الوقت – بعد ان اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان رد حزب الله على اي هجوم اسرائيلي محتمل سيكون استهداف المنشآت الغازية في حيفا كان لهذا التهديد انعكاس كبير في الاجهزة الاعلامية الاسرائيلية وقد انشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية والعالمية بدراسة ومراجعة تهديد السيد حسن نصرالله الذي شبه بأنه تهديد شبه نووي لكيان الاحتلال.
وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد رد على الحرب النفسية التي يشنها الكيان الاسرائيلي حول ما يسمى بحرب لبنان الثالثة وادعاء الاسرائيليين بأنهم سيدمرون الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلا لحزب الله بالكامل خلال اي حرب مقبلة مع حزب الله، وقد قال خبير عسكري اسرائيلي انه في حال اندلاع مثل هذه الحرب فسيقدم حزب الله على استهداف حاويات غاز الأمونيا في حيفا والذي يقدر بخمسة عشر ألف طن من الغاز وان هذا الهجوم سيتسبب بمقتل وجرح 800 الف شخص من سكان حيفا، وقد شبه هذا الخبير الاسرائيلي الهجوم على حاويات هذا الغاز الكيميائي في حيفا بهجوم نووي.
وقد طرح السيد حسن نصرالله فرضية هذا الهجوم مقابل الفرضية الاسرائيلية التي وضعها قادة عسكريون اسرائيليون والتي تقضي بتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت وهي معقل حزب الله بالكامل في اية حرب مقبلة بين الطرفين.
ويسخر هارون في تحليله من ادعاءات الاجهزة الامنية الاسرائيلية بأن القدرات الاستخباراتية لحزب الله هي محدودة ولا تكفي لخرق الاجهزة الامنية الاسرائيلية قائلا "ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الثلاثاء الماضي يثبت ان المجموعة المختصة في حزب الله بجمع المعلومات العامة التي يمكن الوصول اليها عن المجتمع الاسرائيلي وكذلك المجموعة المختصة بالحرب الاهلية تعملان بشكل مؤثر".
ويضيف هارون ان تهديد حزب الله باستهداف المنشآت الغازية في حيفا ليس تهديدا فقط لأن حزب الله يمتلك صواريخ متوسطة المدى دقيقة في الاستهداف تقريبا واذا عبر صاروخ واحد من هذه الصواريخ منظومة القبة الحديدية الاسرائيلية فانه يستطيع الحاق الضرر.
ويقول هارون ان صاروخا واحدا من صواريخ حزب الله قد اصاب هذه المنشآت في حرب تموز عام 2006 وقد احدث 15 ثقبا في المخازن وانابيب النقل وهذا تصبب باصابة عدد من سكان المناطق المجاورة للحاويات بامراض وقد تبين لاحقا ان 6 أطنان من الأمونيا قد تسرب الى الخارج.
ويشير هارون في نهاية تحليله ان الردع السائد الان بين حزب الله والكيان الاسرائيلي هو ردع من الجانبين ويضيف "ان هذا هو السبب الأهم لتفادي اسرائيل الدخول في حرب اخرى مع حزب الله على عكس النهج الاسرائيلي تجاه قطاع غزة".
وفي سياق الردود ايضا قال الإعلامي البارز في القناة الثانية الاسرائيلية عوديد بن عامي "أن المشكلة التي تواجهها إسرائيل هي أن نصرالله أثبت في الماضي أنه صادق ولا يكذب، وهو دائماً يعمد الى الحديث عن مسائل وأمور تستند إلى حقائق"، و"نعم توجد حاويات أمونيا في حيفا، ونعم هي محاذية لأكثر من مليون شخص، وهي خطيرة جداً". وطلب بن عامي، الذي شغل في السابق منصب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، ضرورة الاستماع جيداً لردّ رئيس أركان الجيش، غادي إيزنكوت، على تهديدات نصرالله، وتأكيده أن "حزب الله طوّر قدرات صاروخية مهمة جداً".
ويضيف بن عامي "من جهتي أنا أصدق ما يصدر عن نصرالله، وهو قادر بالفعل على توجيه القنبلة النووية التي تحدث عنها، ويجب التعامل مع تهديداته بجدية مطلقة"، وبحسب بن عامي، "صدرت عن نصرالله في الماضي مواقف وكلمات، وكان من المهم أن تصل هذه المواقف الى الاسرائيليين، ومهمتي كإعلامي أن أوصل ذلك إليه، خاصة أن ما يصدر عنه (نصرالله)، يتعلق بمسائل وأمور دقيقة".
وهكذا وباعتراف اعلام العدو الاسرائيلي بات الاسرائيليون كلهم يعيشون تحت رحمة صواريخ حزب الله وهم الان باتوا يعلمون ان الخيبة التي لاحقتهم منذ نهاية حرب تموز الى الان ستلاحقهم في اية مواجهة محتملة مع حزب الله مستقبلا وذلك مع الاخذ بعين الاعتبار ان الامين العام لحزب الله ربما لم يكشف عن كل ما لدى حزب الله للرد على الخطة الاسرائيلية بتدمير الضاحية الجنوبية.