الوقت- في الأيام الماضية، أشار وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى إلى أن سلاح المقاومة يقف حاجزًا كبيرًا أمام مؤامرات العدو، وأكد أن لبنان لن يسمح لخدم "إسرائيل" بجر البلاد إلى المكان الذي يريده هذا الكيان، وذلك خلال كلمة ردا على الفتنة الأخيرة لحزب القوات اللبنانية برئاسة، سمير جعجع، والهجوم على شاحنة حزب الله في منطقة" الكحالة "شرق بيروت، الذي أدى إلى استشهاد أحد عناصر هذا الحزب، وأعلن أن سلاح المقاومة يقف حاجزًا في وجه المؤامرات و حيل وجشع العدو الصهيوني، لأن الكيان المحتل لا يزال يبحث عن سقوط لبنان أو إشعال نار الحرب الأهلية فيه، حيث يرى الكثير من العرب واللبنانيين أنّ الحزب قوة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي تشكل داعماً للشعب اللبناني والفلسطيني، ويواجه منظمة إرهابية متمثلة بالكيان الإسرائيليّ، وهذه النقاط تعكس وجهات النظر حول القضية، وتعقد موقف بعض المتخاذلين بشأن الأهمية الكبيرة لحزب الله في ردع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
حربٌ على المقاومة
فضح محمد وسام المرتضى وزير الثقافة في الحكومة اللبنانية المؤقتة، مؤخراً، من خلال تساؤل هذا الوزير اللبناني، "لماذا يحرض البعض في لبنان على سلاح المقاومة؟، ومن غير "إسرائيل" راضٍ عن هذه التحريضات ويسعد بالفتنة في لبنان؟، ومن الذي يؤجج نار الفتنة في لبنان ومن يحاول أن يضع المسيحيين ضد المقاومة باسم الكيان الصهيوني؟، مؤكّداً أنّ "إسرائيل" نفسها لا تملك الشجاعة لمواجهة المقاومة وتستخدم مرتزقتها لذلك، متعجباً عن المستفيد من تعطيل الوضع الأمني في لبنان، وموضحاً أن المستفيد الوحيد من هذا الوضع هو "إسرائيل"، وأنّ بعض الناس يعملون طواعية أو غير راغبين في خدمة أهداف هذا الكيان في الجمهورية اللبنانيّة.
وفي الوقت الذي تمنى الوزير اللبنانيّ أن يسلم الله لبنان من شر الكيد والإهمال، ويعطي اللبنانيين البصيرة والمعرفة والقوة للسيطرة على الغضب، ويساعدهم على حماية الوحدة الوطنية، تمنى أن يحفظ الله لبنان من الذين يزرعون بذور الكراهية والفرقة والضلال في البلاد ويخدمون العدو الصهيوني، وقال وزير الثقافة في حكومة النهوض بالشؤون اللبنانية: "يجب حماية القيم الوطنية للبنان ونريد الوحدة الوطنية، لذلك يجب إخماد نار الفتنة بالتخطيط والسيطرة على الغضب ولن نسمح بذلك، خدام "إسرائيل" يأخذون بلادنا إلى أي مكان يريد هذا الكيان".
وفي ظل تقدم مفاوضات حزب الله مع التيار الوطني الحر وغضب "سمير جعجع"، صدر بيان المقاومة بشأن هجوم عناصر مسلحة على شاحنة تابعة لحزب الله واستشهاد أحد قواته، وحسب بيان صادر عن وحدة الإعلام والاتصالات في حزب الله، الأربعاء الماضي، فإن شاحنة تابعة للمقاومة اللبنانية انقلبت في منطقة الكحالة (قرب شرق بيروت)، وبعد ذلك هاجمت بعض المليشيات هذه الشاحنة والأشخاص بداخلها، وحاولوا السيطرة عليها، وهاجم هؤلاء المسلحين الشاحنة بالحجارة ثم البنادق، ورد عناصر حزب الله الذين كانوا في الشاحنة على المعتدين، وأضاف بيان حزب الله: "أثناء تحرك شاحنة حزب الله من منطقة البقاع إلى بيروت، انقلبت في منطقة الكحلة، وبعد أن طلب إخواننا المساعدة، هاجم عدد من الميليشيات المسلحة في هذه المنطقة الشاحنة"، فقد أصيب أحد عناصر حزب الله في الشاحنة بعد الهجوم من قبل الميليشيات المسلحة وتوفي بعد نقله إلى المستشفى متأثرا بخطورة إصابته، ثم تدخلت قوات الجيش اللبناني ومنعت الميليشيات المسلحة من الاقتراب من شاحنة حزب الله.
وحسب التقارير الواردة، فإن العناصر المسلحة التي هاجمت الشاحنة التابعة لحزب الله موالية لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع والكتائب، كما قُتل أحد عناصر هذا الحزب، وبعض الجهات ذات العلاقة تعتبر الانقلاب على المقاومة خطة مخطط لها مسبقا ضد حزب الله، كما أعلنت أحزاب وشخصيات وطنية لبنانية ردًا على هذه الفتن من قبل مرتزقة العدو، وأكدت مرة أخرى أن سلاح المقاومة الذي أوجد ميزان ردع ضد العدو الصهيوني هو الضامن لإنقاذ لبنان من الأزمات الاقتصادية والمالية، واسترداد حقوقه في الغاز والنفط ، فاستهداف حزب الله والتآمر عليه خيانة وطنية كبرى يجب التعامل معها بكل الوسائل المتاحة، ويجب معاقبة مرتكبي هذه المؤامرات بشدة.
سلاح المقاومة وأهميّته
يشكل سلاح المقاومة اللبنانية المتمثل في حزب الله أهمية كبيرة في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي من وجهات متعددة، بداية من المقاومة العسكرية، باعتبار أنّ حزب الله يمتلك قوة عسكرية قوية ومنظمة، وهو قادر على تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية داخل لبنان وخارجها، ويمتلك الحزب صواريخ باليستية وصواريخ مضادة للدروع وأنظمة الدفاع الجوي، وهذه القدرات تشكل تهديداً حقيقياً للقوات الإسرائيلية، وإذا تعرض لبنان لأي اعتداء إسرائيلي، فإن حزب الله يمكنه الرد بقوة وإلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية وتقليل قدرتها على مواصلة العدوان.
أيضاً، التأثير السياسي، لأنّ حزب الله له تأثير كبير في الساحة السياسية اللبنانية والمنطقة بشكل عام، ويحظى الحزب بدعم شعبي واسع في لبنان ويتمتع بقاعدة شعبية قوية، وهذا يعطيه قدرة على التأثير في صنع القرارات السياسية وتشكيل الحكومة اللبنانية، كما أن حزب الله يدعم فلسطين ويدافع عن حقوق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يعزز موقفه في المنطقة ويجعله لاعباً مهماً في الصراع العربي الإسرائيلي، من ناحية أُخرى الدور الرمزي والنفسي، ويعتبر حزب الله رمزاً للمقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقدرته على الصمود وتحقيق انتصارات في وجه قوة عسكرية متقدمة تؤثر على الحالة المعنوية للشعب اللبناني والعربي على حد سواء، ويُعَزِّزُ هذا الرمزية ويُلهم الشعوب الأخرى للدفاع عن حقوقها ومقاومة الظلم.
الدفاع عن الأراضي اللبنانية من أبرز أسس سلاح المقاومة، ويعتبر حزب الله وجوده وقوته العسكرية ضروريين لحماية الأراضي اللبنانية من الاعتداءات الإسرائيلية المحتملة، فالاحتلال الإسرائيلي قد نفذ عمليات عسكرية متكررة في لبنان، وحزب الله يلعب دورًا حاسمًا في ردع أي تهديدات محتملة والحفاظ على سيادة لبنان، إضافة إلى الدور الإنساني والاجتماعي، ولا يقتصر دور حزب الله على المقاومة العسكرية فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تقديم المساعدات الإنسانية والتنمية الاجتماعية في لبنان.
يعتبر الحزب مؤسسة تقدم الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية للمجتمع اللبناني، ما يعزز شعبيته وتأثيره السياسي، مع التأكيد على تعزيز التوازن الاستراتيجي، نظرًا لقوة حزب الله العسكرية ووجوده الاستراتيجي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث يعتبر حزب الله عاملاً رئيسيًا في تحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، ويعمل على تحقيق ردع الاحتلال الإسرائيلي، ما يقلل من احتمالية حدوث صراعات أو تصعيد عسكري في المنطقة.
في النهاية، يبرز حزب الله اللبناني كقوة مقاومة تدافع عن حقوق الشعب اللبناني والفلسطيني، وهذا جزء من الحقيقة السياسية والإيديولوجية التي يتمسك بها الحزب بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والضغوط الخارجية التي تستهدفهما، حيث يعتبر حزب الله عنصرًا فاعلاً في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وفلسطين، ويقدم الحزب الدعم والمساعدة للفصائل الفلسطينية في مواجهة القوات الإسرائيلية، سواء عبر تزويدهم بالأسلحة والمعدات أو من خلال تنسيق الجهود والعمل المشترك، والدفاع عن حقوق الشعب اللبناني، حيث يؤكد أنصار حزب الله أن الحزب يعمل على حماية الشعب اللبناني ودفع مصالحه في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، ويرون أن وجود قوة مقاومة قوية في لبنان يحمي البلاد من الاعتداءات والغزوات الإسرائيلية المحتملة ويعزز سيادة لبنان على أراضيه.
إضافة إلى ذلك، يعتبر حزب الله نفسه جزءًا من الحركة العربية والإسلامية التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة واستعادة حقوقهم المشروعة، ويعتبر الحزب القضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي ويعمل على تعزيز الوحدة والتضامن العربي لدعم الشعب الفلسطيني، كما أن حزب الله يلعب دورًا في تعزيز الوحدة والتضامن العربي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويدعم الحزب حقوق الشعب الفلسطيني ويعمل على تعزيز الوحدة العربية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية في المنطقة.