الوقت - شهدت مصر يوماً تاريخياً في 6 تشرين الأول هو بدء تشييد منطقة الضبعة النووية بالتعاون مع روسيا، حيث تقرر أن تشهد البلاد تركيب أول قطعة نووية في مفاعلات الضبعة تزامنا مع احتفالات اكتوبر.
هذا ونظمت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية فعالية ضخمة في تمام الساعة الثانية ظهرا، حيث أعطى رئيس هيئة محطات الطاقة النووية أمجد الوكيل إشارة البدء لتركيب أول قطعة نووية.
وأعطى الوكيل إشارة البدء بتركيب مصيدة قلب المفاعل الساعة الثانية ظهرا وهو الوقت نفسه الذي أعلنت فيه القوات المسلحة المصرية الحرب على "إسرائيل" ونجاحها في الانتصار بمساعدة روسيا والسلاح السوفيتي قبل 50 عاما، في حرب تشرين الأول عام 1973.
وتمت الاحتفالية بحضور قيادات مجلس إدارة وقيادات الإدارة العليا لهيئة المحطات النووية وقيادات شركة أتوم ستروي إكسبورت وفرق العمل الفنية من الجانب المصري والجانب الروسي.
وأكد الوكيل خلال فعاليات تركيب المصيدة أنها: "بادرة عظيمة أن يتزامن تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية مع هذا اليوم العظيم، يوم العزة والكرامة اليوم الذي انتصرت فيها إرادة المصريين بعزيمة صلبة، ذلك اليوم الخالد الذي يستلهم منه المصريون جميعاً والعاملون بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء روح الكفاح والعمل الجاد. رافعين شعار ما زال العبور مستمراً".
وأشار إلى انه خلال فترة وجيزة تتمثل في أربعة عشر شهراً فقط شهد موقع المحطة النووية بالضبعة خمسة معالم رئيسية في مسار تنفيذ المشروع بدءاً من الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى في شهر يوليو 2022 ومروراً ببدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثانية في شهر نوفمبر من العام نفسه ووصول أولى أجزاء مصيدة قلب المفاعل في شهر مارس من العام الحالي ثم تلاها الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة في شهر مايو واليوم يتم تركيب أول معدة طويلة الأجل بمحطة الضبعة النووية، كما أنه من المخطط بدء الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة خلال العام الجاري أيضاً.
كما أوضح الوكيل أن حدث اليوم يبلور سعي هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء والمقاول العام الروسي على إنجاز كل معالم المشروع وفق الجدول الزمني المتفق عليه متحلين بروح الصبر والتفاني والعمل الدؤوب متغلبين على كل الصعاب.
وقال السفير الروسي بالقاهرة في تصريحات إعلامية سيكون هذا رمزا جديدا لصداقتنا مع مصر"، موضحا: "بعد الانتهاء من بناء المفاعل العام المقبل، سيصبح الأكبر في العالم".
بدوره، قال مدير مشروع بناء محطة الضبعة النووية أليكسي كونونينكو، إن عملية تركيب مصيدة قلب المفاعل، تعتبر علامة فارقة أخرى في تطوير مشروع محطة الضبعة، مضيفا: "هذا هو أول تركيب للمعدات التكنولوجية النووية في مشروعنا، وهو ما لم يكن ممكنا لولا العمل المهني المنسق جيدا بين الجهة المستفيدة والجهة المنفذة، ومن المتوقع بحلول نهاية هذا العام وصول وتركيب مصيدة قلب المفاعل بالوحدة النووية الثانية".
وتشيّد شركة "روس آتوم" عملاق الطاقة النووية الروسي محطة الضبعة بأفضل التقنيات عالميا، وبأعلى معايير الأمان والسلامة، التي أكدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت الشركة الروسية في بيان: إن مصيدة قلب المفاعل تعتبر أحد العناصر الرئيسية لأنظمة الأمان، والذي يتم تضمينه في جميع مجموعات الطاقة النووية الحديثة، ويبلغ وزن مكوناتها حوالي 700 طن.
ومن المقرر أن يتم صب الأساسات الأولى للمفاعل الرابع في تشرين الثاني المقبل، بعد الحصول على تصريح الإنشاء من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
يذكر أنه وقعت مصر وروسيا في 19 تشرين الثاني 2015 اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهرذرية بتكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار قدمتها روسيا قرضا حكوميا ميسّرا للقاهرة، كما وقع الرئيسان عبد الفتاح السيسي، وفلاديمير بوتين في كانون الأول 2017 الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي للقاهرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مصيدة قلب المفاعل الخاصة بالوحدة النووية الأولى هي أول معدة طويلة الأجل تصل إلى ميناء الضبعة التخصصي بجمهورية مصر العربية بتاريخ 21 مارس 2023.
وتعد مصيدة قلب المفاعل أيضا أول معدة طويلة الأجل تم تركيبها في مبني المفاعل بالوحدة النووية الأولى، وهي أحد المعدات المميزة للمفاعلات الروسية من الجيل الثالث المتطور 3+، كما أن مصيدة قلب المفاعل هي أحد العناصر الأساسية في نظام الأمان للمحطة، وتعكس أعلى معدلات الأمان النووي لضمان التشغيل الآمن والمستمر لمحطة الضبعة النووية.
واستغرق تصنيع مصيدة قلب المفاعل نحو 14 شهرا بروسيا، وهي عبارة عن نظام حماية فريد تم تركيبه أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة المحطة.
وتعتبر محطة الضبعة النووية أول محطة للطاقة النووية في مصر يتم بناؤها في مدينة الضبعة، في محافظة مطروح على ساحل البحر المتوسط، على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
وستتكون محطة الطاقة النووية من 4 مجموعات طاقة باستطاعة 1200 ميغاواط لكل منها مفاعلات من طراز VVER-1200 (مفاعل القدرة المائي المائي) من الجيل (+3)، والتي تعد أحدث تقنية من الجيل الجديد ويتم تنفيذ بناء محطة الطاقة النووية وفقا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر2017.
ووفقا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة فحسب، وإنما سيقوم أيضا بتزويد الوقود النووي الروسي لكامل دورة حياة محطة الطاقة النووية، فضلا عن تقديم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الكوادر وتقديم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة خلال السنوات العشر الأولى من عملها.
وفي إطار اتفاقية أخرى، سيقوم الجانب الروسي ببناء منشأة تخزين خاصة وسيورد حاويات لتخزين الوقود النووي المستهلك.
يذكر أنه كانت البداية ببرنامج مصر النووي في عام 1955 بإنشاء لجنة الطاقة الذرية بقانون رقم 509، انطلقت مصر ببرنامجها النووي لتنشئ أول مفاعل نووي لها بعد 6 سنوات بقدر 2 ميغا وات بالتعاون مع روسيا بهدف الأبحاث العلمية وتدريب الكوادر المصرية على العمل في المجال السلمي النووي.