الوقت - بينما كانت الأراضي المحتلة تشهد اضطرابات شديدة الأسبوع الماضي وتعرضت لضربة تحذيرية من محور المقاومة، عاد خصوم نتنياهو إلى الشوارع مرة أخرى.
حيث أعلنوا أنهم سيواصلون النضال ضد الدكتاتورية. وانتقدوا أداء حكومة نتنياهو، قائلين: ان "الحكومة الإسرائيلية فشلت في كل المجالات وكبار وزرائها، بدلاً من التخلي عن قوانين الإصلاح القضائي ومعالجة القضايا الأمنية، أبلغوا الناس أنهم سيواصلون الجهود لتحويل اسرائيل الى ديكتاتورية بعد انتهاء عطلة العيد". وحسب وسائل الإعلام الصهيونية ، شارك 130 ألف صهيوني في مظاهرة تل أبيب.
عقب هجوم الجنود الصهاينة على المسجد الأقصى وضرب المصلين والمعتكفين، أطلقت المقاومة الفلسطينية في غزة عدة صواريخ على الأراضي المحتلة لتحذير الكيان الصهيوني.
وبعد استمرار هذه الاعتداءات، أطلقت المقاومة الفلسطينية، في خطوة غير مسبوقة، عددا كبيرا من الصواريخ من الأراضي السورية وجنوب لبنان وغزة إلى شمال الأراضي المحتلة، الأمر الذي فاجأ وأربك الكيان الصهيوني. نتنياهو الذي كان يعلم أن وضعه الحالي غير مناسب للدخول في صراع، وأنه لا يملك القدرة على الوقوف في وجه قوة محور المقاومة بقيادة حزب الله اللبناني. لذلك كان رد الكيان الصهيوني ضعيفا وحذرا.
اعتبر معارضو نتنياهو الذين يستغلون كل فرصة لمهاجمته، نتنياهو المقصر وسياساته السبب في الوضع الأمني في الأراضي المحتلة وهجمات المقاومة التي تسببت في انشغال الكيان الصهيوني في صراعات وقضايا داخلية لمدة أربعة أشهر. ويرون أن تماسك وردع الجيش الإسرائيلي تعرض لمشكلة.
مباشرة بعد هجمات المقاومة على الأراضي المحتلة، تم تنفيذ عدة عمليات استشهادية في الأراضي المحتلة ، ما أدى إلى إرباك حكومة نتنياهو.
فقد نتنياهو في استطلاعات الرأي تفوقه بين الصهاينة ويائير لبيد، زعيم المعارضة لحكومة نتنياهو، وُضع على قدم المساواة معه. وحصل بيني غانتس على المركز الأول في استطلاعات الرأي بنسبة أعلى ويبدو أن بيني غانتس سيكون رئيس الوزراء المقبل للكيان الصهيوني المؤقت إذا سقطت حكومة نتنياهو، وهذا ليس مستبعدا.
في الوقت الراهن، لا تتمتع حكومة نتنياهو بتماسك داخلي أيضا. فبعد سلسلة الأحداث الأخيرة، أعلن الوزير العنصري في الكيان الصهيوني سموتريتش، أنه "يحاول عدم مهاجمة الحكومة، لكن هذا لا يمكن أن يستمر".
تشير تصريحاته إلى أن الائتلاف الحالي لحكومة الكيان الصهيوني يعاني من خلافات وانقسامات، تتجلى بوادرها، وهناك احتمال أن أشخاصا مثل سموتريتش، بن غفير، أو أعضاء متطرفين آخرين من حكومة بنيامين نتنياهو. سيغادرون الائتلاف، ويتسببون في حل الكنيست الحالي وسقوط حكومة نتنياهو وجعل وضع الكيان الصهيوني أكثر خطورة مما هو عليه الآن.
في الواقع ، إن إجراء انتخابات جديدة في الأراضي المحتلة هو المرحلة النهائية للأزمة العامة داخل الكيان الصهيوني. ليس من الواضح إلى متى يمكن لحكومة نتنياهو أن تستمر في هذا الوضع ، لكن ما هو واضح هو أن الكيان الصهيوني اليوم في حالة السقوط والانهيار التام.
إن رد الفعل الضعيف والمرتبك نسبياً من قبل الكيان الصهيوني تجاه ضربات محور المقاومة يثبت أن الصهاينة يعرفون جيدا ما هو الوضع الصعب الذي يعيشون فيه ويعرفون أنهم إذا ارتكبوا أخطاء وحسابات خاطئة، فإن المستقبل الذي ينتظرهم هو الانهيار والسقوط الذي سيحدث عاجلاً.