الوقت- كتب مراسل بي بي سي في تحليل له: "إنها تبعد أكثر من 1500 كيلومتر من سواحل اليمن إلى قطاع غزة، لكن ما حدث مؤخراً في أقصى جنوب البحر الأحمر يمكن أن يزيد من حدة الحرب بين إسرائيل وحماس". وأضاف: "وفقا للقيادة المركزية الأمريكية، ذلك الجزء من وزارة الدفاع الأمريكية الذي يغطي الشرق الأوسط، نفذ الحوثيون في اليمن أربع هجمات على ثلاث سفن تجارية تعمل في المياه الدولية، وتضمنت هذه الهجمات مجموعة من الهجمات المتفجرة بطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وتمكنت البحرية الأمريكية من إسقاط ثلاث طائرات دون طيار، وأصابت بعض الطائرات الأخرى أهدافها وأحدثت أضرارا".
إن موقع الهجمات مهم ووقعت شمال مضيق باب المندب الاستراتيجي مباشرة، وهي قناة يزيد عرضها على 30 كيلومترا وتفصل أفريقيا عن شبه الجزيرة العربية، وتمر عبرها نحو 17 ألف سفينة و10% من التجارة العالمية كل عام، وكل سفينة تمر عبر قناة السويس وتتجه جنوبا إلى المحيط الهندي يجب أن تمر عبر هذا المضيق القريب من سواحل اليمن.
وأضاف الكاتب: "كانت معظم المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في اليمن، بما في ذلك ساحل اليمن على البحر الأحمر، تحت سيطرة الحوثيين، الذين أطاحوا بالحكومة اليمنية في أواخر عام 2014، وتدعمهم إيران ويقال إنها تساعدهم بالأسلحة والتدريب. وتشمل هذه الأسلحة الطائرات دون طيار وتكنولوجيا الصواريخ، تماماً كما تساعد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وبينما تدعم إيران الحوثيين، خاضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الحرب ضد الحوثيين في عام 2015 بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا في محاولة فاشلة، وخلال الحرب، أطلق الحوثيون صواريخ طويلة المدى والعديد من الطائرات دون طيار على أهداف في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وداخل اليمن، مستهدفين المطارات المدنية والبلدات والبنية التحتية البتروكيماوية، فضلاً عن الأهداف العسكرية".
وأعرب الكاتب: "بعد أن بدأ الصراع الإسرائيلي-حماسي الأخير في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الحوثيون دعمهم لما يسمونه "إخوانهم في غزة" وأطلقوا صواريخ وطائرات دون طيار على مدينة إيلات وأهداف أخرى في "إسرائيل" كما استهدف الحوثيون أي سفينة يشتبهون في أن لها علاقة بـ"إسرائيل"، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أنزلوا قواتهم بطائرة هليكوبتر على ظهر سفينة شحن تسمى "جالاكسي ليدر" واستولوا عليها، وتعهدوا بمنع أي سفن إسرائيلية من المرور قبالة سواحلهم، وقال المتحدث العسكري باسمهم في بيان إن السفن التي أطلق الحوثيون النار عليها تعرضت للهجوم لأنها "إسرائيلية".
وقد صرحت الولايات المتحدة بعد ذلك بأنها "ستنظر في جميع الاستجابات المناسبة بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا"، ومن الناحية العملية، فإن واشنطن سوف تكون مترددة في تصعيد التوترات في منطقة مشتعلة بالفعل بسبب المخاوف من امتداد الحرب من غزة، ولكن إذا استمر الحوثيون في اليمن في إطلاق الصواريخ خارج حدودهم، فقد تقرر الولايات المتحدة في نهاية المطاف أنها بحاجة إلى الانتقام من خلال استهداف مواقع إطلاق الصواريخ هذه، وإذا حدث ذلك، فهناك خطر من أن تتخذ إيران، الداعمة للحوثيين، إجراءات انتقامية، ما قد يؤدي إلى وضع كابوسي يتمثل في صراع مباشر بين إيران والولايات المتحدة، وفي الوقت الحالي، هذا شيء يريد الطرفان تجنبه.
ويأتي بث بي بي سي في وقت يعرف فيه البريطانيون أكثر من أي شخص آخر أن المقاومة اليمنية مارست ضبط النفس حتى الآن ولم تدخل مجال الضربات المدمرة ضد الأسطول الأمريكي والقوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة وعناصر أخرى من اليمن، كما مارست المقاومة في سوريا والعراق ولبنان ضبط النفس بشكل مماثل.