الوقت- في اطار التحديات المتسارعة التي تشهدها الساحة اللبنانية و الحملة الممنهجة للسعودية و بعض حلفائها على لبنان، و الاجراءات الأخيرة بقطع الهبات عن الجيش اللبناني و ترحيل اللبنانيين المقميين في بعض دول الخليجیة و اجراءات دبلوماسية أخرى، و حول مواقف الحكومة و القوى الفاعلة على الساحة اللبنانية من الاقدامات السعودية كان لنا حوار خاص مع رئيس حركة الشعب و النائب السابق "نجاح واكيم" جاء فيه:
الوقت- في بداية حوارنا سألنا "واكيم" عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الاقدمات الخليجية بوقف الهبات السعودية للجيش و القوى الأمنية ، و ترحيل المزيد من اللبنانيين من دولها بدواعٍ أمنية ؟
"نجاح واكيم": "في الحقيقة الأسباب و الدوافع واضحة، بالأصل عندما أعلنت السعودية عن تقديم هبات للجيش اللبناني، كان الغرض الحقيقي انذاك انها أتت و قدمت الدعم للجيش لتمكينه من محاربة الارهاب، و بعد فترة قصيرة أبرزت حزب الله على لائحة الإرهاب، كان واضحاً أنها كانت تريد أو تدفع باتجاه ايقاع الفتنة بين المقاومة و الجيش اللبناني، عندما لم يتحقق هذا الأمر أخذت قراراً بوقف هذه المساعدة، عندما تأكدت أن هذه الفتنة لن تقع. أما اليوم فهي و بذريعة الموقف الذي اتخذه لبنان في مؤتمري القاهرة و جدّة، و بالفعل كان الموقف اللبناني منحازاً للسعودية، و لكن بهذه الذريعة أقدمت على الخطوات التي سمعنا عنها، و الغاية هي الدفع باتجاه الفتنة في لبنان مرة أخرى، و تعميق الانقسمات، و نحن بتنا نعرف أنه هناك تحالف بات معلناً بين المملكة العربية السعودية و من معها من دول خليجیة مع اسرائيل، و تفتيت لبنان و اشعال الحرب الأهلية في لبنان هو هدف اسرائيلي ثابت، و ما اقدمت عليه السعودية و دول الخليجیة هو خطوة تنفيذية لما تريده اسرائيل للبنان."
الوقت- في ظل هذا التضييق الخليجي الأمريكي على لبنان من قطع هبات و مساعدات عسكرية و غيرها، هل يمكن تعويض هذا بالانفتاح على ايران و قبول الهبات الايرانية غير المشروطة التي لا يزال عرضها قائماً حسب التصريحات الايرانية مؤخراً؟
"نجاح واكيم": اصلاً الجمهورية الاسلامية عرضت على لبنان قبل الاعلان عن هذه الهبة السعودية التي كان من بين أغراضها أيضاً قطع الطريق على المساعدة الايرانية، اذ أعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية عن استعدادها لتزويد الجيش اللبناني الى كل ما يحتاج اليه و السلطات في لبنان تتذرع بذرائع شتى لعدم الاستجابة للعرض الايراني.
كان امتناع السلطات اللبنانية عن قبول هذه الهبة التي هي في مصلحة لبنان طبعاً كان ورائها إرادة أمريكية و إرادة سعودية، الآن هذا تحدي أمام السلطة اللبنانية بعدما أعلنت السعودية عن حجب المساعدات، و هو تحدٍ يجب أن تأخذه في الاعتبار الحكومة اللبنانية و أعتقد أن عليها أن تقبل المساعدة الایرانیة و هذا يصب في مصلحة لبنان و شعب لبنان الذي يعاني من خطر اسرائيلي و خطر الارهاب.
الوقت- هل برأيكم للعجز المالي و الاقتصادي السعودي أي ربط بموضوع قطع الهبات عن لبنان؟
"نجاح واكيم": لا شك أن السعودية تعاني من أزمة مالية بسبب ما انفقته على تخريب الأمة العربية، و المبالغ التي أنفقتها لتدمير سوريا و العراق و اليمن و غيرها هي مبالغ طائلة، و لكن رغم هذا لا أعتقد أن هذا الأمر هو السبب الأول أو السبب الأساسي لحجب الهبة التي اعلنوا عنها، الأسباب الحقيقية هي التي ذكرتها مسبقاً و هي عدم تحقيق الغرض بايقاع الفتنة بين الجيش اللبناني و المقاومة، و الآن يريدون من خلال ما أعلنوه اضافة للتجمعات و المهرجانات التي يدعون اليها تهدف و للأسف الى تعميق الانقسام اللبناني.
الوقت- في سؤالنا التالي سألنا النائب "نجاح واكيم" عن رأيه بتصريحات قوى 14 اذار و من العريضة التي دعى الى توقيعها الرئيس سعد الحريري؟ أليس من المخجل للبنان مشهد التسول الذي تظهر به هذه القوى أمام قطع المال الخليجي؟
ضحك النائب "نجاح واكيم" ساخراً لبرهة و اردف قائلاً : " استغربت هذه الوقاحة، هؤلاء يتحدثون عن العروبة ! أي عروبة هذه التي تسعى الى تدمير سوريا، ما هي هذه العروبة التي تتنكر لفلسطين، والذين استفاقوا اليوم على العروبة أصبحوا اليوم في حلف معلن مع الكيان الصهيوني، يكفي تلك الصورة المخزية لـ" تركي الفيصل" مع "يعالون"، و يكفي أيضاً ما صرح به غير مرّة قادة العدو على رأسهم "نتنياهو" من أن علاقات وثيقة قائمة بين العدو الصهيوني و هذه الدول الخليجية، طيب عندما تقوم هذه العلاقة أين تكون فلسطين و أين يكون الشعب الفلسطيني و ما هي هذه العروبة التي تنكرت لفلسطين، و تتنكر لسوريا، سوريا هي أساس العروبة و فلسطين هي اساس العروبة، و ليس أبوظبي و الفجيرة و مملكة بيت سعود و كل هذه الكيانات المسخرة.
الوقت- ما هي الخطوة القادمة التي ستقوم بها هذه الدول الخليجية في اطار هذه الحملة الممنهجة؟ ما هي برأيكم الخطوات التصعيدية القادمة بعد قطع الهبات و تقليل عدد البعثات الدبلوماسية و سحب سفراء و ما اليه؟ بعد أن قطعت المقاومة و حلفائها الطريق عليهم باعلان مجلس الوزراء؟
"نجاح واكيم": "لا يمكنني أن أتكهن بما هي الخطوة التي يمكن أن يقدموا عليها."
الوقت- استدركنا بسؤاله : هل نحن ذاهبون الى تصعيد أم أن الأمور ذاهبة الى التهدئة؟
"نجاح واكيم": أنا أعتقد أن المنحى العام يتجه الى التصعيد، لأن الهدف بايقاع الفتنة في لبنان لا يزال هدفاً ثابتاً و واضحاً للقيادة السعودية و الدول التي معها من دول خليجیة.
الوقت- بالنسبة لسؤالنا الأخير، أستاذ "واكيم" ما هو رأیکم حول استقالة الوزير "ريفي"، و ما يحدث في صفوف تيار المستقبل خاصة، هل تعتقدون أن الوزير "ريفي" يعمل على ايجاد حالة شعبية سنية له في طرابلس منافسة للحريري و تياره؟
"نجاح واكيم": ان الأمر ليس مهما بالنسبة لي، أنا أعتقد أن المسألة بكاملها و هذه الاختلافات تعكس خلافات داخل المملكة العربية السعودية، فلكل أمير من يرعاه في لبنان، و صراعات الأمراء في السعودية تنعكس على أتباعهم في لبنان.