الوقت-بعد 5 سنوات على الثورة التونسية ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، عادت التظاهرات الى الشارع التونسي من جديد، ليكون مشهد التوتر والاحتقان سيد الموقف في عموم تونس.
وتناقلت وسائل إعلام تونسية أن مدينة النفيضة شهدت الخميس حالة من الاحتقان والغضب حيث اقتحم عدد من المحتجين مقرات حكومية وأغلقوا الطريق الرئيسي وأحرقوا العجلات المطاطية، مما أدى لمقتل شرطي في القصرين.
وكانت احتجاجات خرجت في عدة مدن مطالبة بالتوظيف والعدالة، وبدأت موجة الغضب بعد انتحار شاب في صفاقس وانتشرت بسرعة في تالة وفريانة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص ومدن أخرى قبل أن تتجاوب معها جموع المتعاطفين في قلب العاصمة التونسية.
كما تظاهر بضعة آلاف من الشبان خارج مقر الحكومة المحلية في ولاية القصرين حيث بدأت الاحتجاجات مطلع الأسبوع الجاري بعد مقتل الشاب رضا اليحياوي، الحاصل على شهادة جامعية رغم ذلك لم يستطع الحصول على وظيفة تؤمن له قوته اليومي، حرقا بصعقة كهربائية حين كان يحاول صعود عمود للتيار الكهربائي أثناء وقفة احتجاجية خاصة بعد أن عجز عن إيصال صوته للمسؤولين للتعبير عن غضبه واستنكاره بعد أن حذف اسمه من قائمة المقبولين للعمل في وزارة التربية.
ورفع المتظاهرون شعارات خطت عليها "شغل.. حرية.. كرامة" وجميعها شعارات تذكر بمشهد مماثل لما أصبح يعرف بثورة الياسمين قبل نحو خمس سنوات.
بدوره قرر رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد الخميس 21 يناير/ كانون الثاني اختصار زيارته إلى الخارج والعودة إلى البلاد على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في مختلف المدن التونسية، ودعا رئيس الوزراء التونسي إلى اجتماع استثنائي لحكومته السبت المقبل لمناقشة الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن محتجين أضرموا النار في نقطة تفتيش للشرطة في مدينة قبلي جنوبي تونس وإن ضباط شرطة أخلوا نقطة أخرى في الكاف شمال غرب البلاد.
وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" في تونس عام 2011 التي اندلعت بعدما حرق الشاب البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه في ديسمبر/ كانون الأول 2010 وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الفرار وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي.