الوقت: بعد الاحتجاجات، ليلا ونهاراً، منذ أكثر من 70 يوما، في مدينة فيرغسون قبل أيام اعتقلت شرطة مقاطعة سانت لويس اثنين من المحتجين، بينهم السيناتور عن ولاية ميسوري، جميله ناشيد، وقد اعتقلت لقيامها بإغلاق الطريق أمام حركة المرور في وسط الشارع خلال الاحتجاج أمام إدارة الشرطة .
وتفيد التسريبات الجديدة انه قد تم العثور على دماء براون على ملابس ضابط الشرطة وفي داخل سيارة الشرطة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية لبعض وسائل الاعلام وتدعم هذه المصادر التفاصيل التي ذكرتها أولا صحيفة نيويورك تايمز.
وهذا الأمر يدعم أي شهادة بأنه كان هناك نوع من الشجار في سيارة الشرطة بحسب ما يقول المحلل القانوني داني كافيلوس، وعلى الأقل جرح واحد من التي أصيب بها براون يتوافق مع الشجار ويظهر أن النار أطلقت عليه من مسافة قريبة، طبقا لمصادر متعددة على اطلاع مباشر على معلومات التحقيق.
تشريح خاص أجري لجثة براون بطلب من عائلته، أظهر بأن براون تلقى ست رصاصات على الأقل اثنتان منها في رأسه.
واثر انتشار هذه المعلومات اعرب المدعي العام الامريكي اريك هولدر عن امتعاضه ازاء هذه التسريبات وقال "ان ناشري هذه المعلومات يريدون توجيه الرأي العام نحو ادانة السلطات وان هذه التسريبات تعارض مع المعلومات ونتائج التحقيقات المتوفرة لدينا" .
ووجه هولدر اصابع الاتهام نحو بعض المسؤولين المحليين فيما يخص هذه التسريبات مطالبا بـ "خنق" كل من سربها، كما دعا الى تغييرات في قيادة الشرطة.
وتظهر تصريحات المدعي العام الامريكي مدى غضبه من انتشار الحقائق وعزمه على اخفاء الحقيقة في قضية مقتل الشاب الامريكي الأسود وهذا يبين مدى التعسف الذي يتعرض له السود في المجتمع الامريكي الذي يتغنى بالحرية والقيم وما شابه، وفي الحقيقة فان الأمر أصبح مألوفا على نطاق واسع.
ويعاني السود بشكل حقيقي من التمييز العنصري والأرقام خير شاهد على ذلك التمييز وبمجرد النظر إلى الإحصائيات نرى أن السود مازالوا يعانون من نفس المشاكل التي عانى منها أجدادهم، فرغم أن 40% من مجموع الشرطة هم من السود منذ عام 1970 إلا أن الوضع لم يتغير بالنسبة للعلاقة بين السود بشكل عام وجهاز الشرطة، ومن ناحية الوظائف فنسبة بطالة السود تقدر بثلاث أضعاف البيض، وأن الشركات الأمريكية مازالت تحدد تعيناتها باللون والعرق.
وبالنظر إلى المدن الكبيرة نرى أن الفقر المدقع يتلبس السود أكثر من غيرهم، فنصف السود في الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر الذي سنته الحكومة. وأما من ناحية الأجور فالسود يتقاضون أجرًا أقل من البيض بمعدل 58%، هذا يعني إذا حصل الأبيض على 100 دولار، فالأسود يحصل على 42 دولار فقط.
ونتيجة لهذه الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية نرى أن الكثير من السود يعيش في الشارع، ما يؤدي به الأمر إلى السقوط في الجرائم والسجن، فرغم أن السود يمثلون 15% فقط من عدد السكان، لكن في السجون يمثلون النصف أو أكثر. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن السود تكثر فيهم الأمراض بمقدار ثلاثة أضعاف البيض.
وهذا هو الواقع الاجتماعي المرير في بلد ينصب نفسه مثلا اعلى لبلدان العالم وشعوبها ويريد سوقهم بالقوة نحو القيم الامريكية ولا تنفك وسائل اعلامها تمطر اعين واسماع شعوب العالم بالمعلومات الخاطئة وتطلب منهم الانسياق وراء امريكا والقبول بمشاريعها ونبذ حضارتها الذاتية.