابحاث الامن القومي في "تل ابيب" محاكاة حول إمكان نشوب مواجهة واسعة مع حزب الله، أظهرت مدى الخشية "الاسرائيلية" من خوض مواجهة عسكرية مع الحزب، وان الكيان غير معني بالتصعيد الامني حتى في ظلّ فرضية إقدام الحزب على شنّ "عمليات موجعة" تستهدف الكيان ويتخللها أسر جنود صهاينة .
الجيش الاسرائلي (جيش أجوف):
اعتبرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية أن تعبير جيش أجوف هو التعريف الاكثر ملاءمة للجيش الاسرائيلي في أعقاب التقرير السنوي الذي نشر لمراقب الدولة يوسف شابيرا .
التقرير كشف عن اهتراء منظومة الاحتياط البرية في الجيش وعدم قدرتها على القيام بالمهمات المطلوبة في اي حرب مقبلة . وجاء فيه إن "قوات الاحتياط غير مؤهلة وغير مهيأة لمواجهة أحداث طارئة، إذ تعاني من نقص حاد في التدريب فضلا عن وجود خلل في عملية صيانة المعدات والمركبات العسكرية ".
يأتي هذا حسب الصحيفة في ظل قضيا الفساد التي كشفت مؤخرا على مستوى الجيش الإسرائيلي (فضائح لواء جفعاتي) والمؤسسة السياسية (فضيحة قيادات حزب اسرائيل بيتنا)، فدولة قيادتها منشغلة صبح مساء بقضايا الفساد وبالسياسات الضيقة والحسابات الشخصية، أهملت منظومة الاحتياط التي تشكل 70 % من القوات المقاتلة في الجيش الإسرائيلي ولم تبد اي اهتمام وجدية اتجاهها خاصة بما يتعلق بحجم التدريبات وجودتها وتأهيل الضباط ".
واضاف التقرير ان "الامر يتعلق بمنشآت حساسة من شأن استهدافها ان يشوش القدرة العملياتية لدى الجيش الاسرائيلي والمؤسسة الامنية ويربكها ، اذ ان ضربها يمكن أن يمس باستمرارية القتال وتكبد "اسرائيل " اضرارا اقتصادية فادحة وحتى الآن لم يتم ايجاد سبل دفاعية فعالة ومطمئنة تحميها.
الهجرة من الكيان والتخلي عن الجنسية :
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن معطيات مديرية "السكان والهجرة " التابعة لوزارة ما يسمى "الداخلية الاسرائيلية" كشفت ان نسبة الصهاينة الذين تقدموا بطلب التنازل عن "جنسيتهم" "الاسرائيلية" ارتفعت الى 65 % في العام 2014 وكذلك فإن نسبة الهجرة من داخل الكيان في تزايد مستمرعن بقية الاعوام السابقة.
واقع اسرائيل 2015 , تحكيه اسرائيل بنفسها , ارتفاع نسبة القلق داخل الكيان المتخبط الفاقد لقيادة حكيمة تدرك حساسية واقع العالم المتغير , الذي يتطلب قرارت حكيمة جريئة للتنازل لم يعتد عليها صغار ساسة الكيان الحاليين والمتهورين.. فمع توجه العالم الى وضع حد لنزاعات تهدد السلم والأمن العالمي , خشبية اسرائيلية وتطرف يحمل لهذا الكيان صداما عنيفا وعزلة هي الأولى بتاريخ الكيان منذ أن صنع ..