الوقت - في أعقاب اغتيال أبو أشرف العرموشي، القيادي البارز في حرکة فتح الفلسطينية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر هذه المجموعة وجماعة جند الشام السلفية في الأسابيع الأخيرة.
في غضون ذلك، أدى ارتفاع مستوى العنف إلى مغادرة 60٪ من سكان المخيم، كما أوقفت قوات الخوذ الزرقاء التابعة للأمم المتحدة مؤقتًا عملية تقديم المساعدات إلى 50 ألف نازح من مخيم عين الحلوة، ويقال إن للکيان الإسرائيلي دورًا مباشرًا في إثارة هذه الصراعات.
وبسبب كثافة الاشتباكات واستمرارها، قام الجيش اللبناني، الذي سيطر على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مخيم عين الحلوة، بتقييد دخول الصحفيين إلى هذا المخيم.
ومن المتوقع أن يؤدي الصراع بين السلفيين وحرکة فتح، إلى تعقيد المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وزيادة الخلافات بينهم. وهکذا، من المحتمل أن تضعف آفاق نجاح اجتماع القاهرة بين هذه المجموعات.
في الأشهر الأخيرة، مارس الکيان الصهيوني ضغوطًا كبيرةً على منظمة السلطة الفلسطينية للسيطرة على مخيم عين الحلوة في لبنان، وطالب بمنع تأثير الأيديولوجيات والجماعات الأخرى بين الفلسطينيين الذين يعيشون في هذا المخيم.
في غضون ذلك، قال أحد شهود العيان، في إشارة إلى الخوف والرعب الذي تسببه هذه الصراعات للأطفال وغيرهم من سكان المخيم: "لا يعجبنا هذا، كلنا فلسطينيون ونحب بعضنا البعض، وكلنا إخوة، نحن غير راضين عن هذا الوضع على الإطلاق، ونريد حلاً".
وأضاف: "هربنا... كنا نائمين، هربنا من الرصاص... كنا تحت الرصاص وكان الأطفال نائمين... لقد هربنا حفاة، وجئنا إلى هنا مع الأطفال... أقسم بالله كنا نبكي، كنا خائفين، قلنا إن الرصاصات ستصيبنا بالتأکيد... لا يمکن هکذا، کان الله في عوننا".
كما أشار شاهد العيان الثاني إلى أنه تم إبلاغ سكان المخيم عدة مرات بأن القتال انتهى، لكن إطلاق النار استؤنف مرة أخرى، وأضاف: "ماذا يمكنني أن أقول، إنهم لا يفهمون أن هناك أطفالًا صغارًا هنا... إنهم لا ينتبهون لهذه الأشياء على الإطلاق... تخيل أن الزجاج تحطم على رؤوسنا... حتى الآن، كان هناك العديد من هذه النزاعات في المخيم، لكننا بقينا في المنزل ولم نخرج".
وتابع: "لكن هذه المرة أصاب الرصاص وقذائف الهاون حينا، كان علينا مغادرة المنزل، كما خرج الجيران أيضًا، لا أعرف كيف وصلنا إلى هنا، قالوا لنا إنه لم يكن هناك شيء، لكننا سمعنا صوت الرصاص وقذائف الهاون، صدقوني لم نكن نعرف هل سنصل إلى المسجد سالمين أم لا".
وفي هذا الصدد، يقول رياض أبو العينين، رئيس مستشفى محمود الهمشري في مخيم عين الحلوة: "منذ بداية الاشتباكات، تم نقل 66 جريحًا إلى مستشفى محمود الهمشري، كانت إصابات هؤلاء الأشخاص في كثير من الأحيان خفيفةً أو متوسطةً، كما كان لدينا حالات حرجة وخطيرة تم نقلها إلى غرف العمليات، وحالة هؤلاء الجرحى جيدة الآن و مستقرة".
وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 13 شخصًا، وإصابة 85 آخرين، وتدمير 700 منزل، وتشريد 3000 فلسطيني من المخيم.