الوقت ـ بالرغم من اتهام وزیر الخارجیة الفرنسی «لوران فابیوس» لسوریا من انها مازالت تملک اسلحة کیماویة وتم استخدامها فی الآونة الاخیرة من قبل دمشق، الا ان هذه الاتهامات لا قیمة لها بسبب عدم ادلة تثبت صحتها وأنها تبقی فی خانة الاتهامات لیس اکثر، لکن وبالرغم من ذلک فان مثل هذه التصریحات ستکون مبررا وغطاء مناسبا للجماعات الارهابیة لاستخدام مثل هذه الاسلحة الفتاکة ضد الشعب السوری، التی طالما استخدمتها سابقا فی «خان العسل» و«معضمیة الشام» و مناطق اخری.
فرنسا التی لم تتراجع فی السابق فی عدائها تجاه الشعب السوری و نظامه بسبب حیادها للعدو الصهیونی، کذلک هی الیوم مازالت لم تفوت ای فرصة لرمی الحکومة السوریة بشتی الاتهامات عسی أن تکون هذه المواقف من قبل فرنسا کـ تصریحات وزیر خارجیتها الاخیرة، عنصرا یزید الضغوط علی سوریا لعرقلة انتخاباتها الرئاسیة المقبلة والتی ستکون نصرا تاریخیا للشعب والحکومة السوریة فی حال تم اجراءها فی مثل هذه الظروف العصیبة التی تمر بها البلاد.
تاتی هذه الاتهامات الخاویة والهزیلة من قبل وزیر الخارجیة الفرنسی لسوریا فی وقت تعتبر دمشق هی المنتصرة علی الجماعات الارهابیة فی شتی المجالات العسکریة والسیاسیة، فانه لیس من المعقول أن تستخدم سوریا الاسلحة الکیماویة ضد اعدائها للتخلص منهم وها هم یرفعون الرایة البیضاء فی «حمص» و یخرجون منها منهزمین اذلاء کما هی الحال بالنسبة لهم فی سائر المناطق الاخری. کما لا یصدق ای انسان عاقل أن سوریا تقدم علی استخدام الاسلحة الکیماویة فی مثل هذا الظرف الذی تستعد البلاد فیه الی اجراء الانتخابات الرئاسیة والتی هی بأمس الحاجة الی الهدوء والاستقرار الداخلی.
وبعیدا عن جمیع هذه المؤشرات التی تدل علی عدم نضاجة اتهامات فابیوس لسوریا، فان تصریحات هذا المسؤول الفرنسی تتناقض حتی مع تصریحات رئیسة البعثة المشترکة لمنظمة حظر الأسلحة الکیمیائیة والامم المتحدة المکلفة بالإشراف علی نزع هذه الأسلحة فی سوریا «سیغرید کاغ» والتی صرحت لاکثر من مرة أن سوریا متعاونة بشکل کامل فی شأن تدمیر اسلحتها الکیماویة وتم تدمیر اکثر من 92% فی المئة من هذه الاسلحة حسب ما صرحت به هذه المسؤولة الاممیة.
کذلک عندما نضع هذه التصریحات لهذین المسؤولین الغربیین جنبا الی جنب فسنصل الی هذه الحقیقة من أن تصریحات فابیوس تهدف لشن حرب نفسیة علی سوریا لعرقلة قضیة الانتخابات التی ستزید من شرعیة النظام السوری وفی المقابل ستکون سببا فی مزید من العزلة للمعارضة السوریة التی ظهرت هزائمها للعلن فی جمیع النواحی العسکریة والسیاسیة. لکن وبالرغم من ذلک فان فرانسا ستکون المسؤول الاول والاخیر فی حال عادة المعارضة السوریة واستخدمت الاسلحة الکیماویة ضد الشعب السوری من خلال هذه الذرائع والاکاذیب التی توفرها لها باریس.
المعارضة السوریة فی کل مرة عندما تتدحرج نحو الهاویة فانها لاتبالی فی استخدام السلاح الکیماوی وهی الیوم فی مأزق حرج، فان الهزائم المیدانیة والخلافات الدائرة بین مختلف تیارات هذه المعارضة التی ادت الی مقتل الآلاف من عناصرها خلال الاشهر الماضیة، من الممکن ان تؤدی الی انتحار المعارضة من خلال استخدامها السلاح الکیماوی خاصة بفضل المناخ المناسب الذی توفره فرنسا لها. إذا بناء علی هذه السیاسة الخطیرة التی تنتهجها فرانسا والتی تتهم من خلالها الضحیة وتبرئ المجرم الحقیقی، فعلی المجتمع الدولی إما أن یهیئ نفسه لجریمة نکراء اخری تقوم بها المعارضة عبر استخدام الکیماوی وإما أن یتصدی لاتهامات فرانسا التی تتعارض حتی مع تصریحات منسقة عملیة تدمیر الأسلحة الکیماویة فی سوریا سیغرید کاغ.