الوقت – بعد الاتفاق الذي ابرم بين حركة انصارالله والحراك الجنوبي في اليمن خرجت حركة انصارالله والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من محافظة شبوة جنوبي اليمن بعد 6 اشهر من السيطرة عليها لمكافحة وجود تنظيم القاعدة فيها وتولى الحراك الجنوبي حسب هذا الاتفاق مسؤولية منع تنظيم القاعدة من تعزيز قواته في شبوة.
وكان القاعدة قد استطاع فرض سيطرته على مناطق في جنوبي اليمن بعد خروج انصارالله منها ومن هذه المناطق مدينتي زنجبار وجعار في محافظة ابين ومدينة الحوطة مركز محافظة لحج كما سيطر هذا التنظيم على ميناء المكلا والمناطق المركزية والساحلية لمحافظة حضرموت وهذا يزيد من مخاطر هذا التنظيم على اللاعبين الدوليين المعنيين بالشأن اليمني.
السعودية والقاعدة في اليمن
يعتبر دعم النهج السلفي وتجهيز الجماعات التكفيرية في مختلف البلدان من اهم استراتيجيات آل سعود الذين يسعون لبسط سيطرتهم في المنطقة عبر هذه الجماعات وقد حرض آل سعود في السابق تنظيم القاعدة وبعض القبائل في اليمن على الحكومة اليمنية لفرض المطالب السعودية على حكام اليمن كما استغل السعوديون هذه التنظيمات الارهابية لقمع الحركات الشعبية في اليمن.
السعودية تستفيد من القاعدة في زيادة نفوذها
رغم ان آل سعود يعلنون في الظاهر انهم يعادون الجماعات الارهابية ويعلنون عن تحالفات دولية لضرب الجماعات الارهابية لكن الرياض تعتبر تقدم القاعدة الان في اليمن سبيلا لزيادة النفوذ السعودي في هذا البلد وارسال قوات دولية الى اليمن تحت شعار مكافحة الارهاب وما شابه ذلك.
الاستفادة من القاعدة لضرب انصارالله
تستطيع السعودية ان توسع مناطق القتال في اليمن نحو الشمال الذي تسيطر عليه انصارالله عبر دعم تنظيم القاعدة وفي هذا السياق قال المتحدث باسم انصارالله محمد عبدالسلام ان سيطرة القاعدة على اجزاء من اليمن يأتي في سياق استراتيجية السعودية لاضعاف انصارالله.
تهديدات القاعدة للموالين للسعودية في اليمن
لقد استقرت حكومة خالد بحاح والرئيس الفار عبد ربه منصور هادي في عدن لكن فقدان الامن في هذه المدينة اجبر بحاح وهادي على الفرار عدة مرات وسبب انعدام الامن هناك هو سيطرة القاعدة على الكثير من المناطق في عدن، ومن جهة اخرى طالب رؤساء القبائل في جنوب اليمن بمحاربة السعوديين الغزاة بعد الفوضى التي تسبب بها تنظيم القاعدة هناك.
القاعدة وعلي عبدالله صالح
لم تكن هناك علاقات علنية بين القاعدة وعلي عبدالله صالح لكن هذا الرئيس المخلوع قد استفاد من القاعدة عدة مرات لتنفيذ مآربه فهو استخدمهم في حروبه ضد الشيعة كما استخدم اتباع الفكر الوهابي ايضا في هذه الحروب، وتلقى صالح اموالا من الغرب لمكافحة القاعدة لكنه استفاد من هذه الاموال لتدعيم اسس نظامه.
وقد اخلى صالح الساحة للقاعدة في محافظة ابين ابان الثورة الشعبية اليمنية واقامت القاعدة امارة اسلامية فيها وكان صالح يريد الايحاء بأن خروجه من السلطة يعني سيطرة القاعدة على كل اليمن.
الاستفادة من القاعدة لضرب الرئيس الفار منصور هادي
يقول بعض المحللين ان علي عبدالله صالح بامكانه ان يستفيد من تحركات القاعدة في جنوبي اليمن لاظهار ضعف حكومة منصور هادي، وفي مجمل الاحوال يعتقد الخبراء والمحللون ان استمرار وجود وتحركات الجماعات الارهابية في الاوضاع الراهنة في اليمن يأتي في سياق استمرار الازمة والحرب الداخلية والعدوان الخارجي لأن هذه الجماعات الارهابية تعتبر ان حياتها رهن بسياسات حماتها ودعمهم لها، ومن جهة اخرى هناك اللاعبون الآخرون على الساحة اليمنية الذين يجيرون ارهاب القاعدة وباقي الجماعات الارهابية لخدمة اهدافهم لكن رغم هذا يجب القول ان اخماد نيران الحرب في اليمن وانتهاء العدوان السعودي وعقد الحوار اليمني اليمني سيقضي على امكانية نشاط الجماعات الارهابية التكفيرية التي تستفيد من العصبيات القبلية والطائفية في بعض المحافظات مثل ابين والبيضاء وشبوة لنشر افكارها المتطرفة.