الوقت- تتزايد التحضيرات في السعودية، للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، وسط تقديرات بأن الزيارة إلى السعودية ستفتح عهدا جديدا من العلاقات مع السعودية، استمرارا لمسلسل التطبيع الذي شرع به الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي هذا السياق وحسب وسائل الإعلام خلال أقل من شهر، وفي 13 تموز/ يوليو، سيقوم بايدن بأول زيارة له لإسرائيل رئيسا للولايات المتحدة، بعد ما يقرب من 49 عاما من زيارته الأولى في عام 1973.
في سياق التحضير للتطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني قال مسؤولون أميركيون إنّ الولايات المتحدة تعكف حالياً على صياغة "خريطة طريق" للتطبيع بين السعودية و"إسرائيل" سيطرحها الرئيس جو بايدن، خلال زيارته لتل أبيب والرياض، منتصف يوليو/تموز المقبل. حيث نقلت بعض وسائل الإعلام عن أربعة من كبار الموظفين الأميركيين، ضمن المسؤولين عن إعداد الخريطة، أنّ بايدن سيبحث تطبيق خريطة الطريق المتعلقة بالتطبيع مع المسؤولين السعوديين والإسرائيليين خلال الزيارة، حيث شددوا على أنه من غير المتوقع أن يتم الإعلان عن اتفاق بشأن التطبيع قبل الزيارة.وتوقع المسؤولون الأميركيون أن توافق السعودية على "تطبيع تدريجي" يتخذ الحكم في الرياض في إطاره قرارات تخدم المصالح الإسرائيلية. وضمن التنسيق السعودي الصهيوني الامريكي ، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية،عن توجه وفد من زعماء يهود أمريكا إلى السعودية، وبحث سبل التعاون مع المنظمات الإسلامية.
وفد من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية يزور السعودية
تناقلت وسائل الإعلام والمواقع الإعلامية اخباراً عن زيارة وفد من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية إلى السعودية، حيث تعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها..فالوفد من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية الذين توجهوا إلى السعودية كما تم الإعلان لبحث التعاون مع المنظمات الإسلامية، في السياق نفسه قالت صفحة "إسرائيل بالعربية" في تغريدة على "تويتر" "لأول مرة توجهت بعثة من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية إلى السعودية للحوار حول الأديان السماوية وإمكانية التعاون بين المنظمات الإسلامية واليهودية وأضافت الصفحة التابعة للخارجية الإسرائيلية إن البعثة التقت عددا من المسؤولين السعوديين وذكرت أنهم التقوا وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد آل عيسى ،صفحة "إسرائيل بالعربية" أشارت ايضاً إلى أن أكثر ما استقطب دهشة البعثة هو إمكانية متابعة الأخبار على المواقع الإسرائيلية بمطلق الحرية.
الزيارة ودلالات توقيتها
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن زيارة وفد من زعماء الجالية اليهودية الأمريكية إلى السعودية، والتقت عددا من المسؤولين السعوديين وذكرت أنهم التقوا وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد آل عيسى. فما حقيقة هذه الزيارة ودلالات توقيتها؟
في الحقيقة فإن التواصل بين السعودية و"إسرائيل" وإعلان الأمر على الملأ فى الوقت الراهن أصبح واضحاً وتأتي هذه الزيارة ضمن التنسيق مع الجهات السعودية . حيث إن الأجواء العربية في بعض الانظمة العربية باتت مهيأة لتواصل من ذلك القبيل، وخصوصا بعد شيوع الادعاء بأن العدو لم يعد إسرائيل ثمة احتمال آخر ربما أسهم فى الانفتاح العلنى بين الرياض وتل أبيب، يتمثل فى الوضع المستجد لجزيرتى تيران وصنافير بعد ضمهما إلى السعودية. إذ إنها أصبحت بمقتضى ذلك طرفا فى اتفاقية كامب ديفيد. ذلك أن موقع الجزيرتين وتحكمهما فى مدخل البحر الأحمر يمثل أهمية استراتيجية بالغة الأهمية لإسرائيل، الأمر الذى يضفى عليهما وضعا عسكريا خاصا، ربما اقتضى «تفاهما» مع السعوديين.
تحرك واضح في ملف التطبيع
يشير محللون سياسيون الی وجود تحرك في ملف التطبيع وان هناك شيء يحضر في الفترة القادمة.ويبين محللون سياسيون ان ادارة بايدن عند وصولها الى البيت الابيض اوحت بانها هي غير متحمسة لاستكمال ما كانت قد بدأته ادارة ترامب، لكن المتغيرات التي حصلت دفعت الولايات المتحدة لتعديل في اجندته أو ترتيب موضوع الاولويات، فعادت لتحريك مسألة ان يكون هناك تقارب اسرائيلي سعودي علني اكثر من اي وقت مضى.المتغيرات هي الحرب في اوكرانيا والمسعى الروسي للدخول الى المنطقة، وفي السياق نفسه وحول مسألة زيارة بايدن للسعودية ان اكثر من وسيلة اعلام ديموقراطية في اميركا تؤكد انه سيكون هناك زيارة لبايدن للسعودية والهدف الحديث عن التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني.
في السياق نفسه هناك تسريبات حول مسعى لعقد قمة اقليمية تحضرها السعودية والكيان الصهيوني والامارات والدول المطبعة وربما تحصل في شرم الشيخ على غرار قمة 1996. حيث انه يبدو بشكل واضح ان هناك عملية تسريع وضعت عملية التطبيع السعودي-الاسرائيلي على نار حامية لترافق التغيرات العامة الشاملة في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا بين الدول العربية والكيان الصهيوني.
في الختام يمكن القول ان السعودية كانت إلى فترة قريبة خجولة في سياستها العامة ولكن يوماً بعد اخر يتبين ان هناك عملية تسريع تريدها الولايات المتحدة و"اسرائيل". نحو التطبيع مع السعودية، حيث انه لم يبق من الدول الكبرى العربية سوى السعودية التي كانت تخجل اعلامياً في السابق من التطبيع رغم وجود علاقات سرية، فتمرير التطبيع السعودي - الاسرائيلي في عهد بايدن هو ممكن الى حد ما، لأن التطبيع في أي حال هو عمل وفق شروط الولايات المتحدة، والهيئة الاسلامية في السعودية هي مجرد مرتزقة يرتدون عمماً لا قيمة لهم في نهاية الامر في القرار السياسي.
وهنا لابد من الاشارة إلى أن الكيان الصهيوني يعتمد بشكل كبير على عودة العلاقات الاميركية السعودية الى طبيعتها ، حيث ينتظر الكيان بفارغ الصبر زيارة بايدن الى السعودية لتحريك عجلة التطبيع العلني بشكل اكبر و بالنسبة للكيان الصهيوني فان التطبيع مع السعودية سيكون هو درة تاج الاتفاقات لما تمثله السعودية في المحيط العربي والاسلامي ولكن هكذا خطوة لن يتخذها محمد بن سلمان بسهولة على الرغم الكثير من التسهيلات التي يقدمها للسير بعملية التطبيع، وقد تكون زيارة بايدن الى السعودية لما تمثله من عصا وجزرة في آن واحد هي الدافع الاساسي لتحويل اتفاق التطبيع من السر الى العلن.