الوقت- من على منبر الأُمم المتحدة أكّدَ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الحرب الإرهابية على بلاده قد فشلت. وشددَ في خطابه في الجمعية العامة على أن دمشق تبذل جهودًا جبّارة لتحسين الوضع الإنساني على الأرض، وإعادة بناء ما دمّره الإرهاب، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين وتحرص على تقديم كل التسهيلات للأُمم المتحدة لتحسين وتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها. لكنهُ أشار إلى أن الغرب الذي دعم الجماعات الإرهابية وقام بتغذيتها تحت مزاعم نشر الديمقراطية والحرية في العالم، قام بعد هزيمة مشروعه بفرض الحصار على الشعب السوري ومنعه من الغذاء والدواء وذلك استكمالًا لمشروع الحرب على سوريا، حيث اتخذ الغرب شعارات الحرية ونشر الديمقراطية شمّاعة للقيام بها.
منذ عام 2011 ضخّت مئات المليارات من الدولارات على الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا وكان الهدف المباشر هو إسقاط الدولة السورية بهدف إسقاط محور المقاومة والممانعة في وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهذا الهدف لم يكن خفيًا أو متسترًا بل كان علنيًا وواضحًا للجميع، وخصوصًا بعد ارتماء الجماعات الإرهابية المسلحة في حضن كيان الاحتلال الإسرائيلي وظهر هذا الأمر واضحًا بعد دعم كيان الاحتلال للإرهابيين في القنيطرة ودرعا خصوصًا وأن بينهم كانت جماعات مثل النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا وجماعة داعش الإرهابية وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات المتطرفة، التي كانت ترتكب أبشع المجازر بحق الجيش السوري وحلفائه، لكنهم حمل وديع أمام الصهيوني الذي يمدهم بالسلاح والمال والطبابة وكانت زيارات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إلى مخميات المسلحين ضمن الأراضي المحتلة خير دليل على ذلك.
وكان هدف هذه الجماعات التي وصفها الغرب "بالمعتدلة" تدمير بنية الدولة السورية والمراكز الخدمية فيها مثل المستشفايات لعل أبرزها مستشفى الكندي في حلب، إضافة إلى تدمير محطات توليد الكهرباء في حلب وحمص ودمشق وريفها والساحل ومعظم الأراضي السورية وهو ما أثر سلبًا على حياة المواطنين حيث باتت الكهرباء شبه معدومة في البلاد، ناهيك عن تدمير نقاط الدفاع الجوي للجيش السوري وهو ما سمح لطيران الاحتلال الإسرائيلي بشن غاراته على البلاد بصورة دورية لأن عملائه على الارض دمروا الدفاع الجوي الذي كان يقف سدا منيعا امام الة الحرب الصهيونية.
الإرهابيون في سوريا تلقوا دعمًا ماليًا سخيًا وذلك إلى جانب الآلة الإعلامية الجبارة التي رافقتهم وكانت تمجد بأعمالهم الإرهابية ليلًا ونهارًا وتصف جرائمهم بالإنجازات مثل قتل المدنيين وحصارهم وقصفهم وقطع المياه عنهم وقتلهم على الهوية بصورة طائفية، إضافة إلى الدعم العسكري الكبير والسخي أيضًا حيث كانت الأسلحة تصل جديدة من المصانع الأميركية إلى يد الإرهابيين مثل صواريخ التاو وغيرها ناهيكَ عن الإحداثيات العسكرية التي كانت الولايات المتحدة تزود بها إرهابيها على الأرض حيثُ تقول لهم أين يوجد الجيش السوري وقوافله العسكرية وذلك بعد متابعته عبر الأقمار الإصطناعية، إضافة إلى التدخل العسكري الأميركي المباشر إذا لزمَ الأمر، مثلًا في دير الزور عام 2016 كان الجيش السوري قد تقدمَ حتى يحرر المحافظة من جماعة داعش الإرهابية، إلا أن الطيران الحربي الأميركي تدخل لصالح الإرهابيين وقصف جبل الثردة النقطة التي كان يتمركز فيها الجيش وتعتبر نقطة مركزية وحساسة لهُ ما أدى إلى استشهاد أكثرَ من 80 جنديًا وإصابة العشرات، وهذا القصف أدى إلى فشل الهجوم وقيام داعش بهجوم مضاد واحتلالها لنقاط إضافية، وظهر الدعم العسكري المباشر في الجنوب السوري فكلما تقدم الجيش في درعا والقنيطرة كانت أميركا تدخل على الخط وتعيد الكفة لصالح الإرهابيين مرة أُخرى.
هذا الدعم لم يكن كافيًا لأن تنتصر هذه الجماعات على الدولة السورية، التي قامت بدعم مباشر من حلفائها ول سيّما إيران وروسيا في استعادة السيطرة على أكثرَ من سبعين في المئة من أراضي البلاد، وتسهيل عودة اللاجئين وإعادة إعمار البلاد بدعم أيضًا من الحلفاء سواء في طهران أو موسكو وهذا الانتصار لم يكن بسيطًا أو قليلًا بل دفع فيه السوريون وحلفاؤهم ثمنًا كبيرًا وكلفهم عشرات الاف الشهداء والجرحى، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يزالون يدعمون الإرهابيين واستراتيجيتهم هذه المرة كانت تقسيم البلاد وتشكيل كيانات انفصالية بعدة مناطق فيها بهدف إضعاف الدولة والسيطرة على المناطق الحساسة فيها وذات الثروة الباطنية مثل المنطقة الشرقية واحتلال الولايات المتحدة هناك لحقول النفط والغاز والأراضي الزراعية.