الوقت - بدأت محادثات جنيف 3 من أجل إقرار السلام في سوريا في 29 يناير 2016، في حين أن دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلی سوريا کان قد أعلن في 25 يناير، أن الأولويات الثلاث الأولى في هذه المحادثات، هي وقف شامل لإطلاق النار، المساعدات الإنسانية ووقف التهديد الذي يشکله تنظيم داعش الإرهابي. وقال في مؤتمر صحفي:
"إن القصد من وقف إطلاق النار، ليس النسخة المحلية منه مثل ما حدث في حمص، بل الهدف منه هو وقف شامل لإطلاق النار لا يشمل جبهة النصرة وداعش".
مع ذلك، فإن المعارضة السورية الموجودة في الخارج، وإذ شاركت في محادثات فيينا، أعلنت أنه طالما أن بشار الأسد موجود في السلطة، فلا يوجد هناك وقف لإطلاق النار. وکان نغم فريد الغادري نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري أيضاً، وبعد الإعلان عن هذا الموقف، قد انتقد نهج روسيا وأمريكا تجاه الأسد، وقال: "أمريكا وروسيا مختلفتان حول مصير بشار الأسد، ولكن لديهما موقف واحد تجاه محاربة داعش. هذا الأمر يبدو مضحکاً، لأنهم بدلاً من حل جذور المشكلة، يتعاملون مع ثمرها التي جاءت نتيجةً لهذه الحكومة نفسها".
"المعارضة الوطنية السورية"، هو المصطلح الذي دخل أدبيات وزارة الدفاع الروسية منذ الثالث من نوفمبر 2015. ومنذ ذلك التاريخ، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بياناتها أنها قد استهدفت مواقع جبهة النصرة وداعش وأحرار الشام، والجماعات المنشقة عن هذه المجموعات الإرهابية، بناءً علی المعلومات المقدمة من قبل "المعارضة الوطنية السورية". بالطبع، فلاديمير بوتين الرئيس الروسي وفي مؤتمر صحفي عقده في 11 ديسمبر 2015 مع وزير الدفاع، استخدم كلمة "المعارضين السوريين الوطنيين"، ولأول مرة أعلن صراحةً عن أجندته الخاصة للتعاون المتزامن لسلاح الجو الروسي في سوريا، مع الجيش الحكومي والجيش السوري الحر.
وفي 15 ديسمبر 2015، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تتعاون مع ناشطين سوريين، يعبَّر عنهم بأنهم المعارضة المعتدلة، ضمن 150 مجموعة تشمل 5000 شخص، جنبا إلى جنب مع الجيش السوري. کما ذکرت وزارة الدفاع الروسية بوضوح وفي بيان أصدرته في 25 ديسمبر 2015، أنها تقدّم الدعم لقوات الجيش السوري والمعارضة الوطنية المختارة، بشکل متزامن. وفي 11 يناير 2016، أعلنت وزارة الدفاع الروسية رسمياً أنها نفذت غارات جوية، لحماية مصالح 11 وحدة من قوى المعارضة الوطنية، تشمل 7000 شخص. هذا التعاون مع أقسام منفصلة من المعارضة السورية، يتم تکراره من قبل الروس في حين أن عدم تفنيده من قبل المعارضة، يقرِّب هذه المزاعم من الصحة.
بالطبع ما يقرّه الروس، يستند أيضاً إلى أدلة موضوعية أقوى في ساحة المعركة، وتحديداً فيما يتعلق بوقف إطلاق النار بين الجيش السوري والقوات المعارضة في الجبهة الجنوبية.
في هذا الصدد، فإن لواء ضحی الإسلام هو أكبر جماعة عادت إلى الحجر الأسود بعد مغادرة داعش للمنطقة، من أجل السيطرة على نقاط التفتيش، وقد أذعن زعيمه المدعوّ أبونافع الدمشقي، بأن ما يجري بين هذه الجماعة والحكومة المركزية، وقفٌ لإطلاق نار مؤقت فحسب، وليس إقراراً للسلام. وهذه هي العملية التي أعلن الدكتور علي حيدر وزير المصالحة الوطنية السوري في 16 يناير 2016، بأنها إخلاء للمناطق من الجماعات الإرهابية، كأساس لبدء عملية مصالحة وطنية والتي ستمتد إلى كل أنحاء سوريا. وحول وقف إطلاق النار في الحجر الأسود، قال بأن هذه الخطة ستتوسّع في ببيلا، يلدا، بيت سحم، إلى ديابية، وإلى الحسينية من جهة، وحتی التضامن ومخيم اليرموك من جهة أخری.
ويؤكد آدم الشامي وهو من النشطاء الإعلاميين في جنوب دمشق، أن سبب اتخاذ هذه الإستراتيجية في الجبهة الجنوبية من قبل الحكومة المركزية، هي التخلص من دفع الرواتب لقوات الدفاع الوطني، وإحالة مسألة الحفاظ علی أمن الحارات، إلی القوات المتمردة التي تحمي منازلها في واقع الأمر. واستمرت هذه العملية في 20 يناير 2016 مع نقل العائلات السورية إلى شرق حي القدم، والذي تسيطر قوات الجيش السوري علی الجزء الغربي منه، ويطل على الطريق الدولي السريع ام - 5.