الوقت- عندما تتطرق دول الغرب بدءا من أمريكا و بريطانيا مرورا بالكيان الاسرائيلي و انتهاء بدول الجوار كالسعودية إلى سيناريوهات كتوجيه ضربة عسكرية أو فرض حرب على إيران يحتل الحديث عن إغلاق مضيق «هرمز» الاستراتيجي مساحات واسعة. فصار مألوفاً الكلام عن أهمية المضيق و تداعيات إغلاقه، و لكن التدقيق في قدرات الجمهورية الاسلامية الفعلية على أداء هذه الورقة يبقى محل تشكيك من البعض ما لم يجرِ التدقيق في ما تملكه البحرية الإيرانية من أسلحة وعتاد في هذه المنطقة من العالم. فقد طوّرت البحرية الإيرانية عقيدتها العسكرية استناداً إلى مفصلين تاريخيّين مهمّين في العصر الحديث: الحرب الإيرانية - العراقية، و العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 بعيد حرب تموز مباشرةً، أُعطي الحرس الثوري صلاحيات واسعة في تعزيز القدرات البحرية الإيرانية في الخليج و بحر عمان، و مضيق «هرمز» تحديداً، الذي يقلق إغلاقه العالم اجمع. و مع أن طهران لم تعلن «رسميّاً» نيتها تعطيل مضيق هرمز في حال نشوب حرب عليها، فإن نوعية التسليح الذي نالته البحرية الإيرانية في السنوات الأخيرة، تؤكّد صحة الهواجس.
تمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالفعل قوات بحرية مدربة و مجهزة بأعلى التقنيات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تحتل الموقع الأول بين نظيراتها في المنطقة، بدليل أن القوات البحرية الايرانية بدأت تتواجد في المياه الدولية للدفاع عن مصالح ايران، ودول المنطقة لا قدرة لديها على القيام بمثل هذا الدور. في الواقع، ووفقاً لنظام تصنيفات المجلات العلمية، كتب الإيرانيون في عام ٢٠١٣ مقالات أكاديمية حول هندسة الطيران أكثر من الروس.
الجهوزية التامة
و تأكيدا على قدرة ايران العالية في المجال البحري فقد أعلن قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأميرال حبيب الله سياري في يوم البحرية الايراني الجمعة الفائت، أن هذه القوات في أعلى مستويات الاقتدار والتجهيز، وأنها تحتل الموقع الأول بين نظيراتها في المنطقة من ناحية التجهيزات و القوى البشرية. وأضاف أن القوات البحرية للجيش «بلغت مستوى اقتدار عالياً سواء فوق مستوى سطح البحر و تحته».
وقال العميد دهقان، في تصريح ادلى به للصحفيين خلال مراسم تسليم صواريخ كروز من طراز قدير، ان هذا الصاروخ البحري انتجته سواعد العلماء و المختصين الكفوئين في منظمة الصناعات الجوفضائية بوزارة الدفاع و تم تسليمه لاول مرة لبحرية الجيش الايراني.
واضاف، ان صاروخ قدير البحري يمتاز بمداه البعيد و اعداده و اطلاقه بسهولة و سرعة و التحليق على ارتفاع منخفض و الدقة في اصابة الهدف و قدرته التدميرية الفائقة و مقاومته للتشويش الالكتروني. وتابع: ان وزارة الدفاع وضعت على جدول اعمالها الدائم و المستمر تزويد القوات المسلحة بالاسلحة المتطورة و ذات التكنولوجيا الفائقة. و اعتبر وزير الدفاع ان المعدات المتطورة الى جانب الروح التعبوية و الاستشهادية و الادارة الجهادية و الاهداف الالهية السامية و الحضور الواعي للشعب الايراني تشكل عناصر رئيسية لقوة الردع الايرانية و الاعداء يدركون تماما ان اي اجتراء وعمل غير عقلاني سيواجه برد فعل عنيف يجعلهم يشعرون بالندم.
هذا و قد سلمت وزارة الدفاع الايرانية دفعة كبيرة من صواريخ كروز البحرية من طراز قدير المحلية الصنع لسلاح البحر بحضور وزير الدفاع العميد حسين دهقان و قائد القوة البحرية للجيش الادميرال حبيب الله سياري بمناسبة يوم البحرية.
ويستطيع صاروخ "قدير" اصابة الأهداف البحرية بدقة عالية من الساحل والبحر، و له قدرة تدميرية هائلة و يبلغ مداه 300 كم، كما يمكن اطلاقه من الزوارق و المروحيات و منصات الصواريخ، ما يسهل عمل عمل القوات الإيرانية و يزيد قدراتها، كما يتميز بجهاز السونار الذي يجعله يقوم بأداء مهمته دون انتشار الذبذبات.
إن المعلن من قدرات إيران البحرية الصاروخية، هو جزء من هذه المنظومة، فهناك الكثير من الصواريخ غير المعروفة على وجه اليقين حتى الآن، ولا يستطيع أحد أن يجزم طبيعتها و مداها و قدرتها التدميرية، إلا أن المعلوم أن طهران لم تعتد منذ انتصار ثورتها على أي دولة مجاورة، و أن القيادات العسكرية و السياسية في إيران أكدت مراراً و تكراراً أن هذه الصواريخ لا تستهدف دول المنطقة، ما عدا الكيان الإسرائيلي.