الوقت -أعلنت عدة شخصيات سياسية ذات صلة بالهيئات المكونة للجبهة المغربية لدعم فلسطين ورفض التطبيع، عن تجديد استنكارها وتنديدها لما يشبه “تسونامي التطبيع” الذي ينتشر بسرعة في مختلف المجالات.
في جلسة افتتاح المجلس الوطني الثالث للجبهة المغربية لدعم فلسطين ورفض التطبيع، حذر جمال العسري، المنسق الوطني للجبهة، من تداعيات إغراق المغرب في تسونامي التطبيع الذي يمتد إلى جميع القطاعات والمجالات، بما في ذلك القطاعات الأمنية والعسكرية.
وفي كلمته، وصف العسري التطبيع بأنه عمل خيانة كبرى، ودعا إلى تكثيف الجهود للتصدي له وإسقاطه.
من جهته، ندد حزب “النهج الديمقراطي العمالي” بالهرولة نحو التطبيع، وذلك في كلمة باسم مكتبه السياسي، خلال الاجتماع.
وقال الحزب، انه في “الوقت الذي يمارس فيه العدو الصهيوني العنصري المجرم حرب الإبادة والتقتيل اليومي في حق الشعب الفلسطيني وتكثيف سياسة الاستيطان وتهويد الأراضي المحتلة وتهديم المنازل وتهجير الفلسطينيين وتشريدهم، وتجويعهم عبر سياسة الحصار الجائر (…) يتمادى المخزن في تسريع وتكريس وتوسيع سياسة التطبيع على كافة المستويات.
وحذر الحزب مما وصفه بالخطر الداهم والكبير، “ليس على القضية الفلسطينية فقط، بل على مصالح الشعب المغربي المختلفة ووحدته وهويته ومستقبله”.
من جهتها، نبهت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، الى إن التطبيع بدأ منذ عقود من خلال تسهيل عمليات نقل اليهود ليصبحوا مستوطنين في أراضي الفلسطينيين، ثم تم تحت غلاف اقتصادي وسياسي وزراعي، مشيرة الى أن التطبيع، اليوم، يستمر عبر شركات التنقيب على الغاز، ومشاريع تحلية الماء، محذرة من أن ذلك ما يجعل المغاربة يخشون على أمنهم وصحتهم.
منيب، أعربت عن رؤيتها بأن التطبيع هو محاولة يائسة لتجاهل وتصفية القضية الفلسطينية، والسعي لفرض الواقع على أرض الحقيقة.
وأكدت أنه لا يوجد أي استفادة اقتصادية أو غيرها من التطبيع مع الصهاينة، وأن الوقت الحالي يتطلب المقاومة والنضال للقضاء على التطبيع.
مصطفى الشافعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، أكد في افتتاح كلمته أن القضية الفلسطينية أكبر قضية عادلة عرفها التاريخ البشري، منبها إلى أن هذه القضية والنضال من أجلها هو نضال عام من أجل الديمقراطية وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأشار المتحدث إلى أن المدافعين عن عدالة فلسطين يواجهون اليوم تحديين؛ الأول يتمثل في انتشار رقعة الصمت تجاه القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والذي يجسده الجمود الدولي إزاء مختلف الأحداث والخروقات التي تقع في الأراضي المحتلة، وهذا على خلاف الماضي الذي كانت تحظى فيه القضية بالنقاش في كل مناسبة. أما الثاني فهو التطبيع الذي عدّه “أسلوبا أخطر من الكلاشينكوف” ومن القمع والغطرسة الصهيونية لأنه يستهدف تحويل الذاكرة والوجدان الشعبي أساسا ليعتبر الصراع الصهيوني مع المقاومة الفلسطينية شيئا عاديا وخلافا طبيعيا، والأخطر هو الترويج للتطبيع باعتباره في صالح القضية والحقوق الفلسطينية.
ومن جهته نوه عبد الواحد متوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في مطلع كلمته بأهمية “التعاون والتنسيق من أجل قضية فلسطين، قضية العرب والمسلمين المركزية”.
وقال المتوكل ان التطبيع اليوم، أصبح سياسة رسمية للدولة، تُوقَّع الاتفاقات علنا وأمام عدسات الكاميرات، وتُنظّم التظاهرات الثقافية وتستدعى لها شخصيات صهيونية بارزة، وتبرمج مشاريع في عدة مجالات بما فيها المجال الأمني والعسكري، بمعنى أصبحنا أمام أخطبوط سرطاني يتمدد في المجتمع المغربي بسرعة رهيبة.
وحذر المتحدث من خطورة الاختراق المجتمعي الذي أصبح يستهدف ترويض المغاربة على قبول الاحتلال الصهيوني لفلسطين أو اعتبار تلك القضية هامشية لا تعنينا، وكذلك قبول القتلة والمفسدين بين ظهرانينا في المغرب أرض المجاهدين والأحرار، مؤكدا على أهمية التصدي للتطبيع ونشر الوعي بآثاره المدمرة.
وبعدما امتدت خيوط التطبيع إلى كافة المجالات بالمملكة المغربية على غرار القطاع الفلاحي الذي أصبح تحت "وصاية الكيان الصهيوني" على مرئ النظام دون ان يحرك ساكنا أمام الخطر الذي يحدق بأمنه الغذائي وفق التقارير الأخيرة لرافضي السرطان الصهيوني، أدان مناهضو التطبيع بالمملكة المغربية مشاركة شركات تابعة للكيان الصهيوني في معرض دولي للفلاحة بمكناس، في إطار مسلسل الهرولة والتطبيع والاختراق الذي يسعى الصهاينة من خلاله للتحكم في موارد الأمن الغذائي بالمغرب، وذلك بعد فتح الباب أمامهم بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات.