الوقت- بعد مرور سبعة أعوام من تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، بدأ الشارع الشعبي في المدن الخاضعة لسيطرة ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي المدعومَ من السعودية والإمارات، بالخروج في احتجاجات تطالب بتحسين الخدمات والظروف المعيشية.حيث قال المحتجون إن التحالف الإماراتي وحلفاءه المحليين في مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي يقفون خلف أزمات انهيار العملة المحلية والنقص في المشتقات النفطية، وتردي خدمات المياة والكهرباء، وتراجع مستوى المعيشة، إثر سيطرتهم على الوضع في المحافظات الجنوبية المحررة.
الاحتجاجات التي خرجت موخراً عبرت عن حالة الاحتقان والغضب الذي يعيشه الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية التي توجد فيها قوات إماراتية وسعودية، ومن الجدير بالذكر أن أبناء المحافظات الجنوبية يعيشون مأساة كبيرة منذ وجود القوات الاجنبية هناك، حيث إن الظروف الأمنية ليست على مايرام بل إن الاغتيالات خلال السنوات الماضية في تلك المناطق كانت مسيطرة على المشهد هناك، ونتيجة لما تم ذكرة فإن الاحتجاجات تتواصل يوماً بعد آخر ضد القوات السعودية في جنوب اليمن.
موجة غضب
نزل المواطنون اليمنيون إلى الشوارع احتجاجاً على تحالف العدوان السعودي والوضع الاقتصادي غير المواتي وأزمة الكهرباء وانعدام الأمن في محافظة عدن.وحسب التقارير الواردة لوسائل الإعلام المختلفة فقد أغلق المتظاهرون الغاضبون عدداً من الشوارع الرئيسية في عدن احتجاجاً على تدهور أوضاع المواطنين والوضع الأمني، وشهدت شوارع عدن ، مظاهرات حاشدة ، دعا فيها محتجون إلى الإطاحة بالحكومة التابعة للرياض ومحاكمة الفاسدين ، وحملوا تحالف العدوان السعودي والمجلس الرئاسي مسؤولية الأزمة الحالية.
من جهةٍ اخرى فقد هدد المحتجون بتصعيد الاحتجاجات إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم. كما طالب المتظاهرون بتحسين الخدمات بما في ذلك في مجال الكهرباء الذي يشهد زيادة كبيرة في انقطاع التيار الكهربائي.وكانت مصادر مطلعة في الحكومة اليمنية المستقيلة قد أعلنت في وقت سابق أن السعودية شكلت جماعة متشددة جديدة لتحل محل الجماعات الإماراتية المتشددة في عدن.وحسب المصادر ، تستعد القوات الجديدة المعروفة بـ "قوات اليمن السعيد" للسيطرة على مدينة عدن.وهنا تجب الاشارة إلى أن النظام السعودي شن حرباً منذ أكثر من سبع سنوات على اليمن ، إلى جانب عدة دول عربية أخرى تابعة له. وسقط خلال هذا العدوان آلاف القتلى والجرحى من اليمنيين ، ولحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية للبلاد.
رفع شعارات ضد السعودية في جنوب اليمن
أطلق مئات المتظاهرين خلال المظاهرات التي خرجت في جنوب اليمن، هتافات معارضة ورافضة لوجود وسياسة السعودية في اليمن.وهتف المتظاهرون الذين طالبوا التحالف السعودي الإمارتي بترك اليمن، بشعارات التحالف السعودي وطالبوه بالخروج من جنوب اليمن، وحسب نشطاء في مواقع التواصل فإن المنطقة التي شهدت التظاهرات والهتافات ضد الرياض وسياسات ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي التابع للسعودية ، هي التي انطلق منها الكفاح المسلح ضد الإنجليز عام 1963.وفي السياق نفسه فقد قالت مصادر مطلعة في وقت سابق إن عمليات تهريب جرت لشحنات أسلحة كبيرة عن طريق البحر، الذي تُشرف عليه قوات التحالف السعودي الإماراتي، وصلت إلى أيدي بعض الجماعات الإرهابية في منطقة أحور بأبين حيث يتم بيع السلاح وتوزيعه على شخصيات ترتبط بحزب الإصلاح والميليشيات المتطرفة في محافظة شبوة.وعزز هذه الأنباء الصحفي الجنوبي البارز صلاح بن لغبر في تغريدة له أشار فيها إلى وصول سفينة أسلحة جديدة "بالقرب من سواحل شقرة بمحافظة ابين، وتقوم قوات من القاعدة والاخوان بنقل الاسلحة بقوارب صغيرة ويستخدمون سيارات مدنية، باتجاه العرقوب".
في الختام تأتي هذه التطورات والمظاهرات ضد السعودية ، في وقت عززت القوات التابعة لمجلس القيادة الرئاسي وجودها في مدينة عدن ، فالاحداث التي تشهدها المحافظات الجنوبية بسبب غلاء المعيشة وانهيار الخدمات الضرورية للمواطنين في الكهرباء والصحة والمشتقات النفطية تحدث تحت مظلة ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي. وفي السياق نفسه يبدو أن المحافظات المحتلة من قبل السعودية سوف تظل تعاني من تردي الخدمات وانعدام المشتقات النفطية، في ظل تصارع مجلس القيادة الرئاسي مع ميليشيات المجلس الانتقالي، وهذا بدوره سوف يزيد من حالة الغضب الشعبي العارم حيث كشف ناشطون في محافظة عدن عن استعدادات واسعة للتصعيد الشعبي احتجاجا على انعدام مادة الغاز المنزلي في المحافظة، وقال الناشطون إن أبناء عدن يستعدون للخروج في مسيرات كبيرة مناهضة للسلطة المحلية التي فرضها العدوان السعودي الإماراتي.