الوقت- في الـ26 من مارس من العام 2015م ودون سابق إنذار أعلن السفير السعودي في واشنطن - آنذاك - عادل الجبير بدء الحرب على اليمن بما أسماها "عاصفة الحزم" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات وقرابة سبع عشرة دولة عربية وأجنبية في تحالف دولي وصف بأنه الأكبر تاريخيا تحت مبرر إعادة الرئيس المستقيل الفار عبدر ربه منصور هادي. وأعلن مجلس الأمن الدولي - حينها - وضع اليمن تحت البند السابع والقرار 2216 الذي يستبيح الأجواء والمياه والأراضي اليمنية ويجعلها تحت الوصاية الدولية ويجرم اي دولة تدخل لإنقاذ اليمنيين من ذلك التحالف الدولي الغاشم وذلك العدوان الكوني الذي يؤكد مؤرخون وعسكريون أنه لم يسبق مثله بالتاريخ.
وفي تلك الأثناء اعلن من يسمى "ناطق" تحالف الحرب على اليمن "العسيري" ان الحرب على اليمن لن تستغرق اياما قليلة وفي أكثر تقدير بضع أسابيع - حد قوله - وبدأت الحرب ليلة السادس والعشرين من مارس قبل ثماني سنوات وتم منذ الوهلة الأولى قصف المطارات والموانئ اليمنية وتدميرها بمختلف محافظات الجمهورية وفي مقدمتها العاصمة اليمنية صنعاء وتم تدمير منظومة الصواريخ والمطارات العسكرية وقصف قيادات المعسكرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية وتدشين البدء بالغارات الجوية لدول تحالف العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي الغاشم الذي استباح كل شيئ (المنشآت الحكومية ومشاريع البنى التحتية) دون استثناء وتمادى الى المصانع والمنشآت الخاصة ودور العبادة ومنازل مواطنين أبرياء وحتى صالات الأفراح والعزاء واماكن تجمعات الناس دون مراعاة لأدنى معايير الإنسانية والقوانين الدولية التي تحرم وتجرم قصف المدنيين.
استمرت عمليات القصف العدوانية النازية لتحالف العدوان الكوني على اليمن ليل نهار مخلفة جرائم يندي لها الجبين وسط صمت أممي ودولي معيب ومهين ووسط تخاذل المجتمع العربي والدولي. وبعد انطلاق العدوان على اليمن هب اليمنيون هبة رجل واحد معلنين النفير العام والالتفاف خلف قيادتهم الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حمل على عاتقه اعلان مواجهة ذلك العدوان، وتشكلت اللجان الشعبية والألوية العسكرية التي تكاتفت مع تلك اللجان الى جانب التلاحم الشعبي الكبير في دعم جبهات القتال ودعم الصمود اليمني الكبير الذي نكس رأس دول تحالف العدوان وأفشل مخططاتها في احتلال اليمن في غضون ايام كما كانت تعلن.
صمد اليمنيون لسنوات رغم العدوان والغارات والحصار البري والبحري والجوي وظلت دول تحالف العدوان تتخبط في مبرراتها ما بين التحجج بالقضاء على "إيران" باليمن وما بين إعادة ما اسمتها الشرعية التي احتجزت قياداتها بالرياض وما بين مبررات شتى باءت جميعها - حسب معطيات الواقع - بالفشل الذريع .وبعد ثماني سنوات من العدوان والحصار تغيرت المعادلة واستطاعت صنعاء ان تغير تحول موقعها من الدفاع إلى الهجوم وباتت تمتلك القوة الصاروخية التي تحوي في طياتها - حسب خبراء عسكريين - صواريخ نوعية وطيران مسير "الدرونز" التي باتت تصل إلى العمق السعودي والإماراتي وأضحت تلك القوة قادرة على قصف المنشآت النفطية السعودية وبدقة عالية وهو الأمر الذي أجبر السعودية وبقية قادة تحالف العدوان على وقف هجماتهم الجوية على صنعاء
وعشية الذكرى الثامنة للعدوان على اليمن أو ما يتسمى عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس 2015م كشفت جهات حقوقية عن إحصائية خسائر اليمن البشرية والبنية التحتية خلال 8 سنوات من العدوان والحرب على اليمن التي يقودها تحالف دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وأعوانه وأدواته. وقال مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية في صنعاء أن إجمالي الخسائر البشرية والجرحى خلال سنوات العدوان والحرب على اليمن هي على النحو التالي : ـ
إجمالي القتلى 18,140 و 30,254 جريحا ومصنفة كالتالي:
4,079 شهيدا من الأطفال
4,790 جريحا من الأطفال
11,603 شهداء من الرجال
22,476 جريحا من الرجال
2,458 شهيدة من النساء
2,988 جريحة من النساء
وأضاف المركز في تقريره إن خسائر البنية التحية في اليمن خلال 8 سنوات من الحرب على اليمن واليمنيين بلغت على النحو التالي : ـ
استهداف 15 مطارا
استهداف 16 ميناء
استهداف 346 محطة ومولد كهرباء
استهداف 617 شبكة ومحطة اتصال
استهداف 2,105 منشآت حكومية
وفي الإطار نفسه كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع عن حصاد ثمانية أعوام من الصمود والمواجهة مع قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي. واستعرض العميد سريع، في مؤتمر صحفي مؤخرا بصنعاء، إحصائيات ثماني سنوات من العدوان وعمليات القوات المسلحة .. موضحاً أنه ومنذ اللحظة الأولى استجاب اليمنيون لنداء قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للتحرك لمساندة المرابطين في جبهات التصدي والمواجهة لتحالف العدوان والدفاع عن السيادة الوطنية.
وبين أن عدد الغارات التي شنها تحالف العدوان عبر طيرانه الحربي الأمريكي وكذا البريطاني بلغت أكثر من 274 ألفاً و302 غارة، منها 59 غارة خلال العام الأخير من العدوان .. مشيراً إلى أن هذه الأرقام ليست سوى ما تمكنت الجهات المختصة في القوات المسلحة من رصده وإلا فالرقم أكبر من ذلك بكثير. ولفت إلى أن هذه الغارات أدت إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير الأعيان العامة والخاصة كما استهدفت أيضاً القوات المسلحة اليمنية بقصف واستهداف معسكراتها ومنشآتها وقواعدها. وأفاد العميد سريع بأن القوات المسلحة واجهت تحالفاً إجرامياً قادته فعلياً وعملياً الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إدارة الضباط الأمريكيين والبريطانيين لغرف عمليات التحالف، وتولى الأمريكي تحديد الأهداف وإدارة النشاط التجسسي والرصد والمراقبة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات والدعم اللوجيستي وتدريب أدواته على قتل اليمنيين وتم تخصيص مراكز محددة وقواعد عسكرية مهمتها فقط تدريب الطيارين على قتل اليمنيين.
هل بات اليمن على أبواب هدنة طويلة تمهيدا لسلام شامل؟
يرى مراقبون أن أطراف الصراع الدائر في اليمن منذ 8 سنوات باتوا يرغبون في وقف الحرب بعد أن تلاشت طموحات الحلول العسكرية وتغيرت موازين القوى على الأرض، بجانب التوترات الإقليمية والدولية، ما أعطى زخما لزيارة الوفد العماني، الذي يسعى لحل الأزمة وخاصة أن السعودية والتحالف استجابوا لمطالب صنعاء تمهيدا لهدنة طويلة ومفاوضات حول الحل النهائي. وتعليقا على تطورات الأوضاع، يقول عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، إنه حتى اليوم لا توجد مسودة للتسوية الرسمية للحرب الدائرة في البلاد منذ 8 سنوات، وأن كل ما يجري الحديث عنه هو محاولة لحلحلة بعض القضايا العالقة، التي يجري التفاوض حولها منذ عدة أشهر.
وأضاف، في حديثه " الوضع في اليمن لم يصل إلى الحديث عن مبادرة للتسوية الشاملة وحل الدولتين، لأن قضية الوحدة أو حل الدولتين مرحلة للمستقبل وهي بعيدة ولم يطرحها أحد سواء كان أنصار الله أو الحكومة المستقيلة ولا حتى الانتقالي الذي يطالب بالانفصال" وأشار الشميري إلى أن ما يدور حاليا هو أحاديث حول تعويضات يطالب بها انصار الله من السعودية والتحالف، لكي يتم إيقاف الضربات من البحر والذهاب إلى هدنة جديدة، مشيرا إلى أن تلك الهدنة يدور الحديث عن أنها ستكون طويلة أكثر مما كانت عليه الهدن السابقة، وبعدها الحديث عن الملف الاقتصادي ومسار البنك المركزي اليمني.
وتابع: "كما تجري أحاديث تفصيلية بين التحالف وانصار الله حول المعابر ورحلات الطيران من مطارات صنعاء وغيرها، إضافة إلى وضع ميناء الحديدة والرواتب وتدفقات النفط، وهناك العديد من القضايا الفرعية التي يجري التباحث حولها، حيث تحاول سلطنة عمان بدعم أممي، أن تحث حكومة صنعاء على عملية التفاوض وتقديم بعض التَرضيات لهم للوصول إلى توافق محدد وليس تسوية نهائية. ومن جانبه يقول عادل الحسني، رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، إن الهدوء العام هو السمة الحالية في اليمن، والتصعيد ليس كبيرا من الطرفين، مشيرا إلى أن الوفد العماني الذي يزور صنعاء حاليا يسعى للوصول إلى هدنة طويلة الأمد. وأضاف الحسني، في حديثه، إن المفاوضات التي تجري منذ أسابيع بوساطة عمانية وأممية تسعى إلى تجاوز العقبات التي تقف في طريق حل الملف الإنساني المتعلق بالمرتبات والنفط وعملية توريد الإيرادات إلى البنوك اليمنية، علاوة على رفع الحصار المفروض على سفن الوقود والمواد الغذائية وزيادة الرحلات إلى مطار صنعاء.