الوقت-رفض مجلس الأمن مشروع القرار الروسي الخاص بتحركات تركيا في سوريا، وذلك خلال جلسة دعت إليها موسكو لمناقشة الوضع السوري، فيما تم تأجيل النقاش في مشروع القرار الى يوم الاثنين القادم.
وأكد رئيس مجلس الأمن الدولي رافاييل داريو راميريز كارينو، الجمعة، إنَّ أعضاء مجلس الأمن توافقوا على تأجيل تحديد مصير مشروع القرار الروسي المتعلق بسوريا، إلى بعد غدٍ الاثنين.
وأضاف داريو راميريز كارينو، في تصريحاتٍ للصحفيين عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن، في مقره بمدينة نيويورك، أنَّ مجلس الأمن ناقش في جلسة مشاورات مشروع القرار الروسي المتعلق بسوريا، واتفق أعضاء المجلس على الانتظار ليوم الاثنين، للإطلاع على مواقف دولهم، وماذا سيتم بشأن المشروع.
وردًا على أسئلة صحفيين بشأن موقف المجلس من اتفاق "وقف الأعمال العدائية"، الذي تمَّ التوصل إليه في ميونيخ، قبل أسبوع، وكان من المفترض دخوله حيز التنفيذ، الجمعة، ذكر داريو راميريز كارينو: "لا يوجد اتفاق في المجلس على وقف إطلاق النار، وسوف ندعو إلى عقد جلسة طارئة للمجلس في حالة تصاعد الموقف إلى الأسوأ في سوريا".
وجاء في بيان أعقب انتهاء جلسة المجلس أمس، أن الدول الغربية رفضت مشروع القرار الروسي بشأن التدخل التركي في سورية.
وأضاف البيان، أن المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، دعت جميع الأطراف لتطبيق القرار 2254 ووقف التصعيد العسكري والتهدئة والتفاوض.
وكانت البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق من الجمعة أن روسيا وزعت مشروع قرار بين أعضاء مجلس الأمن بشأن إجراءات تركيا المقوضة لسيادة ووحدة الأراضي السورية.
وذكرت البعثة في بيان لها أنه من المنتظر أن يتم بحث مشروع القرار الروسي خلال جلسة مغلقة تبدأ عند الساعة 23:00 بتوقيت موسكو.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق من الجمعة أن موسكو تعتزم دعوة مجلس الأمن الدولي للاجتماع اليوم بخصوص زيادة التوتر على الحدود السورية التركية وإعلان الأخيرة عن خطط لإدخال قوات برية لسوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "إن روسيا ستدعو اليوم (الجمعة) مجلس الأمن للانعقاد لبحث هذه المسألة وتقديم مشروع قرار يحتوي على مطالب بوقف أية إجراءات من شأنها تقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا والتي تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وأيضا تقوض جهود إطلاق عملية المصالحة السورية".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد بحث بشكل مفصل في وقت سابق من يوم الجمعة مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي الوضع في سوريا، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية.
الناتو يحذر تركيا
وفي سياق متصل، ذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أرسل تحذيراً هو الأول من نوعه لتركيا بأن الحلف لن يقف إلى جانب أنقرة إذا ما استفزّت صداماً عسكرياً مع موسكو. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن "لا يجوز أن يسمح الناتو بزلق قدمه إلى تصعيد عسكري مع روسيا على خلفية التوترات الحالية بين الأخيرة وتركيا"، مضيفاً أن حالة التضامن داخل الناتو لا تكون "إلا بتعرّض دولة من دوله إلى عدوان واضح وجليّ".
وأشارت المجلة الألمانية إلى أن رأي أسيلبورن يعبر عن رؤية كافة أعضاء الحلف الآخرين، وأن الخبر المقتضب الذي جاء على صفحتها الالكترونية يأتي بعد يومين على تفجيرات أنقرة التي حاولت الحكومة التركية استثمارها للدخول في حرب داخل سوريا بحجة "ملاحقة الفاعلين".
ويأتي هذا التحذير للأطلسي بالتزامن مع ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بأن "قيام أحد الدول الأعضاء فيه بنشر قوات في منطقة محتقنة تنتشر فيها قوات روسية يبدو أمراً مقلقاً". وقالت الصحيفة في تقرير لها إن "الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها، تركيا والمملكة العربية السعودية، القيام بفعل عسكري في سوريا"، عازية السبب إلى أن "التدخل العسكري المباشر قد يؤدي إلى صدام "خطر" مع روسيا"، فيما لفتت إلى "أن أنقرة والرياض غاضبتان مما ترياه "فشلاً" أميركياً في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة موسكو العسكرية لدعم نظام بشار الأسد".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين رفيعين قولهما "تركيا تريد خلق منطقة محايدة على امتداد حدودها مع سوريا تمتد إلى عدة كيلومترات في العمق السوري، بما يسمح لأنقرة بمراقبة توسع الميلشيات الكردية، التي تشكل هم تركيا الأساسي في سوريا".
الرئيس الفرنسي يحذر من خطر نشوب حرب بين تركيا وروسيا
الى ذلك حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اليوم الجمعة من خطر نشوب حرب بين تركيا وروسيا على خلفية الأزمة السورية.
وقال أولاند - في مقابلة أجرتها معه اليوم إذاعة "فرانس انتر"- إن تركيا منخرطة في سوريا و من ثم فان هناك خطر بنشوب حرب (مع روسيا) و لهذا مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا في هذه اللحظة.
وأضاف أولاند أن روسيا لن تنجح في الخروج من هذا الوضع بدعم بشار الأسد بشكل منفرد، داعيا الى الضغط على موسكو لإجراء مفاوضات حول سوريا.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه لا يريد استبعاد روسيا من الحل، مشيرا الى زيارته الأخيرة إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمطالبة بتوحيد الجهود لبدء عملية انتقال سياسي في سوريا.
وأضاف أنه في الوقت ذاته لا يمكنه قبول بقصف السكان المدنيين أثناء عملية التفاوض، مشددا على ضرورة إقناع موسكو بإيجاد حل سياسي باعتبار ذلك أيضا يخدم المصالح الروسية.
وحول موقف الولايات المتحدة من الملف السوري، قال أولاند إن الأمريكان يعتبرون أنه ليس عليهم التواجد في كل مكان في العالم كما كان الوضع من قبل، وبالتالي فالولايات المتحدة تراجعت. وأضاف أنه كان يأمل ان تقوم الولايات المتحدة بدور أكثر فاعلية.
وذكرا الرئيس الفرنسي بأن الولايات المتحدة تخلت عن فرنسا التي كانت تريد في صيف 2013 ضرب سوريا إثر ورود تقارير باستخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية.