الوقت-يعد "حزب الله" الجهة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم، وقد وُصف بأنها "مجموعة مدربة مثل الجيش ومجهزة مثل الدولة"، وهذا صحيح بشكل خاص فيما يتعلق بقواته الصاروخية والدفاعية، التي حشدها حزب الله بكميات كبيرة ضد محتل أرضه، وحزب الله هو حزب سياسي لبناني وجماعة مقاومة مسلحة لها علاقات وثيقة مع "محور مواجهة إسرائيل" في المنطقة، على رأسها العلاقات مع طهران ودمشق، حيث تتكون ترسانة حزب الله في الغالب من صواريخ مدفعية سطح - أرض صغيرة ومحمولة وغير موجهة، على الرغم من أن هذه الأجهزة تفتقر إلى الدقة المثالية، إلا أن عددها الهائل يجعلها أسلحة رعب فعالة، ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد احتجز حزب الله حوالي 15000 صاروخ عشية حرب لبنان عام 2006، وأطلقوا قرابة 4000 صاروخ على "إسرائيل" خلال الصراع الذي استمر 34 يومًا، منذ ذلك الحين، وسع حزب الله ترسانته الصاروخية التي تقدر اليوم بنحو 130 ألف صاروخ.
في السياق نفسه سبق وصرح الكيان الصهيوني أن الموجة الأولى من الصواريخ في اليوم الأول ستكون أكبر من كل الصواريخ التي أطلقها حزب الله في حرب لبنان الثانية في صيف عام 2006، والتي قال إنها استمرت 34 يومًا، وفي أيار /مايو 2006، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله: "إن "الهدف من صواريخنا هو ردع إسرائيل عن مهاجمة المدنيين اللبنانيين، وكلما كان هناك ضحايا في صفوفنا بين المدنيين اللبنانيين، فإن هذا سيؤدي إلى وابل مضاد من صواريخنا" وهو ما يخشاه العدو اليوم.
الكيان الصهيوني يقول دائماً إن خطة حزب الله هي استخدام القصف الإسرائيلي المكثف لدفع هجوم قوات النخبة (الرضوان)، التي يبلغ عدد أفرادها حسب قوله نحو 10 آلاف عنصر وهي قوات كوماندوز مدربة تدريباً جيداً وتحمل أسلحة متطورة وفتاكة، حيث سيعبرون الحدود برا بهدف السيطرة على بعض المستوطنات الإسرائيلية في الشمال عندها سيتوقفون ويبدؤون المفاوضات.
وفي هذه المرحلة يظهر القلق الإسرائيلي حول من الذي سيدافع عن المستوطنات؟، وعندما تصل قوات (الرضوان) الى المستوطنات فمن سيواجهها؟، والحقيقة هي ان لا احد يدافع فعلا عن المستوطنات الشمالية، ناهيك عن أن احتياطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي غير كافية لدرجة أنهم غير مؤهلين للدفاع عن المستوطنات، لأنهم سيكونون مشغولين بمهام أخرى أكثر حساسية، حيث يترك سكان المستوطنات الشمالية لمصيرهم، كما يقول ضباط عسكريون صهاينة.
تصريحات جديدة للكيان الصهيوني.. حزب الله مستعد للحرب أكثر من أي وقت
موخراً تناولت وسائل الإعلام الصهيوني موضوع حزب الله بشكل كبير حيث أفادت وسائل إعلام الكيان الصهيوني يأن حزب الله مستعد للحرب مع كيان الاحتلال الصهيوني، ومن خلال وسائل إعلام الكيان الصهيوني فإن خوف الصهاينة من نصرالله لا نهاية له. وفي إشارة إلى الأحداث الاخيرة التي حدثت على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة ، أعلنت مصادر عبرية أن حزب الله مستعد للحرب أكثر من أي وقت اخر، من جهةٍ اخرى أفادت وسائل إعلام الكيان الصهيوني بأن الوضع في الجبهة الداخلية لهذا النظام سيكون مختلفًا تماماً عما كان عليه في السابق وأعلنت مصادر عبرية اعترافًا منها بقوة نصرالله أن: نصر الله بارع في تحديد نقاط ضعف إسرائيل.
وفي الصدد نفسه قال قائد عسكري بارز في قوات الاحتياط التابعة للكيان الصهيوني في بيان سابق إن الرد الصاروخي لحزب الله اللبناني على تحركات الحدود للجنود الإسرائيليين في المنطقة الحدودية المشتركة مع الأراضي المحتلة كان "محسوبًا". ونتجت عن جاهزية حزب الله القتالية الكاملة ، واعتبر لبنان معركة حاسمة.
وما يجدر الإشارة اليه أن وكالة الميادين للأنباء أفادت ، بأن العميد" غیورا عنبار " في قوات الاحتياط التابعة للنظام الصهيوني ، اعترف بالقوة القتالية العالية لقوات حزب الله لمواجهة هذا كيان الاحتلال ، واعترف بأن حزب الله اللبناني أطلق قذيفة هاون صاروخية تجاه القرية المتنازع عليها . وهو ما يعد رسالة للكيان الصهيوني تحمل العديد من المضامين وفي التحليل على الرد الصاروخي لحزب الله ، كشف العميد الصهيوني أن حزب الله يظهر دائماً استعداده القتالي لشن معركة مباشرة الصهاينة ليس فقط من المنطقة الشرقية لسوريا ، ولكن أيضًا من المنطقة الشمالية .
وفي السياق نفسه فقد اعترف العميد الصهيوني أن حزب الله يعرف نقاط ضعف كيان الاحتلال الصهيوني جيداً، وكشف أن حزب الله يدرك جيداً التحدي الحقيقي الذي نواجهه وهو "عدم وجود قيادة موحدة وهم سعداء للغاية لأننا نقاتل بعضنا البعض على الجبهة الداخلية".
تصريحات الكيان تعكس الخوف من صواريخ حزب الله
طالما صرح قادة في كيان الاحتلال الصهيوني أن صواریخ حزب الله تثير قلقاً لدى كيان الاحتلال الصهيوني من أن قوات الاحتلال ليست مستعدة للمواجهة على جبهات متعددة، حيث يخشى الكيان من الصواريخ، فـ"إسرائيل" تفقد رؤيتها الاستراتيجية، ونتيجة لذلك، ستجد نفسها على حين غرة وغير مستعدة لذلك، فالحزب اليوم أصبح في الواقع قوة إقليمية كبيرة، حيث إن حزب الله هو الشغل الشاغل لكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث يكثر الحديث في "إسرائيل"، عن صواریخ حزب الله والقلق الإسرائيلي العارم منها على المستوى الرسميّ والأمني والعسكريّ، وفي هذا السياق يعلم الكيان الصهيوني أن المواجهة القادمة ستكون مؤلمة ومختلفة، حيث سبق وأن بثت القناة الثانية في تلفزيون الاحتلال الإسرائيليّ تقريراً جاء فيه أنّه في أيّ مواجهة مع حزب الله ستكون مختلفة بالمرّة عن العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة، وأكدّ مُراسل الشؤون العسكريّة، روني دانئيل، الذي أعدّ التقرير على أنّ حجم النيران والدمار وإطلاق القذائف الصاروخيّة، ستكون قوية جداً.
ولفت التقرير إلى أنّ حزب الله يمتلك نحو 100 ألف قذيفة، أكثرها موجودة في القرى اللبنانيّة في الجنوب. وحسب المصادر، التي اعتمد عليها التقرير، فإنّ الصواريخ طويلة المدى لحزب الله تحوي مئات الكيلوغرامات من المتفجرات وبعضها تفوق الطن، وتشير التقديرات إلى أن حزب الله خلال الحرب الاخيرة مع الكيان الصهيوني كان لديه ألف صاروخ وأطلق 4000 صاروخ على الجبهة الشمالية لإسرائيل (فلسطين المحتلة). لكن حزب الله لديه 100000 صاروخ اليوم. صواريخ حزب الله أرض - أرض هي صواريخ كاتيوشا روسية الصنع برأس حربي تزن 20 كيلوغراماً ومداها 40 كيلومتراً.كما تقدر المراكز الصهيونية أن حزب الله يمتلك صواريخ متطورة بمدى 75 كم ورأس حربي 90 كجم.
قوة حزب الله الصاروخية تضاعفت
تشير التقارير الأمنية السنوية التي يقوم بها الكيان الصهيوني إلى أن قوة حزب الله الصاروخية تضاعفت منذ الحرب الثانية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن الكيان الصهيوني لا يجرؤ على الدخول في حرب عسكرية جديدة مع المقاومة اللبنانية خوفًاً من العواقب الوخيمة التي ستلحق بالكيان الصهيوني، وفي هذا السياق تشير التقارير الأمنية السنوية للكيان الصهيوني على مدى السنوات القليلة الماضية إلى قائمة من الأطراف التي يخشها الكيان الصهيوني وحسب التقارير الصهيونية فإن حزب الله يأتي في الترتيب الثاني من ناحية القوة التي يمتلكها والتي تهدد زوال الكيان الصهيوني، وحسب هذه التقارير الأمنية السنوية بشكل عام ، فإن كل فصائل المقاومة في المنطقة تشكل تهديداً استراتيجياً على الكيان الصهيوني وبعد حزب الله في لبنان ، فإن حركة حماس الفلسطينية هي الطرف الثالث الذي يهدد وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي.
حزب الله القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً وخبرةً قتالية
يُنظر إلى حزب الله في" إسرائيل "على أنه أكبر خطر على أمنها القومي من بين كل أعدائها القريبين، وتصنّفه دوائر الاستخبارات الإسرائيلية بأنه القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً وخبرةً قتالية، وخصوصاً أن الحزب سبق أن خاض معارك عسكرية عديدة ضد العدو الإسرائيلي وخرج منها منتصراً، على غرار حرب تموز 2006.وقد راكم الحزب، حسب المصادر الإسرائيلية، خبرات هائلة في السنوات الأخيرة نتيجة مشاركته في التصدي للحرب على سوريا، إلى جانب تطوير وتحديث ترسانته العسكرية، ولا سيما الصاروخية، التي يقدرها بعض الخبراء العسكريين بـ200 ألف صاروخ، عدد كبير منها يُصنّف بأنه من الصواريخ الدقيقة، إضافةً إلى الطائرات المسيّرة التي يملكها، والتي تعد من أهم التهديدات التي تواجه المؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني، وتشكّل له معضلة حقيقية فشل حتى الآن في إيجاد الحلول المناسبة لها.
ولهذا يمكن القول إن كل هذا الكم الهائل من المناورات العسكرية خلال السنوات الأخيرة تحديداً، التي أُجري بعضها بمشاركة حلفاء لها من عدد من دول العالم، ولا سيما الحليف الأميركي الوثيق، ومع جيوش مثل فرنسا وإيطاليا وقبرص، إضافة إلى مشاركتها في مناورات دولية بمشاركة بعض الدول العربية والإقليمية تاتي في وقت يفشل الجيش الصهيوني فشلاً ذريعاً في مواجة المقاومة، ولأنَّ هذه التحركات العسكرية الواسعة تكلّف خزينة الدولة مليارات الدولارات، في ظل أزمة اقتصادية تعانيها كلّ دول العالم، بما فيها "إسرائيل"، تؤكد فشل الجيش الصهيوني الذي يحاول من خلالها ايصال رسائل مختلفة.
في الختام يمكن القول إن الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن أي عدوان على لبنان سيواجه بالردّ المناسب وأنّ حزب الله جاهز بمقاومته التي تملك عشرات الآلاف من الصواريخ القادرة على الوصول الى كلّ نقطة وهدف في فلسطين المحتلة أكان هدفاً نفطياً أو مساحياً، هدفاً بسيطاً أم هدفاً محصّناً، هدفاً برياً أو هدفاً بحرياً. فالمقاومة تملك القوة الصاروخية النارية دقيقة الإصابة وتملك القدرات القتالية البرية المحترفة الأداء وأنّ المقاومة مع محورها مستعدّان لأيّ حرب تفرض عليها، مستعدّان لخوضها والاستمرار في الميدان الى ان يتحقق ما وصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بانها «ستغيّر وجه المنطقة».