الوقت- یعتبر الإسلام من الدیانات التي لها تأثیر کبیر في حیاة المجتمع .تأثیره نابع من العلاقة الواقعة بحسب الأحکام الشرعیة بین الحاکم او الإمام وبين الرعیة .فلقد جاء الإسلام الحنيف من أجل تقویم اعوجاج المجتمع و یضع الحدود الشرعیة والأخلاقية بین اطیاف الأمة ویقوم بإدارة شؤون الناس ولیکون حارس المظلومین والمناصر لهم ضد جحود وکبریاء المستبدین.
لکن وصلنا الیوم وفي عالمنا العربي تحدیدا", الی مرحلة یمنع فیها مناصرة المظلومین و یوظف الدین من أجل مصالح فئویة او دنیویة ویذبح المسلمون علی أنغام فتاوی جاهلیة رعناء لا أصل ولافصل لها . کل ذلك تحت مسمی الشریعة . شریعة لم یأت بها النبي محمد ابن عبد الله ( ص ) بل کتبتها ایاد مأجورة تبتغي رضا الحاکم والسلطان واقرتها مشایخ الأنظمة فجعلتها فتاوی, مزقت المسلمین ونالت من کرامة الإسلام حتی وصلت بهم الحال الی تحریم مناصرة المغلوب ومناصرة من هدم قبلة المسلمین الاولی .
فلم یکن متوقعا" أن یقول مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ والذي يعين من قبل الملك إن المظاهرات التي انطلقت في العديد من الدول العربية والإسلامية لنصرة الفلسطينيين في قطاع غزة مجرد أعمال غوغائية لا خير فيها، ولا رجاء منها.و في تصريحات نشرتها له صحيفة «عكاظ» قال آل الشيخ أن الغوغائية لا تنفع بشيء، إنما هي ترّهات، مشيرا إلى أن بذل المال والمساعدات هو الذي ينفع، في إشارة منه إلى المساعدات التي أمر العاهل السعودي بتقديمها لأهل غزة. فلقد تناسی هذا الشیخ .قول رسول الله ( ص) من سمع مسلما ينادي ياللمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم.
ولکن السؤال الذي یطرح نفسه هو ماذا قدم ال الشيخ الی قضیة المسجد الاقصی طالما انه حریص علی فلسطین؟ وماذا اثرت تلك المظاهرات علی السعودیة؟ النافع، في رأي رئيس هيئة كبار العلماء السعوديين المفتي عبد العزيز آل الشيخ هو بذل المال والمساعدات، والمقصود طبعاً المساعدات الرسميّة التي يتصدّق بها حكّام العرب على الفلسطينيين.
ما يقصده المفتي بالطبع إبعاد الجماهير عن الشوارع، فمن يعبّر عن التعاطف مع غزة قد يتجاوزه الى الاحتجاج على أولياء الأمر والسلطان وعلى تخاذلهم عن نصرة الفلسطينيين بل وتآمرهم عليهم .وما تزال فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي السعودية حول الصلح مع الكيان الصهيوني والتي نشرت في صحيفة (( المسلمون ))، السعودية تثير شبهات وما اکثرها.
فلقد انتعشت بورصة الفتاوى السياسية في مصر والسعودیة وغیرهما وانتعش معها الحکام وأصبحت الفتوى سبيلا لتحقيق الأغراض السياسية والشخصية
نقولها صراحة، أن هؤلاء الذين يسمون أنفسهم "علماء" هم في الحقيقة رجال دين ضالين، ومن ومضلين و وعاظ الشياطين، وظيفتهم تمزيق شعوبهم خدمة لألد أعداء الشعوب العربية والإسلامية ألا وهي إسرائيل. فبدلاً من أن تقوم إسرائيل بشن حرب على الشعوب العربية، ها هم المتطفلون على الدين يقومون بنفس الدور وذلك بإصدار فتاوى لإشعال حروب طائفية طاحنة لتفتيت شعوبهم وتدمير طاقاتها البشرية والاقتصادية كما عمل حكم البعث الصدامي في الحرب العراقية الإيرانية وغزوه للكويت. ونحن اليوم نشهد تصعيداً من نوع جديد لتفتيت الشعوب العربية والإسلامية بواسطة علماء دين ضالين باعوا أنفسهم للشيطان مقابل البترودولار، نيابة عن إسرائيل.