الوقت- احرق محتجون من أفراد الأمن الإطارات أمام مصرف الإنماء وسط مدينة عتق محافظة شبوة بعد تأخر مرتباتهم صباح يوم أمس الخميس. وقالت مصادر محلية ان العشرات من أفراد الأمن قاموا باشعال النيران أمام شركة الانماء للصرافة بمنطقة النصب بمدينة عتق وذلك بعد تأخر صرف مرتباتهم. وأضاف ان ثلاثة أطقم من قوات دفاع شبوة توجهت إلى موقع الحادث بعد إحراق الإطارات لمحاولة احتواء الأمر. وقالت المصادر ان قوات دفاع شبوة قامت بمصادرة هاتف الصحفي "جمال شنيتر" مراسل قناة الغد المشرق ومحاولة اعتقاله بعد محاولته تغطية الاحتجاجات. ولفت أن أفراد الأمن المحتجين رفضوا السماح باعتقال الصحفي "جمال" كونه صحفي وجاء لتغطية الاحتجاجات السلمية لأفراد الأمن.
كما دعت قيادات أمنية وعسكرية في ردفان بلحج إلى التصعيد ضد حكومة المناصفة احتجاجا على انقطاع الرواتب وتردي الخدمات. واتهم العسكريون خلال لقاء موسع لهم في الحبيلين، حكومة المناصفة والتحالف بالتنصل من مسؤولياتهم تجاه ما يعانيه العسكريون والأمنيون في المحافظات الجنوبية من انقطاع الرواتب التي تمثل المصدر الوحيد لإعالة أسرهم. وهدد العسكريون والأمنيون باحتجاجات واعتصامات مفتوحة في الحبيلين بردفان وعدد من المحافظات الجنوبية. وكان الألاف من العسكريين التابعين للإنتقالي خرجوا في عدن ولحج وعتق وقاموا بقطع الطرق الرئيسية واحتجزوا القاطرات احتجاجا على استغناء الإمارات عنهم وإيقاف مرتباتهم.
ولقد استغل حلفاء الإمارات في جنوب اليمن الاحتجاجات المناهضة للتحالف وحكومة هادي على خلفية ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة المحلية، للتهديد بالاستيلاء على إيرادات المحافظات الجنوبية بحجة فساد الحكومة. ورغم أن الاحتجاجات في محافظات الجنوب موجهة ضد التحالف وحكومة هادي المستقيلة والمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات إلا أن الأخير استغل الموجة لتصفية حسابات سياسية مع حكومة هادي، حيث هدد محافظ حضرموت يوم الخميس "سالمين البحسني" القيادي بالمجلس الانتقالي الموالي للإمارات بوقف شحنات النفط في محافظة حضرموت التي تنتج نحو 100 ألف برميل يوميا إذا لم تستجب الأخيرة لمطالب المتظاهرين الذين يحتجون على تدهور الأوضاع الإقتصادية.
لقد أدت سياسات "الاستقرار" الإماراتية إلى زيادة الفجوة الداخلية في اليمن بشكل كبير. وساعد دعم أبوظبي للانفصاليين الجنوبيين والوكلاء العسكريين الآخرين على إثارة التوترات في بلد مفكك بالفعل، وفي يناير/كانون الثاني الماضي، اشتبكت المليشيات الجنوبية التي تدعمها أبوظبي مع قوات هادي الحكومية في عدن. ولقد فشل دعم الإمارات لانفصال الجنوب في تكوين أي نوع من الوحدة، إذ قدمت أبوظبي الدعم لمجموعات مختلفة، مثل قوات النخبة الحضرمية، التي ترغب في استقلال حضرموت بدلا من توحد جنوب اليمن، والتي ارتكبت اعتداءات أيضا مثل الاعتقالات التعسفية
وتستمر الإمارات في التدخل بشؤون الجنوب وبشكل سافر محاولة تمكين بقايا نظام عفاش من الجنوب حيث كشف تقرير للصحافة المحلية اليوم الثلاثاء عن تحضير إماراتي لقوات عسكرية وأمنية يمنية تابعة لجناح عفاش بالمؤتمر سيتم نشرها قريباً في عدن، في مؤشر على بدء التحالف طي صفحة الانتقالي الجنوبي الذي ظل تابعاً منذ تشكيله للإمارات. وعلى الرغم من تنفيذ الانتقالي للأجندات الإماراتية إلا أن التحالف عازم هذه المرة على طي صفحته عسكرياً وسياسياً مقابل تمكين جناح عفاش بالمؤتمر من العودة للسلطة من جديد ولكن في الجنوب فقط.
وحسب ما كشف اليوم فإن أبوظبي تستضيف منذ مدة عدداً كبيراً من العناصر العسكرية التابعة لطارق عفاش التي كانت منضوية ضمن ما يسمى بـ”المقاومة المشتركة بالساحل الغربي” في إمارة الشارقة حيث يجري تدريبهم وإخضاعهم لدورات أمنية على أيدي مدربين وخبراء أمريكان، حيث تعتزم أبوظبي نشرهم في مدينة عدن كقوة أمنية بديلة عن فصائل الانتقالي الجنوبي الذي تضغط السعودية لإخراجهم من عدن. المصادر التي سربت المعلومات المنشورة بتقارير عدة في وسائل إعلام محلية، كشفت أن القوة الأمنية الجديدة التي يجري التحضير لاستكمال تدريبها وإعادة نشرها بعدن مشكلة من خليط من العناصر المنتمية لمحافظات يمنية مختلفة من الشمال والجنوب. كما كشفت المصادر إن هذه القوة المختار عناصرها بعناية، كان معيار اختيارها بناءً على مدى الولاء التام للإمارات.
ويبدو أن الإمارات استغلت اشتراط حكومة هادي المستقيلة لإخلاء عدن من عناصر الانتقالي الأمنية والعسكرية مقابل عودتها إلى المدينة، للإطاحة بقوات الانتقالي داخل عدن واستبدالها بقوات طارق عفاش المؤتمرية الموالية لها والتي تعد من وجهة نظر الإمارات أكثر ولاءاً وتبعية لها من الانتقالي الجنوبي، الذي ترى أبوظبي والرياض أن تمسك بعض قياداته العسكرية والسياسية بمطلب الانفصال معضلة ومؤشر على أن الانتقالي قد يتمرد في يوم ما على الإمارات خاصة مع وجود انقسامات داخل الانتقالي الجنوبي بين من يدين بالولاء التام للإمارات وبين من يعتبر أن علاقة الانتقالي بالإمارات يجب أن تظل تحت سقف الأهداف التي يسعى لها المجلس وألا يكون الانتقالي مطية فقط لبلوغ الامارات مطامع غير مشروعة لها في الجنوب.
إن الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى بسط نفوذها في اليمن. على هذا الأساس، أنشأت الإمارات قوات الحزام الأمني التي تضم عددا من الجماعات المتطرفة، على غرار قوات الإمام النوبي المتورطة في عمليات اغتيال العديد من الناشطين السياسيين. كما تقوم هذه القوات باختطاف وتعذيب الناشطين العلمانيين بحجة أنهم ملحدون. ولقد أشارت العديد من التقارير إلى أن الإمارات العربية المتحدة تحاول تلميع صورتها أمام الغرب عن طريق اللوبيات الغربية، لتظهر في ثوب قوة إقليمية تدعم الاقتصاد الحر والأنظمة الديمقراطية، ناهيك عن أنها تعد وجهة مفضلة بالنسبة للكثير من السياح الأجانب. ومن جهتها، تشيد العديد من الدول الغربية بالجهود التي تبذلها الإمارات في مكافحة الإرهاب، ولعل ذلك ما جعل وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، يطلق عليها لقب "أسبرطة الصغيرة".
وأشارت تلك التقارير إلى أن التدخل العسكري في اليمن لا يعكس الصورة الإيجابية التي تحاول أبوظبي إظهارها للعالم، ولا سيما أن الإمارات توفر الدعم المالي والأسلحة لقوات الحزام الأمني التي تتكون من مجموعة من الانفصاليين والعناصر السلفية، وبعض العناصر المتطرفة. وحيال هذا الشأن، أورد أحد السياسيين اليمنيين المحايدين أن "السلفيين يعدون الطرف الأقوى في صلب قوات الحزام الأمني، التي تتكون من عشرة آلاف فرد مسلح يتلقون دعما ماليا من الإمارات، لتكون هذه القوات بمثابة قنبلة موقوتة".