الوقت- انتهت يوم الاثنين الماضي 24 نومبر مهلة التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي بين ايران والدول الست في فيينا دون التوصل الى نتيجة رغم ان الاطراف المفاوضة عقدت عدة جولات من المفاوضات في الشهور الـ 6 الأخيرة.
وكان لافتا قيام طرفي المفاوضات بعدم اطلاق تصريحات تشاؤمية في نهاية المفاوضات حيث اثنى وزير الخارجية الامريكي على ايران ووزير خارجيتها محمد جواد ظريف وتحدث عن استمرار الجهود خلال مهلة الـ 7 أشهر الجديدة للتوصل الى اتفاق، كما اشاد الرئيس الايراني حسن روحاني بانجازات ايران وفريق التفاوض الحكومي الايراني دون الاشارة الى انجاز محدد.
ويأتي هذا في وقت لم يحصل تقدم خلال المفاوضات فيما يتعلق بمصالح ايران ولايوجد أمل بتحقيق انجاز ما خلال الأشهر الـ 7 المقبلة، ويمكن ان تكون تصريحات الرئيس الايراني المتفائلة من أجل الاستهلاك الداخلي وهذا يدل ان الفريق التفاوضي الايراني والحكومة الايرانية يسعون فقط من اجل الحفاظ على الحوار لأنهم يعتبرون استمرار الحوار لـ 7 اشهر اضافية انتصارا في وقت يبقى قسم كبير من البرنامج النووي الايراني مجمدا خلال فترة المفاوضات القادمة ويضاف هذا الى فترة التجميد السابقة البالغة 14 شهرا وبهذا يكون الغرب قد اوقف البرنامج النووي الايراني لسنتين متتاليتين.
وبالنظر الى السياسات الايرانية خلال 12 سنة الاخيرة ندرك بأن الحكومات الايرانية المتتالية أي حكومات السيد خاتمي والرئيسان احمدي نجاد وروحاني كانت تتبع سياسة الحفاظ على المفاوضات النووية وكأن المفاوضات النووية هي سياسة وطنية ، وكانت المفاوضات تجري احيانا في اجواء تشاؤمية تعمد فيها ايران الى رفع وتيرة نشاطاتها النووية وفي احيان أخرى كانت تسود اجواء تفاؤلية وحينها تبطئ ايران نشاطاتها النووية وفي كلى الحالتين كان البرنامج النووي الايراني يتباطئ أو يتوقف وتتحمل ايران اعباء ثقيلة دون ان تتمكن من كسب ثقة الغرب وكانت ضغوطات الاعداء تشتد ايضا ومن أجل هذا كله ينبغي ان نقيس نتائج المفاوضات النووية حسب المصالح الوطنية.
ماذا يجب ان نفعل ؟
1- لقد اذعن الجانب الغربي والامريكي على الخصوص بأن ايران نفذت التزاماتها بايقاف ما اتفق عليه من نشاطاتها النووية لكن العقوبات لم يتم الغاؤها وتم تأجيل البحث حول الغاء العقوبات الى المفاوضات القادمة ولذلك يمكن لايران الآن ان تستأنف نشاطاتها النووية المتوقفة وتربط اي الزام جديد لها بايقاف نشاطاتها الى التزام الطرف المقابل برفع العقوبات .
ان استئناف النشاطات النووية المتوقفة ليس خرقا للقانون وللمبادئ الاخلاقية بل يتوافق مع القانون والمبادئ الاخلاقية لأن هناك سؤال وهو اذا كانت ايران توقف برنامجها النووي دون مقابل فكيف نتوقع ان يقوم الطرف المقابل بمفاوضات جدية ومؤثرة مع ايران خلال الفترة المحددة المقبلة ؟
ولذلك نقول ان اعادة تشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزية واعادة تشغيل منشأة اراك للمياه الثقيلة واعادة تشغيل أجهزة الطرد الركزي من الجيل الثاني في فوردو واستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة لاتضر بالمفاوضات بل يعتبر سندا ودعما لايران في مفاوضاتها مع الدول الست، ومن الممكن ان يحتج الطرف الغربي على هذا لكنه سيدرك سريعا ان هذا كان سببه عدم التزام الغرب لواجباته تجاه ايران.
2- يجب ان ناخذ بعين الاعتبار ان الغرب يريد القضاء على البرنامج النووي اليراني ومنشآته وكذلك الاقتصاد الايراني وان الجانب الامريكي كان يذكر الجانب الايراني بأن العقوبات لن يتم الغاؤها بل تجميد قسم ضئيل منها وان الغاء العقوبات يستلزم تغيير ايران لنهجها وسلوكها ولذلك يمكن القول ان نتيجة المفاوضات لن تكون الغاء العقوبات حتى لو دامت المفاوضات 10 سنوات أخرى.
ان الامريكيين قد اعلنوا بانهم يعتبرون الضغوط الاقتصادية أفضل طريقة لايقاف ايران في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية ولذلك فأن الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين سيحتفظون بالعقوبات من أجل ابتزاز ايران في أي ملف يختارونه.
ورغم هذا هناك حديث يدور حول ضعف القوة الامريكية على الصعيد الدولي وظهور اقطاب دولية جديدة كما ان هناك حديث عن جدوى العقوبات الاقتصادية لكن في الحقيقة كان باستطاعة ايران التوصل الى نتيجة مرجوة وحفظ العزة الوطنية لو لم تكن تفكر اصلا بالتفاوض مع الدول الست والاتفاق مع الامريكيين .
ان ايران حصلت من كل المفاوضات حتى الآن تحرير 2ر4 مليار دولار من اصولها المجمدة ولو حصلت ايران على 700 مليون دولار في كل شهر كما هو متوقف عليه في فيينا خلال الاشهر السبعة المقبلة فان كل ما تحصل عليه ايران من المفاوضات هو تحرير 1ر9 مليار دولار من اصولها المجمدة ولو ان ايران كانت خلال هاتين السنتين قد عمدت الى تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع العراق او السودان مثلا لكانت حصلت على اكثر من 20 مليار دولار خلال سنتين ووفرت مليون فرصة عمل لايديها العاملة، وحبذا لو تغير وزارة الخارجية الايرانية رؤيتها حتى لايعتقد البعض ان خير الدنيا والآخرة يكمن في تعزيز العلاقات مع اوروبا .
اذا تم اعتماد "الاقتصاد المقاوم" فيمكن لايران ان تضاعف ايراداتها المالية وحينها يجري الغربيون خلف ايران ويسعون لتحسين العلاقات، عندما يشعر الغرب بأن إيران لاتحتاجه وان الضغط الاقتصادي لايهزمها فانه سيغير اسلوبه في التعامل الاقتصادي مع ايران.
3- لا شك بان المفاوضات النووي يجب ان تستمر، لكن يجب علينا ان ندرك ان سياسة ضبط النفس والتفاؤل المتبعة خلال الـ 14 شهرا الاخيرة لم تؤتي ثمارها ولم تحفظ المصالح الوطنية الإيرانية وقد قال أحد اعضاء الفريق الإيراني لبعض الاطراف الداخلية بان المفاوضات سوف لن تؤدي الى الغاء العقوبات ولن يفتح الطريق المسدود بين ايران والغرب ولذلك يجب على ايران ان تسلك طرقا أخرى غير التفاوض مع الدول الست.
ان تعزيز العلاقات مع الدول الآسيوية يعتبر النموذج الافضل لإيران فبالاضافة الى روسيا والصين والهند هناك دول آسيوية اخرى تريد الدخول في علاقات اقتصادية موسعة مع ايران ويجب ان تسلك ايران هذا الطريق الذي يحفظ المصالح الوطنية الى حد كبير كما يجبر الغرب على التفاوض مع ايران بعقلانية اكبر والالتزام بواجباته تجاه ايران ولابد ان نتذكر ان الغرب لايريد رؤية ايران قوية من جهة ومن جهة أخرى لايريد بأن تتجه ايران نحو الدول الآسيوية .
وكان لافتا قيام طرفي المفاوضات بعدم اطلاق تصريحات تشاؤمية في نهاية المفاوضات حيث اثنى وزير الخارجية الامريكي على ايران ووزير خارجيتها محمد جواد ظريف وتحدث عن استمرار الجهود خلال مهلة الـ 7 أشهر الجديدة للتوصل الى اتفاق، كما اشاد الرئيس الايراني حسن روحاني بانجازات ايران وفريق التفاوض الحكومي الايراني دون الاشارة الى انجاز محدد.
ويأتي هذا في وقت لم يحصل تقدم خلال المفاوضات فيما يتعلق بمصالح ايران ولايوجد أمل بتحقيق انجاز ما خلال الأشهر الـ 7 المقبلة، ويمكن ان تكون تصريحات الرئيس الايراني المتفائلة من أجل الاستهلاك الداخلي وهذا يدل ان الفريق التفاوضي الايراني والحكومة الايرانية يسعون فقط من اجل الحفاظ على الحوار لأنهم يعتبرون استمرار الحوار لـ 7 اشهر اضافية انتصارا في وقت يبقى قسم كبير من البرنامج النووي الايراني مجمدا خلال فترة المفاوضات القادمة ويضاف هذا الى فترة التجميد السابقة البالغة 14 شهرا وبهذا يكون الغرب قد اوقف البرنامج النووي الايراني لسنتين متتاليتين.
وبالنظر الى السياسات الايرانية خلال 12 سنة الاخيرة ندرك بأن الحكومات الايرانية المتتالية أي حكومات السيد خاتمي والرئيسان احمدي نجاد وروحاني كانت تتبع سياسة الحفاظ على المفاوضات النووية وكأن المفاوضات النووية هي سياسة وطنية ، وكانت المفاوضات تجري احيانا في اجواء تشاؤمية تعمد فيها ايران الى رفع وتيرة نشاطاتها النووية وفي احيان أخرى كانت تسود اجواء تفاؤلية وحينها تبطئ ايران نشاطاتها النووية وفي كلى الحالتين كان البرنامج النووي الايراني يتباطئ أو يتوقف وتتحمل ايران اعباء ثقيلة دون ان تتمكن من كسب ثقة الغرب وكانت ضغوطات الاعداء تشتد ايضا ومن أجل هذا كله ينبغي ان نقيس نتائج المفاوضات النووية حسب المصالح الوطنية.
ماذا يجب ان نفعل ؟
1- لقد اذعن الجانب الغربي والامريكي على الخصوص بأن ايران نفذت التزاماتها بايقاف ما اتفق عليه من نشاطاتها النووية لكن العقوبات لم يتم الغاؤها وتم تأجيل البحث حول الغاء العقوبات الى المفاوضات القادمة ولذلك يمكن لايران الآن ان تستأنف نشاطاتها النووية المتوقفة وتربط اي الزام جديد لها بايقاف نشاطاتها الى التزام الطرف المقابل برفع العقوبات .
ان استئناف النشاطات النووية المتوقفة ليس خرقا للقانون وللمبادئ الاخلاقية بل يتوافق مع القانون والمبادئ الاخلاقية لأن هناك سؤال وهو اذا كانت ايران توقف برنامجها النووي دون مقابل فكيف نتوقع ان يقوم الطرف المقابل بمفاوضات جدية ومؤثرة مع ايران خلال الفترة المحددة المقبلة ؟
ولذلك نقول ان اعادة تشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزية واعادة تشغيل منشأة اراك للمياه الثقيلة واعادة تشغيل أجهزة الطرد الركزي من الجيل الثاني في فوردو واستئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة لاتضر بالمفاوضات بل يعتبر سندا ودعما لايران في مفاوضاتها مع الدول الست، ومن الممكن ان يحتج الطرف الغربي على هذا لكنه سيدرك سريعا ان هذا كان سببه عدم التزام الغرب لواجباته تجاه ايران.
2- يجب ان ناخذ بعين الاعتبار ان الغرب يريد القضاء على البرنامج النووي اليراني ومنشآته وكذلك الاقتصاد الايراني وان الجانب الامريكي كان يذكر الجانب الايراني بأن العقوبات لن يتم الغاؤها بل تجميد قسم ضئيل منها وان الغاء العقوبات يستلزم تغيير ايران لنهجها وسلوكها ولذلك يمكن القول ان نتيجة المفاوضات لن تكون الغاء العقوبات حتى لو دامت المفاوضات 10 سنوات أخرى.
ان الامريكيين قد اعلنوا بانهم يعتبرون الضغوط الاقتصادية أفضل طريقة لايقاف ايران في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية ولذلك فأن الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين سيحتفظون بالعقوبات من أجل ابتزاز ايران في أي ملف يختارونه.
ورغم هذا هناك حديث يدور حول ضعف القوة الامريكية على الصعيد الدولي وظهور اقطاب دولية جديدة كما ان هناك حديث عن جدوى العقوبات الاقتصادية لكن في الحقيقة كان باستطاعة ايران التوصل الى نتيجة مرجوة وحفظ العزة الوطنية لو لم تكن تفكر اصلا بالتفاوض مع الدول الست والاتفاق مع الامريكيين .
ان ايران حصلت من كل المفاوضات حتى الآن تحرير 2ر4 مليار دولار من اصولها المجمدة ولو حصلت ايران على 700 مليون دولار في كل شهر كما هو متوقف عليه في فيينا خلال الاشهر السبعة المقبلة فان كل ما تحصل عليه ايران من المفاوضات هو تحرير 1ر9 مليار دولار من اصولها المجمدة ولو ان ايران كانت خلال هاتين السنتين قد عمدت الى تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع العراق او السودان مثلا لكانت حصلت على اكثر من 20 مليار دولار خلال سنتين ووفرت مليون فرصة عمل لايديها العاملة، وحبذا لو تغير وزارة الخارجية الايرانية رؤيتها حتى لايعتقد البعض ان خير الدنيا والآخرة يكمن في تعزيز العلاقات مع اوروبا .
اذا تم اعتماد "الاقتصاد المقاوم" فيمكن لايران ان تضاعف ايراداتها المالية وحينها يجري الغربيون خلف ايران ويسعون لتحسين العلاقات، عندما يشعر الغرب بأن إيران لاتحتاجه وان الضغط الاقتصادي لايهزمها فانه سيغير اسلوبه في التعامل الاقتصادي مع ايران.
3- لا شك بان المفاوضات النووي يجب ان تستمر، لكن يجب علينا ان ندرك ان سياسة ضبط النفس والتفاؤل المتبعة خلال الـ 14 شهرا الاخيرة لم تؤتي ثمارها ولم تحفظ المصالح الوطنية الإيرانية وقد قال أحد اعضاء الفريق الإيراني لبعض الاطراف الداخلية بان المفاوضات سوف لن تؤدي الى الغاء العقوبات ولن يفتح الطريق المسدود بين ايران والغرب ولذلك يجب على ايران ان تسلك طرقا أخرى غير التفاوض مع الدول الست.
ان تعزيز العلاقات مع الدول الآسيوية يعتبر النموذج الافضل لإيران فبالاضافة الى روسيا والصين والهند هناك دول آسيوية اخرى تريد الدخول في علاقات اقتصادية موسعة مع ايران ويجب ان تسلك ايران هذا الطريق الذي يحفظ المصالح الوطنية الى حد كبير كما يجبر الغرب على التفاوض مع ايران بعقلانية اكبر والالتزام بواجباته تجاه ايران ولابد ان نتذكر ان الغرب لايريد رؤية ايران قوية من جهة ومن جهة أخرى لايريد بأن تتجه ايران نحو الدول الآسيوية .