الوقت- لا يخفى على أحد أن الأوساط الإسرائيلية تشهد حالة من الخوف والهلع بسبب تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية وفي مدينة نابلس حيث إن الضفة الغربية المحتلة تعيش منذ فترة طويلة على صفيح ساخن وبالأخص في الفترة الأخيرة، وبالتالي ونتيجة للعمليات التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني فإن القلق الأمنيّ الإسرائيليّ من المقاومين في نابلس وبالتحديد مجموعة “عرين الأسود”، قد وضع تل أبيب امام العديد من السيناريوهات الخطيرة حيث تتحدث وسائل الإعلام العبرية أن العمليات وكرة اللهب والغضب الفلسطيني يمكن أن يقلب الامور رأساً على عقب،الإعلام العبريّ تحدث خلال الأيام الماضية عن خطر محتمل في الضفّة الغربيّة المُحتلّة فما تخشاه القيادة الإسرائيلية هو اندلاع شرارة اللهب وقيام المقاومين بعمليات ضدها .
وفي هذا السياق ومن خلال التصريحات على وسائل الإعلام الصهيونية يتبين تصاعد المخاوف لدى المسؤولين في الجهاز الأمني من اتساع رقعة عمليات إطلاق النار التي تشهدها الضفة حيث باتت تشكل الضفة الغربية بالنسبة للكيان الصهيونيّ نقطة أمنية ساخنة جدًا ويتم التعامل معهما بحذر شديد للغاية تماماً كالعاصمة الفلسطينية القدس، ووفقاً للإعلام العبريّ، فإن مخاوف الكيان الصهيوني من قيام المقاومة بعمليات سيضع المسؤولين الصهاينة امام وضع صعب حيث إنهم لا يملكون حلولاً لمواجهة هذا التهديد.
خوف الكيان الصهيوني من المقاومة يظهر في وسائل الاعلام العبرية
جميع الشواهد والأحداث الاخيرة تدل وبشكل قاطع أنّ المُقاومة في الضفة الغربية عائدة بقوة، فالحراك الفلسطيني الذي تشهده الضفة الغربية هو حراك مقاوم، شبه دائم وليس مرتبطاً بحالة معينة، وفي هذا السياق يتضح أن المقاومة في الضفة هي الآن على أشد ما يكون حيث سبق وأن اعترف الجِنرال غانتس في تصريحاتٍ صِحفيّة سابقة أن مدينتيّ نابلس وجنين تُشَكِّلان تحدّيًا خطيرًا مُعقّدًا "للجيش الإسرائيلي"، بسبب الدّعم الشّعبي الكبير الذي يحظى به الشّباب النّشطاء فيهما في إشارةٍ إلى الخلايا المُسلّحة في المدينتين، وخاصَّةً مجموعة “عرين الأسود” التي تأسّست في مدينة نابلس القديمة ومُخيّم بلاطة للاجئين كرَدٍّ على المجزرة التي ارتكبتها قوّات إسرائيليّة لتصفية ثلاثة شُبّان استَشهدوا بإطلاق 500 رصاصة على سيّارتهم، وكانَ يُمكن اعتِقالهم أحياء.
في تصريحات جديدة للكيان الصهيوني اعترفت وسائل إعلام صهيونية موخراً أنه إذا اجتمع 100 مقاتل فلسطيني مسلح معًا ، فيمكنهم تقويض الأوضاع الأمنية لإسرائيل.حيث حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية المؤسسات الأمنية من الوضع الحالي في الضفة الغربية وادعت أنه يمكن اليوم القول إن الضفة الغربية أصبحت مستودع أسلحة كبير و إمكانية السيطرة على عشرات الآلاف من الأسلحة وإذا كان هناك صراع حاد فسيكون صعبًا للغاية.
دلالات التحذيرات الصهيونية
إن التصريحات الاخيرة التي جاءت في وسائل الإعلام الصهيونية تثبت خوف الكيان الصهيوني من ان المقاومين قادرون على فرض معادلاتهم على العدو الصهيوني وأن العدو فشل في احتواء الوضع في الضفة حيث ان الضفة الغربية أصبحت عنوان المرحلة القادمة والتي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة حيث أعادت العمليات الاخيرة للمقاومة تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من القيام بعلميات منسقة و تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبّر المشهد مؤخراً عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها. وفي هذا السياق تصعيد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه يؤكد أن المقاومة لا تموت ولهذا من الواضح أن الكيان الصهيوني سوف يفشل في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في فلسطين بل ستزداد الأمور سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فمجموعة “عرين الأسود”، تشكل معادلة قوية في الصراع مع المستعمرين، وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق.
في الختام يمكن القول وبكل وضوح أن الأوساط الإسرائيليّة تعيش على كل مستوياتها، حالة هيستيريّة شديدة، وإنّ أكثر ما يثير الغضب الصهيونيّ حاليّاً، هو تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم .