الوقت- أدى رد المقاومة العنيف على القصف الجوي لغزة واغتيال خمسة اشخاص من قادة الجهاد الإسلامي إلى استمرار المواجهة العسكرية بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والنظام الصهيوني ووصولها إلى اليوم الرابع. هذا على الرغم من حقيقة أن القوة الصاروخية للمقاومة، حسب وسائل الإعلام الصهيونية، خنق هذا النظام وقبته الحديدية وتركتهما في أيدي وسطاء دوليين للتخلص من هذا المأزق. وحسب قناة الميادين الإخبارية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 31 شهيدا فلسطينيا في قطاع غزة، بينهم 6 أطفال و 3 سيدات، وإصابة حوالي 93 مدنيا. كما دمرت 19 وحدة سكنية في غزة تدميرا كاملا، واصيبت 28 وحدة سكنية بأضرار جسيمة، وأصيب 286 منزلا بشكل جزئي، حسب آخر الإحصائيات.
وحسب اعتراف الجيش الصهيوني، تم إطلاق أكثر من 800 صاروخ على مستوطنات إسرائيلية حتى اليوم الرابع من عملية أزاديغان الانتقامية، والتي فشلت القبة الحديدية في اعتراض 620 صاروخًا منها، ووفقًا لوزير الحرب الإسرائيلي، فإنه تم اعتراض ربع الصواريخ وتدميرها. وفي الوقت نفسه، أفادت قناة "العالم" الاخبارية، في أعقاب عواصف نارية كثيفة اندلعت في الأراضي المحتلة، بسقوط صواريخ بعيدة المدى للمقاومة على مبنى من أربعة طوابق في منطقة رهوفوت بضواحي تل أبيب، ما أدى إلى مقتل صهيوني وإصابة تسعة آخرين. وتكمن أهمية النجاح في هذه العملية في أن المنطقة المستهدفة في راهوفوت هي من أكثر المناطق الاستراتيجية للنظام الصهيوني. كما أفادت مصادر إعلامية، ظهر أمس، بسماع انفجارات ودوي صفارات الإنذار في القدس وضواحيها. وحسب بعض وكالات الانباء، فقد أطلقت المقاومة في هذه العملية 20 صاروخاً من قطاع غزة باتجاه بلدة إشكول.
الصهاينة قلقون من مدى صواريخ المقاومة
لم تكن إصابة صواريخ المقاومة بعيدة المدى بالقرب من تل أبيب مجرد اختبار ناجح لصواريخ المقاومة، ولكن عجز القبة الحديدية عن احتوائها والتصدي لها، أثار قلق القادة الصهاينة بشكل كبير. ونقلت قناة "العالم" عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الناطقة بالعبرية قولها إن إطلاق مقاومة غزة لصاروخ ثقيل باتجاه تل أبيب أجبر جيش هذا النظام على تفعيل منظومة مقلاع داود لأول مرة لاعتراضه وتدميره. وهذا النظام الدفاعي، الذي كلف الصهاينة مليون دولار، استخدم في وقت أبكر من الموعد المقرر بسبب يأس الصهاينة في الأيام القليلة الماضية. إلا أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وأنصاره ما زالوا يحاولون الحفاظ على موقفهم وليسوا على استعداد للاعتراف بهذا الضعف والضغط، وفي تصريحاتهم يصفون هذه الهجمات بأنها فرصة ذهبية، لكن في الخفاء يمارس هذا النظام ضغوط على مجموعات الوساطة المصرية وأوروبا تطالبهم بوقف إطلاق النار.
في الوقت نفسه، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانًا أعربت فيه أنها ستواصل الانتقام وقالت: "الرعب يقوينا. نقول للعدو الجبان ان قصف بيوت الناس خطأ ويد المقاومة مفتوحة لمهاجمة هذا النظام". في الوقت نفسه أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي تلقى اتصالات من مصر وقطر ومنظمات دولية، على وحدة فصائل المقاومة واستعدادها الدائم للتعامل مع أي عدوان من قبل الصهاينة.
السلبية الكبيرة للغرب
إن استهداف المدنيين في اشتباكات متوترة مع المقاومة ما هو إلا جانب واحد من مظاهر غضب جماعات حقوق الإنسان، لأن هذا النظام حد أيضًا من إمكانية نقل الأدوية والمرضى بإغلاق حدود غزة منذ بداية هذه الهجمات، وخلال هذه الأيام القليلة، وبسبب عدم وجود مرافق العلاج اللازمة، ساءت ظروف المرضى والمصابين. وتعرض هذا السلوك لانتقادات شديدة من قبل جماعة حقوق الإنسان داخل الأراضي المحتلة، وأعلنت هذه الجماعة في بيان يدين تصرفات الصهاينة وقالت: "حوالي 292 مريضًا وشركة أدوية في غزة حرموا من الحصول على الخدمات الطبية".
ويرجع ذلك إلى حقيقة أن العديد منهم مرضى بالسرطان ويعانون من أمراض مميتة لا يمكن علاجها إلا في الضفة الغربية. لكن على تل أبيب أن تعلم أن التحديات الأمنية مثل تزايد النزاعات لا يمكن أن تكون مبررًا لانتهاك حقوق سكان غزة أو زيادة العنف ضد المدنيين. وبعد هذه التحذيرات، وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية أدانت المجتمع الدولي لصمته إزاء قتل الأطفال، فإن الولايات المتحدة، بينما تميل مواقفها بشكل واضح لمصالح الصهاينة، لم تضغط من أجل وقف إطلاق النار، لكنها طالبت فقط من الأطراف الكف عن قتل المدنيين.
وفي غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة اللاجئين النرويجية إلى ضبط النفس من كلا الجانبين ووضع حد فوري للتوترات. وجاءت هذه الطلبات في موقف فشل فيه الغرب في دعم فلسطين من قبل، بحيث بعد مرور عام على اغتيال صحفية قناة الجزيرة في الضفة الغربية، وعلى الرغم من جهود الفصائل الفلسطينية، ولكن بدعم من الولايات المتحدة وشركائها للصهاينة ما زالت هذه القضية معلقة، وقد اعتذر المتحدث باسم الجيش الصهيوني مؤخرًا في مقابلة مع شبكة CNN، معربًا عن أسفه لهذه المأساة.
يريد الكيان الصهيوني الانتصار باي ثمن، ولكن كل المواجهات التي خاضها مع المقاومة الفلسطينية باءت بالفشل. وكل هزيمة لكيان الإحتلال امام المقاومة الفلسطينية عادت بنتائج كارثية على الصهاينة، وهذا ما حدث في المواجهات الاخيرة مع حركة الجهاد الاسلامي والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وخلال 3 ايام من المواجهة والبطولة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية، خرج الشعب الفلسطيني بعد وقف اطلاق النار ليعلن انتصاره وتثبيت وحدة الساحة الفلسطينية.
وعلامات الانتصار ليست فقط في نهاية المعركة، بل عندما تمتلك الحق ولك القدرة وتمتلك معنويات مرتفعة، فأنت تدير وقائع المعركة منذ اللحظة الاولى، وهذا ما كانت عليه حركة الجهاد الاسلامي. فالصواريخ التي اطلقتها الجهاد الاسلامي ووصلت الى تل أبيب ومطار بن غوريون القت الرعب داخل الصهاينة، حيث ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي في محاولة لتبرير كل هذا الخوف والرعب: هذه الصواريخ التي تطلقها حركة الجهاد تسقط في غزة وليس أي شيء يصيب الصهاينة!.
ويمارس جيش الاحتلال الكذب والحرب النفسية ويكذب على الصهاينة، لانه بات في حالة من الحضيض!. وادعت احد الضباط في جيش الاحتلال بأن الحياة في تل أبيب وأشدود طبيعية ومستقرة و"ارادتنا لا تنكسر"! بينما انتشر مقطع فيديو تحديدا من غلاف غزة يظهر فيه جنود الاحتلال وهم يهربون من موقع عسكري بعد سماعهم لصفارات الانذار التي دوت في الغلاف جراء ما رصدتها القبة الحديدية من وصول صواريخ آتية من قطاع غزة