الوقت - تم تقديم النتائج الأولية للتحقيق حول دخول القوات الأمريكية المياه الإيرانية إلى قائد القوات البحرية الأمريكية بالقيادة المركزية وقائد الأسطول الخامس نائب الأدميرال كيفن دونغان ويجب أن يتخذ بدوره القرار حول الملف طيلة 30 يوما. وتشير التحقيقات إلى أن القوات الأمريكية كانوا في رحلة بحرية بين الكويت والبحرين للمشاركة في مناورة عسكرية وتسبب العطل الفني في تأخير إنطلاق إحدى الزوارق التي لم يكن قائدها يعرف الطريق تماما.
وخرق الزورقان الحاملان لقوات المارينز الأمريكية المياه الإقليمية الإيرانية سهوا بسبب ما أعلن عنها العطل بنظام الملاحة وعدم معرفة القوات الأمريكية الطريق وتم إعتقالهم بقرب من جزيرة الفارسية من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني.
ويستمر التحقيق في تفاصيل الحدث، لكن افادت مجلة فورين بوليسي في تقرير عن النتائج الأولية لهذا الحدث الذي حصل قبل عدة أيام من دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ وكان بإمكانه أن يخلق أزمة بين طهران وواشنطن، اعلنت أن النتائج الأولية قدمت إلى قائد القوات البحرية الأمريكية بالقيادة المركزية وقائد الأسطول الخامس نائب الأدميرال كيفن دونغان بصفته المشرف على قوات المارينز الأمريكية الذين يعملون في الشرق الأوسط.
ويجب على دونغان أن يدرس هذا التقرير طيلة 30 يوماً ويتخذ القرار حول اجراء التحقيق الأكثر كما تشمل مهمته تقديم التوصيات إلى كبار المسؤولين الأمريكيين ليقوموا بدورهم بمناقشة هذه التوصيات وفي نهاية المطاف يتخذ قائد القوات البحرية الأمريكية أو نائبه القرار في هذا المجال.
تفاصيل الحدث
ونقل فورين بوليسي عن عدد من المسؤولين العسكريين والمدنيين والمصادر المطلعة على سير التحقيق أنه كان من المقرر أن تشارك القوات الأمريكية في مناورة عسكرية في البحرين في غضون أقل من 24 ساعة بينما كان زورق واحد فقط مستعداً للرحلة البحرية واضطرت هذه لاصلاح قارب واجه العطل الفني واستخدامه في رحلة بحرية بطول 240 مايلا (اكثر من 400 كيلومترا).
ويقول مسؤول أمريكي أن العطل الفني في أجهزة الاتصال، سبب في إنطلاق القوات الأمريكية بعد تاخير دام 3 ساعات مما جعلهم تحت ضغط شديد وبما أن هذه القوات لم يتدربوا على تكتيكات تزويد الوقود في الليل وكانوا في أمس الحاجة إلى التزود بالوقود بسبب طول المسير، طالبوا بنقل الوقود اليهم عبر ناقلة الوقود في طول المسير قبل المغرب، لكن دخل القاربان أثناء ذلك إلى المياه الإقليمية الايرانية قرب جزيرة الفارسية عن خطأ.
وكانت القوات الأمريكية تستخدم نظام تحديد الموقع العالمي "جي بي اس"، لكن المساحة الصغيرة لجزيرة الفارسية أدت إلى فشل النظام في تحديدها كما زعمت فورين بوليسي وجانب من الغموض الذي يكتنف هذا الحدث هو أن المركز الذي كان على اتصال بالقوات الأمريكية وكان يأخذ كل 30 دقيقة المعلومات المرتبطة بموقع الاستقرار ومنحى حركة القاربين، لم يعلن عن سيرهما في مسار خاطئ.
وبعد دخول القاربين إلى المياه الاقليمية الايرانية، حدث عطل فني في محرك إحداهما واضطرت قوات المارينز للتوقف فقام قوات الحرس الثوري الايراني بمحاصرتهم واحتجز كل من كان على متن القاربين.
واعلنت مجلة فورين بوليسي أنه في أثناء محاصرة القاربين الأمريكيين من جانب قوات الحرس الثوري الإيراني، تم اصلاح القارب الذي واجه عطلا فنيا وكان بامكان قوات المارينز أن يطلقوا النيران صوب القوات الايرانية والفرار من مربع الحصار، لكنهم امتنعوا عن القيام بهذا الاشتباك تخوفا من رد القوات الايرانية وتوسيع الاشتباك بين الطرفين.
الإفراج عن الجنود الامريكيين
واخيرا بعدما احتجزت القوات الأمريكية من قبل قوات الحرس الثوري الايراني واضطروا للركوع أمامهم وغلت أيديهم، خضعوا للتحقيق واحدا تلو الآخر، لكنهم صرحوا بعد الإفراج عنهم بعدم المساس أو إساءة المعاملة معهم. والشيء العجيب أن مقر قيادة قوات المارينز الأمريكية طالب المدمرة الأمريكية "يو اس تي" التي كانت متواجدة بقرب من الحدث إلى جانب السفينة الحربية البريطانية للتدخل في الحدث بهدف مساعدة القوات الأمريكية، لكنهما وصلتا المنطقة بعدما تم احتجاز قوات المارينز على متن الزورقين.
وافرجت ايران عن القوات الامريكية بعد المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، لكن فورين بوليسي اشارت إلى ان الطرف الايراني طالب قائد القوات الامريكية "ديويد نارتكر" ان يعبر عن رايه امام الكاميرات. واعتذر تارنكر من ايران بسبب الاقدام الخاطئ لقوات المارينز في الدخول الي المياه الاقليمية الايرانية واثار هذا الاعتذار هجوما شرسا من الجمهوريين ضد حكومة "باراك اوباما".
وبالتزامن مع هذا التحقيق، طالب الكونغرس الامريكي بإجراء تحقيق جذري في هذا المجال وحذر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "جون ماكين" باستدعاء القوات الامريكية الى الكونغرس في حال عدم تقديم المعلومات الكافية عن الحدث الى مجلس النواب، بينما يتذرع البيت الابيض بمواصلة التحقيق لعدم الافصاح عن تفاصيل الموضوع وهذا ما أثار غضب الكونغرس حسب قول موظف في مجلس الشيوخ الأمريكي.