الوقت- منذ قيام تركيا باسقاط القاذفة الروسية على الحدود السورية يسعى الروس الى تغيير قواعد اللعبة في المناطق السورية المحاذية لتركيا و تكبيل يد الاتراك و جعلهم عاجزين عن منع سيطرة الاكراد على المناطق الواقعة جنوب الحدود مع سوريا.
ونجح الروس في جعل الامور تسير على عكس ما كان يريده اردوغان و قد بادروا الى نشر صواريخ اس 400 التي تعتبر احد احدث انظمة الدفاع الجوي في العالم في ميناء اللاذقية حيث تغطي هذه المنظومة قاعدة اكروتيري الجوية البريطانية و قاعدة انجرليك الامركية في تركيا و كذلك فلسطين المحتلة و لبنان و الاردن.
وبنشر هذه الصواريخ ذهبت احلام اردوغان بايجاد منطقة عازلة او منطقة حظر الطيران في شمال سوريا ادراج الرياح بل اصبحت موسكو هي التي تفرض الان منطقة حظر للطيران في الاجواء السورية بالكامل و يقال ان الروس ينتظرون الان اقتراب المقاتلات التركية من الحدود السورية لاستهدافها و لذلك لم تقترب المقاتلات التركية من الحدود السورية منذ نشر هذه الصواريخ.
واضافة الى ذلك تستهدف القوات الروسية صهاريج النفط و الشاحنات التي تنقل الدعم للجماعات الارهابية على الحدود التركية السورية وهذا يقلص الارباح التركية من تجارة النفط مع داعش و ارسال هذا النفط الى الاسواق الدولية و الى الكيان الاسرائيلي، وقد بثت قناة "روسيا اليوم" تقريرا عن قيام تنظيم داعش باستخراج 20 الى 40 الف برميل نفط من الحقول النفطية في العراق و سوريا يصدر معظمه الى مدينة زاخو الكردية الواقعة بالقرب من محافظة شرناق التركية، و اشار التقرير ان مافيا تهريب النفط يشارك فيها تجار اكراد و اتراك و اسرائيليون و ان 70 الى 100 صهريج نفط يصل الى مدينة سلوبي التركية يوميا.
ورغم ذلك يمكن القول ان احد اهم الخطوات الروسية للرد على الاتراك هو سعيهم للاقتراب من الجماعات الكردية التي باتت تحظى بالدعم الامريكي و الدعم الروسي في آن واحد في وقت تعتبر تركيا هذه الجماعات بانها ارهابية وهي فرع سوري لحزب العمال الكردستاني.
ويبدو ان روسيا تريد الان دعم الاكراد للسيطرة على شرط يمتد 90 كيلومترا بين مدينتي جرابلس و عزاز بالقرب من الحدود السورية التركية و اذا تحقق هذا الامر فإن الاكراد سيصبحون قادرين على ضم القرى الكردية في شمال سوريا الى المناطق التي يسيطرون عليها في كوباني، ومن اجل تحقيق هذا الهدف يجب على الاكراد ان يسيطروا على مدينة جرابلس التي يحتلها داعش الان.
وقد انتشرت خلال فصل الصيف الماضي تقارير عن استعداد الاكراد للهجوم على جرابلس و هذا اثار ردة فعل الاتراك الذين هددوا بالتدخل المباشر معتبرين سيطرة الاكراد على هذه المنطقة خطا احمر، لكن روسيا الان افهمت تركيا بانها لن تتردد في استهداف القوات التركية في حال اقدمت على اي تدخل في سوريا و لذلك من المستبعد ان يستطيع الاتراك فعل شيء في البر او الجو اذا اقدم الاكراد على السيطرة على تلك المنطقة.
ومن جهة اخرى تشن الطائرات الروسية غارات مكثفة على معاقل الجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا في شمالي سوريا و خاصة في ريف اللاذقية وهي جماعات مكونة من عناصر تركمانية سورية مدعومة بالمال و السلاح التركي، وقد اكد الخبراء و المراقبون ان القضاء على هذه الجماعات سيضعف الادوات التركية و دور انقرة في سوريا خلال الفترة المقبلة.