الوقت- قالت شبكة NBC.NEWS الأمريكية إن حياة نتنياهو السياسية انتهت بالهزيمة الكبيرة التي ألحقها ب"إسرائيل".
وأشار موقع هذه الشبكة الإخبارية في تقرير له إلى أنه بعد العملية الناجحة لحماس في 7 أكتوبر، تشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى أن شعبية رئيس وزراء "إسرائيل" بين مواطني هذا الكيان قد انخفضت بشكل ملحوظ في "إسرائيل"، ويتعرض لانتقادات خطيرة من مختلف الأطياف السياسية ضده.
وحث مسؤولون أمنيون سابقون ومختلف النشطاء السياسيون الذين عارضوا مشروع قانون نتنياهو للإصلاح القضائي بقوة، نتنياهو على الاستقالة، وفي هذا السياق، ونظراً للاحتمال المتزايد بأن يؤدي تكثيف الضغوط ضد نتنياهو في نهاية المطاف إلى رحيله عن السلطة، يتساءل الكثيرون عما إذا كان استمرار الحرب الإسرائيلية ضد غزة يمكن أن يوفر الأساس لبقائه السياسي أم لا.
نتنياهو، صاحب التاريخ الأعظم في السلطة، كان يواجه سيلاً من الضغوط والهجمات ضده قبل عملية حماس، كما أنه متهم بتلقي الرشاوى والاحتيال.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن جهوده لدفع مشروع قانون الإصلاح القضائي المثير للجدل، والذي يضعف المحكمة العليا ويخلق فرصاً كبيرة له للهروب من الملاحقة القضائية ويجعل إقالته من السلطة أمراً بالغ الصعوبة، تسببت في طوفان غير مسبوق من الاحتجاجات في مناطق مختلفة من "إسرائيل"، حتى أن بعض جنود الاحتياط في الجيش أعلنوا بوضوح أنهم لن يعودوا إلى الخدمة أبدًا.
في هذه الحالة، أدى وقوع عملية 7 تشرين الأول (أكتوبر) التي نفذتها حماس إلى تفاقم الوضع السياسي بالنسبة لنتنياهو بشكل كبير، و يعتقد العديد من الإسرائيليين أن نتنياهو هو الذي خلق، من خلال تصرفاته المثيرة للجدل وغير القانونية، ثغرات أمنية كبيرة ومهد الطريق للتنفيذ الناجح لعمليات حماس، وهي العملية التي أسرت أكثر من 200 إسرائيلي وقتلت المئات منهم.
ويعتقد الرأي العام الإسرائيلي ذو وجهات النظر السياسية المختلفة أن تصرفات نتنياهو وأفعاله وجهت ضربة قاتلة ل"إسرائيل"، وأنه قد انتهى سياسياً بالفعل بعد ذلك.
ويكتب تال شنايدر في صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية أن "حماس أصبحت أقوى واستطاعت استغلال إهمال نتنياهو وتدريب قواتها بشكل كبير وتنفيذ عملية أودت بحياة مئات الإسرائيليين".
ويرفض نتنياهو قبول أي مسؤولية عن عملية 7 أكتوبر، وفي هذه الأثناء، قبل مسؤولون إسرائيليون آخرون مسؤوليتهم في هذا الصدد واعترفوا بفشلهم، لكن نتنياهو لا يتحمل المسؤولية فحسب، بل إنه يلقي باللوم على الآخرين.
ويبدو أن نتنياهو قلق من استطلاعات الرأي، والتي أظهرت أن 70-80% من الإسرائيليين يتوقعون أن يتنحى بعد حرب غزة، وحسب الاستطلاع الذي أجرته جامعة رايخمان، فإن 76% من الإسرائيليين كانوا غير راضين للغاية عن أداء حكومة نتنياهو في خضم الأزمة، كما أن جهود نتنياهو لإلقاء اللوم على الآخرين تزيد من حجم السخط ضده.
ومع ذلك، وبالنظر إلى أنه حتى أعضاء حزب نتنياهو ينتقدونه، فإن الكثيرين يقترحون أن وضعه السياسي قد يتفاقم، على سبيل المثال، من الممكن أن يستقيل وزراء حكومته، أو أن تقوم التيارات السياسية المعارضة لنتنياهو بإسقاط حكومته في البرلمان الإسرائيلي، وفي عام 2016، قال بنيامين نتنياهو في بيان إنه يود أن يتم الاعتراف به كحامٍ ل"إسرائيل"، لكنه يُعرف الآن بأنه الشخص الذي لا يتقبل الفشل والإخفاقات واسعة النطاق في أداء واجباته فحسب، بل يلوم الآخرين أيضًا!".