الوقت- "إسرائيل" لطالما بالغت في قدرتها العسكرية وقوتها وقوة أجهزتها الأمنية، مدعية أنها الحصن المنيع الذي لا يمكن اختراقه، ومع ذلك، أثبتت أحداث عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها حركة حماس أن هذا الادعاء لا يزيد عن وهم.
هذه العملية كشفت عن الفشل الصهيوني والضعف الحقيقي للكيان الصهيوني، ما أدى إلى زعزعة الثقة في قدرته على حماية نفسه ومستواطنيه، من خلال هذه العملية، تبين أن المقاومة الفلسطينية، سواء في فلسطين أو لبنان أو اليمن، قد أظهرت قدرة فائقة على مواجهة العدوان الإسرائيلي وكشفت عن عجز الكيان الصهيوني في مواجهة التهديدات الحقيقية.
في اليمن، على وجه الخصوص، أربكت المقاومة الكيان الصهيوني من خلال استخدام الصواريخ والطيران المسير، ما أدى إلى إلحاق الويلات بالكيان الصهيوني، فالصواريخ اليمنية وضعت كيان الاحتلال أمام عجز واضح، حيث فشلت كل منظمات الدفاع الجوية في حماية الأراضي المحتلة من هذه الهجمات.
هذه التطورات أظهرت أن الكيان الصهيوني ليس بالقوة التي يدعيها، وأن المقاومة في المنطقة قادرة على توجيه ضربات قوية وموجعة، في مواجهة هذه التهديدات، لجأ الكيان الصهيوني إلى التوسل لمجلس الأمن الدولي، محاولاً الحصول على دعم دولي لمواجهة المقاومة، هذا اللجوء يُظهر مدى ضعف الكيان الصهيوني وعدم قدرته على التعامل مع التهديدات الإقليمية بمفرده.
الكيان الهش يتوسل.... صواريخ اليمن تصفع وجه الكبرياء الصهيوني
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، أنه طلب من رئاسة مجلس الأمن الدولي "عقد جلسة طارئة لإدانة هجمات الحوثيين (حركة أنصار الله في اليمن) ودعم إيران المستمر لهم".
وقال "الحوثيون يواصلون مهاجمة إسرائيل ويهددون حرية الملاحة والتجارة ويشكلون تهديدا للمنطقة والعالم بأسره"، في وقت تتواصل فيه عمليات الحركة لمساندة قطاع غزة جراء استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ ال7 من تشرين الأول 2023.
واعتبر غدعون ساعر أن "الأعمال العدائية للحوثيين انتهاك خطير للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتهديد للسلم والأمن الدوليين".
في هذا السياق يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين المقبل، بناء على طلب قدمته "إسرائيل" لمناقشة الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن ضد "إسرائيل" وآخرها إطلاق صاروخ باتجاه "تل أبيب" الكبرى فجر اليوم.
اليمن لا يلقى بالاً إلى التهديدات الصهيونية أو الضغوط الدولية
لا يلقى اليمن بالاً إلى التهديدات الصهيونية أو الضغوط الدولية، فالدعم المقدم لغزة هو قرار استراتيجي ثابت، ولن تتزحزح عنه اليمن رغم كل الضغوط والتهديدات، فالصواريخ اليمنية، التي أربكت حسابات الكيان الصهيوني، ستظل تشكل سيفًا مسلطًا على رقبته، مهما حاول التملص من مسؤولياته أو التوسل بالقوى الكبرى.
إن ما يشهده العالم اليوم هو مشهدٌ مثير للسخرية: كيان يزعم أنه قوة عظمى يلجأ إلى التوسل من أجل حمايته، هذا الضعف الصارخ في مواجهة صمود المقاومة اليمنية يكشف زيف الادعاءات الصهيونية حول قوته وحصانته.
اليمن، بدعم من شعبه ومقاومته، يثبت للعالم أجمع أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وهزيمة العدو الصهيوني، فالصواريخ اليمنية ليست مجرد أسلحة، بل هي رسالة واضحة مفادها بأن اليمن لن يقبل بالذل أو الخضوع، وأن دعمه للقضية الفلسطينية سيستمر مهما كلف الأمر.
مجلس الأمن الدولي... شريك في جرائم الحرب الصهيونية
لقد كشفت الأحداث الأخيرة زيف ادعاءات المجتمع الدولي بالحياد والعدالة، وفضحت الدور المشين الذي يلعبه مجلس الأمن الدولي في تغطية جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني، ففي الوقت الذي يشاهد فيه العالم أجمع بأكمله صور الأطفال الفلسطينيين الأبرياء وهم يستشهدون تحت قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس، يقف مجلس الأمن الدولي مكتوف الأيدي، متفرجًا على هذه المجازر البشعة.
إن صمت مجلس الأمن الدولي وتواطؤه مع الكيان الصهيوني ليس أمراً جديداً، بل هو سلوك متكرر يفضح زيف هذا المجلس وزيف ادعاءاته بالدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، فمجلس الأمن الدولي، الذي يتحمل مسؤولية حفظ الأمن والسلم الدوليين، قد تحول إلى أداة في يد القوى الكبرى، تستخدمها لخدمة مصالحها الضيقة على حساب حقوق الشعوب المستضعفة.
لقد اعتاد الكيان الصهيوني أن يلجأ إلى مجلس الأمن الدولي كلما ارتكب جريمة جديدة، فيجد من هذا المجلس من يبرر له جرائمه ويحميه من العقاب، فمجلس الأمن الدولي، بدلاً من أن يحاسب "إسرائيل" على انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي، يصدر قرارات فضفاضة وغير ملزمة، لا تجدي نفعاً في وقف العدوان الإسرائيلي.
إن الدعم الذي يقدمه مجلس الأمن الدولي للكيان الصهيوني يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم، ويقوي اعتقاده بأنه فوق القانون، فالإفلات من العقاب هو الذي شجع الكيان الصهيوني على ارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني، وتوسيع المستوطنات، وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
إن موقف اليمن الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ومقاومته للعدوان الصهيوني، يمثل تحدياً كبيراً للكيان الصهيوني وللمجتمع الدولي المتواطئ، فاليمن أثبت للعالم أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وهزيمة العدو الصهيوني.
قضية فلسطين هي قضية عادلة لا تقبل المساومات، فاليمن، رغم كل التحديات التي يواجهها، أثبت قدرته على الرد بقوة وفعالية، والكيان الصهيوني، الذي يعتقد أنه يمتلك تفوقًا عسكريًا، قد يفاجأ بقدرات اليمن الحقيقية عندما يقرر الرد بشكل كامل، ولن يتراجع اليوم في الدفاع عن أبناء فلسطين، وسيستمر في مواجهة العدوان الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة.
في الختام، لا يقتصر دعم المجتمع الدولي، وخاصة القوى الغربية الكبرى، للكيان الصهيوني على مجرد التغاضي عن جرائمه، بل يتعداه إلى تقديم الدعم العسكري والمالي والتكنولوجي الذي يمكّنه من مواصلة عدوانه، هذا الدعم يوفر ل"إسرائيل" الغطاء اللازم لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والأمم المجاورة.
يجب على المجتمع الدولي أن يعيد النظر في سياساته ويأخذ مسؤولياته الأخلاقية والقانونية على محمل الجد، فالتغاضي عن هذه الجرائم لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والتوتر في المنطقة. فاليمن، بدعمه المستمر للشعب الفلسطيني، يؤكد أن العدالة والكرامة الإنسانية لن تتحق إلا بوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والدائم.