الوقت- في خبر أغضب نتنياهو لدرجة كبيرة، أعلن مسؤول صهيوني كبير أن رئيس وزراء النظام الصهيوني بنيامين نتنياهو غاضب من التقرير الأخير لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ضده، فقد نقلت القناة 12 التابعة للنظام الصهيوني عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غاضب من تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) حول رئيس وزراء إسرائيلي محتمل، "الحكومة الصهيونية ستفقد السلطة"، كما أن رئيس الوزراء نتنياهو قرر الدخول في مواجهة ساخنة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وكان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد أبلغ أعضاء الكونغرس الأمريكي هذا الأسبوع أن النظام الصهيوني نجح في تقليص قدرات حماس القتالية، لكنه لم يدمرها بعد ولا يزال على بعد أميال من تحقيق هذا الهدف.
هزيمة الكيان أمام حماس
في معلومات غير مؤكدة، زعمت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في يناير الماضي أن حماس خسرت حوالي 20-30% من مقاتليها منذ السابع من أكتوبر (2023)، لكن لديها ما يكفي من الأسلحة لمواصلة مهاجمة "إسرائيل" لعدة أشهر، وفي الـ 15 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنت قوات المقاومة الفلسطينية عملية مباغتة أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى" ضد مواقع النظام الإسرائيلي من غزة (جنوب فلسطين)، والتي أسفرت عن وقف مؤقت لإطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس لمدة أربعة أيام، أو تبادل للأسرى بين حماس و"إسرائيل".
واستمر وقف إطلاق النار المؤقت هذا لمدة سبعة أيام، ولكن في صباح يوم الجمعة 10 ديسمبر 2023، انتهى وقف إطلاق النار المؤقت واستأنف النظام الإسرائيلي هجماته على غزة، وردًا على هجوم "طوفان الأقصى" المفاجئ، وللتعويض عن فشله ووقف عمليات المقاومة، أغلق النظام جميع معابر قطاع غزة وشن غارات جوية، وقد أشار تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن "إسرائيل" لن تقضي على حماس وستواجه سنوات من المقاومة المسلحة، ما يعرض موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للخطر.
وبالتالي، رجحت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن "إسرائيل" لن تحقق هدفها من الحرب على غزة بالقضاء على حركة حماس، مشيرة إلى أن الحركة قادرة على الاستمرار في المقاومة المسلحة لسنوات، ومحذرة في الوقت نفسه من أن بقاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المحك، وجاء في تقرير سنوي غير منشور لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) إن الصراع في غزة يشكل تحدياً لـ"الشركاء العرب الرئيسيين" في مواجهة الرأي العام المعادي لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة بسبب الموت والدمار في غزة.
وقد تم إعداد التقرير الشهر الماضي ولكن تم رفع السرية عنه عندما أدلى مسؤولو الاستخبارات بشهادتهم أمام مجلس الشيوخ، ويتطرق التقييم المكون من 40 صفحة للتهديدات العالمية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي، إلى التحديات التي تواجه استمرار حكومة رئيس الوزراء نتنياهو، وكان من غير المعتاد أن ينشر مجتمع الاستخبارات الأمريكية تحليلاً للآفاق السياسية لزعيم حليف في وثيقة غير سرية، كما أن قدرة رئيس الوزراء نتنياهو على البقاء على رأس الائتلاف الحاكم للأحزاب اليمينية المتطرفة والدينية المتطرفة التي تبنت سياسة متشددة في الشؤون الفلسطينية والقضايا الأمنية قد تكون في خطر أيضاً.
نهاية عهد نتنياهو
بلا شك، تعمق انعدام الثقة العامة بقدرة رئيس الوزراء نتنياهو على الحكم واتسعت مستوياتها المرتفعة التي كانت عليها قبل الحرب، ومن المتوقع خروج احتجاجات حاشدة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة، ويمكن تشكيل حكومة أكثر اعتدالاً، ويتضمن التقرير المعنون 'تقييم التهديد السنوي' آراء جميع وكالات الاستخبارات الأمريكية ويشير إلى أن "إسرائيل" ستجد صعوبة في هزيمة حماس، ومن المرجح أن تواجه "إسرائيل" مقاومة مسلحة مستمرة من قبل حماس في السنوات القادمة، وسيكافح جيش الدفاع الإسرائيلي لتحييد البنية التحتية لحماس تحت الأرض'.
وعلى هذا الأساس، أدلى قادة الاستخبارات الأمريكية، بمن فيهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز ومدير الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، بشهادتهم حول التقرير أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ولم يطرح أعضاء مجلس الشيوخ أسئلة من جانب رئيس الوزراء نتنياهو بشأن مستقبله السياسي، لكن جلسة الاستماع تمت مقاطعتها عدة مرات من جانب متظاهرين اتهموا الولايات المتحدة بدعم "إسرائيل"، وأبلغ بيرنز أعضاء مجلس الشيوخ أنه يواصل التفاوض مع نظرائه الإسرائيلي والمصري والقطري حول ثلاث خطط دبلوماسية وهي إطلاق سراح معتقلي حماس مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وزيادة المساعدات الإنسانية.
وباختصار، لا يزال الجيش الإسرائيلي يعيش حالة من الارتباك ويواجه تحدياً صعباً في التعامل مع خصم يفتقر إلى القدرة على تحديد من يقاتل ويعتمد على أساليب حرب غير تقليدية، وتتجسد هذه التحديات في الهجمات المباغتة التي تشنها فصائل المقاومة الفلسطينية والاستخدام الفعال للأنفاق التي تم نصب كمائن لها وتفجيرها من خلال العدد الكبير من الدبابات التي تدخل غزة، وتفضح هجمات من هذا النوع عجز القوات الإسرائيلية عن تحديد هوية خصومها بشكل فعال، كما أن تواتر هذه الحوادث يسلط الضوء على وحشية العمليات العسكرية الإسرائيلية وقوة المقاومة وشجاعتها.
وتوضح الوقائع على الأرض بعض الجوانب والتحديات الرئيسية التي تواجهها تل أبيب خلال توغلها الحالي في قطاع غزة، وتسلط الضوء على فشلها في تحقيق الأهداف التي تعلنها "إسرائيل" في مواجهة المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس وكتائب القسام، إن استمرار الإصرار والمقاومة الفعالة يعني أن أهداف القضاء على حماس وتحييد قطاع غزة لا تزال صعبة التحقيق لسنوات، والتكاليف المالية والاستنزاف الكبير يرهق ميزانية 'إسرائيل'، والحرب غير قابلة للاستمرار اقتصادياً، والضغوط الدولية والاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وإن تحقيق أهداف سياسية محددة، مثل المستوطنات أو السيطرة على قطاع غزة، يبدو صعبًا أيضًا، وخاصة في ظل استمرار المقاومة، وحقيقة أنه يجري التحضير لتغيير كبير في القيادة العسكرية تشير إلى أن العملية البرية قد فشلت، وربما تستعد "إسرائيل" للانتقال إلى استراتيجيات أخرى، ناهيك عن الذعر وعدم كفاءة الجنود، وقد انتقد العالم الضربات الجوية الإسرائيلية ووصفها بأنها عشوائية وترقى إلى مستوى جرائم الحرب، ما يشير إلى تحول في الدعم الدولي لسياسة "إسرائيل" الإجرامية.
في نهاية المطاف، كيف لا يغضب نتنياهو وقد اقترب من نهاية عهده المشؤوم في المنطقة بعد أن دمر مدنا وضحى بمئات الإسرائيليين وعشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين لسيره على سياسة أثبتت فشلها منذ عقود، قد تخسر "إسرائيل" دعمًا دوليًا أكبر نتيجة حربها الفاشلة ضد غزة، ما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا وتزايد الانتقادات، وقد تجد حكومة بايدن نفسها في موقف صعب على الصعيد الخارجي نتيجة تصاعد الأزمة، كما أن الرأي العام المحلي يبدي تأييده لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الأسرى، الأمر الذي سيكون له تأثيرات متنوعة في المستقبل.