تُساعد الأنتخابات رئاسة الجمهوریة فی أفغانستان علی تحدید مصیر ومستقبل دولة أفغانستان، کما أن هذه الأنتخابات تحظی بالمزید من الأهتمام من قِبل المجتمع الأفغانی المجتمع الدولی وخاصة أننا یوماً بعد یوماً نقترب من موعد الانتخابات المحدد، کما تزدهر التجهیزات السیاسیة وتصنیف المجموعات السیاسیة حسب انتمائها والوجوه المرشحة فی الدولة.
ومن ناحیة أخری یُعتقد بأنه إذا لم تتم إنتخابات رئاسة الجمهوریة فی أفغانستان لعام 2014 بشفافیة وبشکل دیموقراطی تام، ستتجه أفغانستان نحو أزمة أمنیة طویلة الأمد أو نحو حرب أهلیة. لذلک فأن الاستقرار السیاسی والأمن الاجتماعی یرتبطان بشکل وثیق بإقامة الانتخابات الرئاسیة لعام 2014.
فی الواقع، هذه هی الدورة الثالثة التی یعقد فیها إنتخابات رئاسة الجمهوریة ومجالس المحافظات، أول دورة عُقد فیها انتخابات تعود الی العام 1383، والدورة الثانیة کانت فی العام 1988 والآن ستعقد الدورة الثالثة فی تاریخ 5 نیسان من العام الجاری 2014، تُقام الانتخابات فی أفغانستان کل خمس سنوات.
لدی أفغانستان میزات إجتماعیة وسیاسیة حیث فی کل دورة إنتخابیة تُعتبر النزعة العرقیة والرغبة بتشکیل جماعات سیاسیة من أهم میزات الانتخابات فی أفغانستان، وعادةً یتم حمایة ودعم هذه الجماعات السیاسیة من قِبل الدول الإقلیمیة والقوی الدولیة خارج الإقلیم، لذلک من أهم میزات هذه الأنتخابات تغییر مناصب السیاسیین الأفغان، وتسعی القیادات السیاسیة الأفغانیة أن تحافظ علی مصالح جماعتهم الدینیة التابعة لهم فی الأتفاقات السیاسیة.
ترکیبة المرشحین فی الانتخابات
معظم المرشحین لانتخابات رئاسة الجمهوریة فی أفغانستان هم من قبائل البشتون، لأن قبائل البشتون تمثل أکثریة الشعب الأفغانی أو علی القل هذا ما قالته الإعلانات خلال هذه السنوات، وحکمها للبلاد الذی دام 250 سنة یتیح لها أن تعتبر نفسها الأخ الأکبر لباقی القبائل، وهذا المعتقد موجود فی المجتمع الأفغانی بأنه إذا انحصر الحکم علی قبائل البشتون فانه من المؤکد أن المُرشحین الآخرین من قومیات أخری مثل الطاجیک أو الأوزبک أو الهزارة لن یحصلوا علی أصوات.
ولذلک فأن الدستور فی أفغانستان یقضی بأن مهما کانت قومیة رئیس الجمهوریة یجب أن تکون قومیة نائبیه الأول والثانی من قومیة أخری، حیث تم ملاحظة ذلک من خلال الدورة الانتخابیة الماضیة حیث کان النائب الأول من الطاجیک والنائب الثانی من الشیعة.
مواقف حرکة طالبان فی الانتخابات
تعتقد حرکة طالبان أنه لطالما القوات المحتلة لم تخرج من أفغانستان فإن إقامة أی نوع من الانتخابات ینافی ویکون ضد مصالحهم ومصالح هذا الشعب، ولذلک قاموا بمقاطعة تلک الانتخابات. ولکن حرکة طالبان کان تسعی دائماً لدعم جماعات معینة من خلف الکوالیس، ویرون مصالحهم فی أن الشخص الذی سیربح الأنتخابات یمکن عن طریقه أن ینسجموا مع الدولة المستقبلیة، أو یکونوا شرکاء فی بنیة الدولة وقدرتها أو یتم وضع بعض المحافظات الجنوبیة تحت تصرفهم.
توقّع لنتائج وتقییم الانتخابات
تبدأ الحملات الإعلانیة لانتخابات رئاسة الجمهوریة فی الثانی من شهر شباط وتستمر لمدة شهرین؛ لکن قبل التوقّع یجب أخذ بعض العوامل التی تعتبر مؤثرة علی عملیة الانتخابات بعین الاعتبار:
1- دعم المحاور الدولیة والقوی الإقلیمیة لکل الأحزاب السیاسیة الموجودة
2- موقف حامد کرزای من الأتفاقیة الأمنیة فی إمضاءها أو مخالفتها
3- قدرة حرکة طالبان علی تنفیذ تهدیداتها علی أرض الواقع
4- انسجام واختلاف القوی والأحزاب السیاسیة
5- الارهاصات والمخاوف والمیول السیاسیة الخاصة بالشعب الأفغانی.