الوقت- بين فترة واخرى تنقل وسائل الاعلام التابعة للسعودية المناورات التي تقيمها السعودية بمشاركة دول مختلفة، المناورات التي تجريها السعودية بمشاركة العديد من البلدان تأتي حسب التصريحات التي تخرج من المنصات الاعلامية السعودية من أجل رفع الكفاءة للجيش السعودي، من جهتٍ اخرى يرى مراقبون أن المناورات التي تجريها السعودية تأتي في وقت تلقى فيها الجيش السعودي هزائم وخسائر كبيرة في اليمن.في هذا السياق وخلال الفترة الاخيرة اجرت السعودية تمارين ومناورت عسكرية سواءً في الداخل السعودي او خارج الحدود السعودية، المناورة الاخيرة التي تحدثت عنها وسائل الاعلام السعودية جاءت مع قرب انتهاء الهدنة المعلنة من قبل الامم المتحدة في اليمن، ومن هنا يتضح أن السعودية تحاول تلميع صورة جيشها المهزوم الذي قاده ابن سلمان إلى معركة عبثية خاسرة في اليمن.
مناورة عسكرية بقيادة السعودية
لا يخفى على أحد أن السعودية تلقت العديد من الهزائم في عدوانها على اليمن في مختلف الجبهات اليمنية، الهزائم التي لحقت بالسعودية لم تقتصر على الجبهات بل إن المنظومات الدفاعية التي اشترتها السعودية بمليارات الدولات من امريكا والدول الغربية لم تستطع أن توقف الصواريخ التي انطلقت من اليمن رداً على العدوان السعودي، بل إن تلك المنظومات أثبتت فشلها من خلال ضعفها في اعتراض الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة، وفي ظل الهزائم التي تلقتها السعودية تحاول المملكة التغطية على هزائمها من خلال مناورات تجريها بين فترة واخرى مع العديد من الدول سواء في الداخل السعودي او خارج الحدود . وفي هذا السياق تناقلت وسائل الإعلام السعودية عن انطلاق مناورة عسكرية في الداخل السعودي، حيث أفاد بيان لقائد تمرين "الموج الأحمر"، يحيى عسيري، بأن "مدينة جدة، شهدت يوم الأحد، انطلاق تمرين "الموج الأحمر5" الذي ينفذه الأسطول الغربي بمشاركة الدول المشاطئة للبحر الأحمر".
وأضاف البيان إن "الدول المشاركة هي: مصر والأردن والسودان وجيبوتي واليمن، إضافة إلى القوات الجوية الملكية السعودية وحرس الحدود والقوات البرية"، دون تحديد مدة المناورة وعدد القوات المشاركة فيها.وفي مقابلة مع قناة "الإخبارية السعودية"، قال عسيري إن "التمرين يشهد لأول مشاركة طائرات الأباتشي (الأمريكية)".وأعرب عن أمله أن تشهد "النسخ المقابلة من التمرين، تطورا أكثر حسب الوحدات الداخلة للخدمة".وأضاف: "لا أحد يستطيع القيام بالعمليات بمفرده، ولكن لا بد من العمل مع جميع الجهات الأخرى في القوات المسلحة".
تدريبات "الموج الأحمر" و توقيع الميثاق
هذه التمارين بدأت فعلياً بانطلاق أول تمرين بحري مختلط تحت مسمى "الموج الأحمر1"، بمشاركة الدول الست، في 30 ديسمبر من عام 2018، وكان أول تجمع عسكري يجمع ست دول في إطار موحد.ويومها أعلنت السعودية، التي تقام فيها التمارين المستمرة منذ ذلك العام، أن الهدف منها "تعزيز الأمن البحري للدول المطلة على البحر الأحمر، وحماية المياه الإقليمية، وتعزيز التعاون العسكري، وتبادل الخبرات القتالية بين البلدان المشاركة، وذلك لما يشكله البحر الأحمر من أهمية لدى دول العالم كممر اقتصادي مهم".وفي يناير 2020، أعلنت الرياض توقيع ميثاق تأسيس "مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن"، بهدف حماية أمن ممرات البحر الأحمر.وشمل تحالف الميثاق كلاً من "السعودية والسودان وجيبوتي والصومال وإرتريا ومصر واليمن والأردن".وفي السياق نفسه طرح يومها سؤال على وزير خارجية السعودية، حول إذا ما كانت ستتشكل قوة عسكرية مشتركة لهذا المجلس، فرد بقوله: "لا يوجد تصور لإنشاء قوة عسكرية جديدة؛ لأن كل الدول لديها قدرات دفاعية، وهناك تنسيق ثنائي، لا أتصور أن قوة جديدة ستنشأ تحت مظلة هذا الكيان"
الهدف من المناورة "تدريبات الموج الأحمر"
من الملاحظ من التدريبات التي تجريها السعودية مع الدول المشاركة أن ليس هناك هدفا واضحا وإنما يأتي كما قلنا سابقاً ضمن التغطية على الهزائم التي تلقتها السعودية في السنوات الاخيرة في حربها على اليمن، وتعليقاً على هذا التمرين العسكري والحديث السابق عن إنشاء قوة جديدة تحت هذا الكيان، يعتقد الخبير العسكري والاستراتيجي إسماعيل أيوب أن هذا التمرين "دوري وليس له عدو مفترض"، مستبعداً إنشاء أي كيان عسكري جديد في هذا الإطار. حيث أضاف إن "التمرين غير مقصود لعدو، ربما يأتي ضمن تدريبات لعمليات بحث وإنقاذ "
من ناحية اخرى قال الخبير العسكري والاستراتيجي إسماعيل أيوب "أن مهمة هذه التدريبات "العمل على إزالة الألغام من السواحل اليمنية، مشيراً إلى أن عمليات المناورات البحرية بشكل دوري سنوياً ليس لها أهداف عسكرية ضد دول أخرى". ومن جهةٍ اخرى زعم المحلل العسكري " أن الهدف منها رفع استعدادات القوات البحرية للدول المتشاطئة على البحر الأحمر ضد الأخطار الناشئة نتيجة انعكاسات وارتدادات الحرب على اليمن منذ نحو 8 سنوات
أهمية البحر الأحمر الاستراتيجية.. الاقتصادية والأمنية
لا يخفى على أحد أن منطقة البحر الأحمـر وخليج عدن لها أهمية استراتيجية اقتصادية وأمنية متشابكة لكل من مصر والسعودية والسودان، إلى جانب القوى الإقليمية والدولية كأوروبا وأمريكا، حيث يمتد ساحل البحر الأحمر لنحو 438 ألف كم، ويبلغ عرضه 180 كم، وتطل عليه عدة دول لها ثقلها التاريخي والسياسي، ويوفر إمكانية الوصول إلى المحيط الأطلسي والهندي.ومؤخراً خطت الولايات المتحدة خطوة لتطمين حلفائها، بإعلان الأدميرال براد كوبر قائد الأسطول الخامس الأمريكي ومقره البحرين، تأسيس "قوة مهام" جديدة مع دول حليفة ستقوم بدوريات في البحر الأحمر قبالة اليمن.
من ناحية اخرى صحيح أن هذه التمرينات لها جذور تاريخية متقدمة، حيث سبق أن قدمت كل من السعودية ومصر، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مقترحات لإنشاء "منتدى البحر الأحمر". ولكن في الوقت الحالي من الواضح أن التخبط السعودي واضح في هذه التمرينات الاخيرة حيث إن الهزائم المتكررة للجيش السعودي في اليمن جعل السعودية تبحث عن أي شيئ لتلميع صورتها ولرفع الروح المعنوية لدى جيشها الذي يجر اذيال الهزيمة والانكسار نتيجة للخسائر التي تلقاها في حربه على اليمن، فالعدوان على اليمن وصمود الشعب اليمني فضح ضعف السعودية وأثبت أن الامكانات التي تمتلكها السعودية لا تساوي شيئاً امام إرادة الشعب اليمني وجيشه .