الوقت- خلال كل السنوات الماضية أثبتت حركات وفصائل المقاومة قدرتها على تطوير سلاحها وزيادة ترسانتها العسكرية لمواجهة الصلف الصهيوني، حيث ان المقاومة جعلت الكيان الصهيوني يعيش الرعب يوماً بعد اخر فبسبب تنوع وتطور الأسلحة لدى فصائل وحركات المقاومة، فقد استحوذ الخوف والرعب في نفوس الصهاينة، بل طُرحت العديد من التساؤلات من قبل المحللين الصهاينة حول مدى قدرة الكيان الصهيوني على مواجهة سلاح المقاومة المتطور نوعاً وكماً، وفي هذا السياق لقد ذهب بعض القادة الصهاينة للاعتراف بوضوح والقول بصراحة إن الاجهزة الامنية وجيش الاحتلال الصهيوني لن يستطيعوا الوقوف أمام قدرة سلاح المقاومة الدقيق للوصول إلى عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا الصدد وحسب ما أوردته قنوات الإعلام التابعة لليكان الصهيوني فإن أكثر ما يقلق الكيان الصهيوني هو التطور النوعي لسلاح المقاومة لدى جميع حركات ودول المقاومة والشاهد هنا هو توسع محور المقاومة ودخول حركات جديدة في خط المواجهة مع الكيان الصهيوني وهو مايخشاه الكيان الصهيوني حيث إنه في حالة اندلاع حرب قادمة مع الكيان الصهيوني فإن جميع حركات المقاومة جاهزة للوقوف صفاً واحداً ضد كيان الاحتلال الصهيوني، ولهذا يمكن القول بكل وضوح إن الكيان الصهيوني يعرف جيداً أنه محاصر بقدرات ردعية نوعية سوف تحدث فرقاً شاشعاً خلال أي معركة قادمة ويعرف الكيان ما تمثله قدراتها فعندما يعلن السيد حسن نصر الله عن امتلاك الصواريخ الدقيقة فهذا يعني ان هناك نقاطا في قلب الكيان هي عرضة للاصابة والتدمير في اي مواجهة محتملة، إضافة إلى أن الدقة التي باتت متوافرة لدى المحور وحركات المقاومة هي بالاصل قابلة للانتقال الى كل فصائل المقاومة، فخلال اي معركة يفتحها العدو مع المقاومة ستكون هناك العديد من المفاجآت والردود لمواقع لا يمكن تخيل انها قد تشتعل وتحترق بصواريخ دقيقة تنطلق من قلب قطاع غزة او اي مكان اخر.
في المقابل من ناحية اخرى بين الحين والاخر يقوم كيان الاحتلال الصهيوني ببعض المناورات لتحقيق أهداف متعددة من خلال هذة المناورات اولاً ترميم صورة الكيان امام الجمهور الاسرائيلي بعد ان ثبت بالدليل القاطع هشاشة وضعف العدو الصهيوني، وبالنسبة لقوى المقاومة فهي تتابع المناورة التي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني وقد سبق وأن عبرت حركات المقاومة عن استعدادها التام والكامل للرد على اي حماقة قد يلجأ اليها العدو، فالمنطقة لا تواجه مشروعاً اسرائيلياً فحسب انما تواجه مشروعاً كبيراً وهو مشروع صهيوامريكي في المنطقة يهدف لتقسيم المنطقة.
خلاصة الحديث ان صانع القرار الاسرائيلي يعيش حالة من التوتر والخلاف الحقيقي فيما يتعلق بمواجهة الشعب الفلسطيني على الجغرافيا الفلسطينية ما بين الذهاب لمواجهة مفتوحة وما بين تصفية جيوب المقاومة في الضفة الغربية.
تطور نوعي لسلاح المقاومة
إن تنامي وتنوع السلاح في ترسانة المقاومة قد أفشل كل مخططات التضليل والتضييق، التي مارسها الكيان الصهيوني على مدار السنوات الماضية، وباءت كل مخططات الكيان الصهيوني بالفشل، فلقد أكدت حركات المقاومة فشل العمل الأمني والاستخباري للاحتلال الصهيوني ولهذا فقد بات الاحتلال يدرك الآن أنه لم يعد "صاحب اليد العليا"، وأنه سيواجه منظومة مقاومة موحدة وتكامل بين قوى المقاومة إذا فكر في مواجهة جديدة، لهذا فإن اسرائيل تراقب عن كثب الأسلحة التي تمتلكها المقاومة، وتدرس سلوكها، وهنا يمكن القول إن الرسالة قد وصلت للاحتلال الصهيوني، وأصبح يدرك أنه لا يمكنه تجاوز قواعد الاشتباك في ظل تنامي قوة المقاومة، وفي خصوص مخاطر اكتشاف إسرائيل لأسلحة المقاومة، يمكن القول إن ما تظهره المقاومة خلال مناورتها لن يكون بحجم المفاجآت التي ستبقيها طي الكتمان في انتظار حرب حقيقية.
وفي هذا السياق أعلن جنرال صهيوني أن ما أرعب تل أبيب أكثر من أي شيء آخر هو نوعية الأسلحة التي تمتلكها حاليًا فصائل المقاومة، حيث أعلن قائد القاعدة الجوية للكيان الصهيوني في شمال النقب "أن نوعية هذه الأسلحة أرعبتنا أكثر من كمية وحجم الأسلحة المتاحة لأعدائنا".
ونقل المراسل العسكري لموقع والا الإخباري أمير بوخبوط ، عن جلعاد كنعان ، قائد هذه القاعدة الواقعة جنوب فلسطين المحتلة ، "أن الخطر الأهم الذي يتهدد سلاح الجو الإسرائيلي سيكون من إيران ، سوريا ولبنان. واعترف بأن مستوى الخطر الذي نشعر به من إيران وسوريا ولبنان لا يتعلق بعدد الصواريخ ، لكن نوعيتها أخافتنا لأن هذا التهديد يزداد يوما بعد يوم". وحسب وسائل الإعلام العبرية ، فإن وابل الصواريخ الأخيرة الذي تم إطلاقه من شمال فلسطين المحتلة وغزة ضد الكيان الصهيوني أثار قلق دوائر صنع القرار في هذا الكيان ودفع العديد من خبراء هذا الكيان إلى التفكير بشكل جدي بمستقبل كيانهم الزائل.
المقاومة تفرض المعادلات..اعتراض الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية
كررت المقاومة الفلسطينية خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال الفترة الاخيرة استخدام المضادات الأرضية في محاولة منها لاعتراض الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية خلال تنفيذها لعمليات القصف على مواقع وأهداف تابعة لها أو أخرى مدنية كالأراضي الزراعية، وتؤشر الكثافة النارية في عمليات الإطلاق المتكررة للمضادات الأرضية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في غزة، تحديداً "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إلى وجود مخزون كافٍ من القذائف، بالتزامن مع تسريبات إسرائيلية عن لجوء الفصائل لصناعتها محلياً.
ويعود ظهور المضادات الأرضية في القطاع إلى مواجهة عام 2012، حين استخدمت الأذرع العسكرية في غزة ما يعرف بـ"سام 7" الذي يُحمل على الكتف في محاولتها لاستهداف الطائرات الإسرائيلية الحربية، على الرغم من قِدَم هذا السلاح مقارنة مع المنظومات المتطورة، وخلال الجولات اللاحقة عاودت الأذرع العسكرية استخدام ذات الأسلحة مع القيام بتطوير منظومة أخرى محلياً تستند إلى إطلاق الأعيرة النارية في السماء، والتي أسهمت كثيراً في تحقيق تطور استراتيجي كبير أمكن من التشويش على سلاح الطيران الإسرائيلي، وفي الآونة الأخيرة، اهتم الاحتلال وجيشه بتوسع استخدام المقاومة لهذا السلاح، وهو ما وثقته الأذرع العسكرية في غزة من خلال مقاطع فيديو نشرتها بشكلٍ رسمي عكست استخداماً واسعاً لهذا السلاح وبشكل أوسع من ذي قبل يستند إلى تكتيك عسكري جديد.
وهنا يمكن القول إن هذا التكتيك العسكري له نتائج كبيرة فاستخدامه حسب مراقبين ساهم في التشويش على بعض أنواع الطائرات الإسرائيلية مثل المسيّرات إضافة إلى طائرات الهليكوبتر على الرغم من قلة استخدامها إسرائيلياً منذ سنوات، إلى جانب عدم جعل سماء غزة مستباحة كما في السابق، وإلى جانب المضادات الأرضية، عمدت المقاومة الفلسطينية منذ عام 2014 إلى تصنيع طائرات محلية الصنع، والبداية في طائرة "أبابيل" التي أعلنت عنها "كتائب القسام"، تبعها امتلاك فصائل أخرى كـ"سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" لمسيّرات، ويخشى الاحتلال من أن تمتلك الأذرع العسكرية في غزة أسلحة قادرة على التعامل مع طائراته الحربية بشكل أكثر تطوراً مما هو متوافر حالياً، وهو ما سيفقده عاملاً مهماً في التعامل العسكري مع القطاع خلال جولات ما بين الحروب أو المواجهات المفتوحة، ولهذا فإن المقاومة استطاعت أن تستنبط العديد من الخيارات التي تؤثر فيها على جبهة الاحتلال الداخلية، سواء عبر تحييد خطط الاجتياح البري أو عبر استهداف المدرعات والآليات الحربية.
ترسانة عسكرية دقيقة ونوعية وخطط جديدة تقلق الكيان الصهيوني
بدأت فكرة إدخال قوات إلى الأراضي الإسرائيلية على نطاق واسع نسبيًا في التفكير العسكري لحزب الله في مرحلة متأخرة نسبيًا، ففي خطاب ألقاه في 16 شباط (فبراير) 2011، قال الامين العام لحزب الله السيد نصر الله انه يجب على مقاتلي حزب الله الاستعداد لحقيقة أنه إذا بدأت إسرائيل الحرب، فسيتم إرسالهم في مهمة دخول الجليل، وفي الوقت نفسه، اتضح أن فكرة مماثلة موجودة أيضًا في حماس، في كلا التنظيمين، تم إنشاء قوات خاصة لهذا الأمر (قوة الرضوان في حزب الله وقوة النجباء في حماس) وتم حفر الأنفاق الهجومية، سواء على الحدود مع لبنان أو على الحدود مع قطاع غزة، والتي كان من المفترض استخدامها لتسلل القوات.
إن كشف الأنفاق وتحييدها من قبل إسرائيل يعزز الحاجة إلى تهيئة الظروف لتحسين فعالية المناورة الأرضية. كرر ايضا الامين العام لحزب الله السيد نصر الله تهديده عدة مرات حتى أن حزب الله نشر فيديو مفصلا نسبيًا قدم فيه خطة عملياتية هدفها "دخول الجليل على الرغم من أن الفكرة كانت موجودة في التفكير العملياتي لحزب الله منذ ما قبل الحرب في سوريا، إلا أن هناك أيضًا نهجًا يرتبط تطوره العملي بالمشاركة في الدفاع عن سوريا وفي حديث للسيد حسن نصرالله مع شبكة الميادين في 15 كانون الثاني 2015، وصف التجربة العملياتية الفريدة التي اكتسبها من نشاط الحزب في سوريا ودخوله على خط المواجهات في التصدي للتنظيمات التكفيرية وقال إن "المقاومة جاهزة ... لدخول الجليل ... ليس فقط من خلال الصواريخ ولكن أيضًا من خلال النشاط الميداني ".في الواقع، خلال الحرب في سوريا، اكتسب حزب الله المعرفة والخبرة حول تطهير الاراضي من العدو والاحتفاظ بها.
في النهاية تتابع إسرائيل "مشروع الدقة" لدى حركات المقاومة وتحاول جاهدة أن تعمل ضده بشكل مكثف منذ عام 2013 على الأقل. وهذا يعكس بالفعل إدركاً عميقًا للتهديد الذي يحيط بكيان الاحتلال الصهيوني، فموضوع تنوع الاسلحة يحتل مرتبة عالية جدًا في حجم التهديدات لإسرائيل أيضًا في التصريحات العلنية لكبار العسكريين والمسؤولين السياسيين. ومع ذلك، يبدو أن الموقف الإسرائيلي من مسألة التهديد العملي لمشروع الدقة يركز في السنوات الأخيرة بشكل أساسي على احتمال أن تواجه إسرائيل هجومًا متعدد المجالات بصواريخ دقيقة يلحق الضرر ببنيتها التحتية الوطنية، المدنية والعسكرية. هذا الاحتمال لاقى نقاشا جادا نسبيا في إسرائيل ركز على آثاره ومدى التهديد الذي يمثله وضرورة الاستعداد له.
يشار إلى مثل هذا الهجوم على أنه "ضربة دقيقة" وهو بالفعل أحد عناصر مفهوم القتال الحالي للجمهورية الاسلامية الايرانية وحركات المقاومة. إضافة إلى ذلك يمكن القول إن أخطر ما يواجه "إسرائيل"، والتهديد الحقيقي الذي يواجه كيان الاحتلال يكمن في مسألتين، الأولى محور المقاومة الذي يحاصر "إسرائيل" من كل الاتجاهات ويشكل بأساً شديداً عليها، والثانية، مقاومة مستمرة متصاعدة قادرة على رفع التكلفة لتشكل الضمان الوحيد لكنس الاحتلال والتي تؤدي إلى عدم قدرة المجتمع الإسرائيلي على دفع تكلفة البقاء في مواجهة المقاومة بصورة غير مسبوقة ، وهذا يتجسد فيما نشاهده من ذوي الجنود الإسرائيليين القتلى من غضب وتحقير للمسؤولين السياسيين والعسكريين بعد كل عملية يسقط فيها قتلى من جنود الاحتلال جراء العمليات الأخيرة التي ضربت العمق الإسرائيلي .