الوقت-أكدت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية، أن أسواق المال الخليجية تعاني من انكسارات حادة هذه الفترة، مشيرة الى أن صناديق الثروة السيادية الخليجية سحبت في الربع الثالث من العام الحالي نحو 19 مليار دولار من شركات إدارة الأصول، لسد العجز في ميزانيات الدول الخليجية بفعل هبوط أسعار النفط.
وکشفت الصحيفة نقلا عن "eVestment" للبيانات، أن صناديق الثروة السيادية الخليجية قامت بسحب الأموال بوتيرة قياسية هذا العام، وذلك في ظل مساعي دول الخليج في ضخ سيولة في اقتصاداتها بسبب انهيار أسعار النفط، مشيرة الى أن هبوط أسعار النفط بأكثر من النصف دفع الدول الخليجية، منذ منتصف العام الماضي،التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، إلى السحب من صناديق الاستثمار السيادية لتعويض التراجع في الإيرادات النفطية.
وقال التقرير إن سحوبات صناديق الثروة السيادية الخليجية تهدد بتأثير سلبي على أرباح مديري الاستثمار، بالإضافة إلى إمكانية حدوث مزيد من التدفقات الخارجية.
الى ذلك رأت صحيفة "Les Echos" أن هبوط أسعار النفط يفرغ خزينة المملكة العربية السعودية بسبب احتياجاتها العسكرية والاجتماعية، وذكرت الصحيفة: "في حين أن سعر الذهب الأسود وصل إلى أدنى مستوياته خلال 12 سنة الماضية، فإن أسعار الوقود في المملكة العربية السعودية ارتفعت بنسبة 50% خلال الأيام العشرة الماضية. الرياض لا يملك خيار آخر لأن خزينته تفرغ بسرعة بسبب انخفاض أسعار النفط، التي تعتبر الدخل الرئيسي لميزانيتها".
كما تعتزم السعودية فعل الشيء ذاته مع الماء والكهرباء، بالإضافة إلى إلغاء مشاريع البناء غير الهامة، "الأمر الذي يعتبر تضحية صعبة بالنسبة لبلد اعتاد على الثراء". والحديث هنا يجري حول محاولة السيطرة على عجز الميزانية، الذي سيبلغ 19% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2016 (87 مليار دولار). وتعتبر السعودية التكاليف الاجتماعية غير قابلة للتخفيض في بلد لا يعمل فيه من تقل أعمارهم عن 30 عاما، ويشكلون ثلثي سكان المملكة، كما أنهم عرضة للدعوات الجهادية.
وتتوقع الرياض الحصول على 124 مليار يورو فقط، على أساس سعر 26 دولار للبرميل. واليوم، فإن المملكة العربية السعودية تغطي نصف تكاليفها باستخدام أموال النفط، لذلك فسيكون عليها إما اقتراض المال أو اللجوء إلى احتياطاتها. ووفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، فإن الاحتياطات المالية للسعودية، التي تصنف في المركز الرابع عالميا، ستختفي بحلول عام 2020 في المعدلات الحالية.