الوقت- خلال السنوات الاخيرة وبالتحديد في عهد الرئيس الامريكي السابق "ترامب" عاد التوتر بين المغرب والجزائر إلى الواجهةمن جديد، الخلاف كان في السابق موجوداً حيث تمثل الصحراء الغربية نقطة خلاف بين البلدين، وموخراً شكل ايضاً التقارب بين "تل أبيب" والرباط أحد الأسباب المحورية في توتير العلاقات بين الجزائر والمغرب. حيث إن دعم الكيان الصهيوني والولايات الامريكية للمغرب كان مشروطاً بخضوع المغرب وقبولها للتطبيع مع الكيان الغاصب .
الصراع القديم يعود للواجهة
يزخر التاريخ العربي المعاصر بالعديد من القضايا الخلافية التي أدت إلى توتر العلاقات بين دولتين أو أكثر من الدول العربية، لكنَّ العلاقات المغربية - الجزائرية كانت دوماً نموذجاً فريداً، حيث أن التوتر الذي شاب العلاقات بين البلدين الجارين بدأ منذ ستينيات القرن الماضي واستمر إلى يومنا هذا ، استمرار الخلاف بين البلدين حول الصحراء الغربية يعبر عن مدى عمق الخلاف. فمنذ سبعينيات القرن الماضي كانت "الصحراء الغربية" أحد أسباب توتر العلاقات المغربية الجزائرية حيث أن الجزائر كانت دوماً تدعم وتأييد جبهة "البوليساريو" التي أعلنت تأسيس ما يُسمى "الجمهورية الصحراوية" في أراضي الصحراء الغربية في العام 1976. لذلك تشهد الصحراء الغربية منذ العام 1975، نزاعاً بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، وذلك بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
من جهة أخرى تحوَّل النزاع إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991 بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية من الأمم المتحدة.تقترح الرباط حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها منذ عام 2007، فيما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقريرالمصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تُؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الصحراء الغربية، الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة لا تعترف بسيادة المغرب على المنطقة، وقد فشلت محاولاتها حل النزاع على مدار سنوات، لكنها نجحت في وقف القتال بين الطرفين.
في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت الولايات المتحدة، أول دولة غربية تدعم سيادة الرباط على المنطقة المتنازع عليها حيث شهدت تلك الفترة تطبيع للعلاقات بين المغرب وإسرائيل. وتشير التقارير إلى أن الاعتراف الامريكي كان مقابل ذلك التطبيع الذي حصل بين الكيان الصهيوني والمغرب حيث باركت امريكا تلك التطبيع واعتبرته خطوة ايجابية.
موقف الاتحاد الاوربي "المفاجئ"
خلال الايام الماضية وصل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى بروكسل، لحضور القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات الاتحادين الإفريقي والأوروبي، على متن طائرة جزائرية. وصول زعيم جبهة البوليساريو على متن الطائرة الجزائرية ومشاركة زعيم المنظمة الصحراوية -التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء الغربية- أثارت حفيضة المملكة المغربية، التي تعتبر إبراهيم غالي عدوها الأول.
المغرب وعبر البرلمانيون المغاربة،عبروا عن “استغرابهم الكبير؛ للنوايا الأوروبية بالسماح بمشاركة زعيم انفصاليي البوليساريو” إبراهيم غالي، في القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. حيث كان الجميع يعتقد للاتحاد الأوروبي سيكون له موقف مماثل لموقف الرئيس لامريكي السابق ولكن ماحدث هو العكس تماماً حيث أن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، قال إن : القمة “تنظم بشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي” اضافة إلى ذلك كرر رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل ، عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بما يعرف بـ “الجمهورية الصحراوية”.وكتب بوريل ردا على أحد أعضاء البرلمان الأوروبي، نُشره موقع البرلمان الأوروبي على الإنترنت، “لا تعترف أي دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالصحراء”، مؤكدا أن “مشاركة جبهة البوليساريو في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي “لا تغير موقف الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه”.وتابع أن “هذا ليس له تأثير على موقف الاتحاد الأوروبي وأن موقف الاتحاد الأوروبي من قضية الصحراء معروف ولم يتغير”
الصراع حول "الصحراء الغربية" وتداعياته السلبية
استمرار أزمة الصحراء الغربية لمدى سنوات طويلة كان لها ثأثير سلبي على حياة المواطنيين هناك، حيث إن المواطنين هم الخاسر الاكبر من استمرار هذه الازمة، فالنساء و الاطفال يدفعون الثمن الأكبر لهذا الصراع وتداعياته. حيث تتزايد المخاوف من عودة بعض الأمراض القاتلة والذي تسبب في زيادة اعداد الوفيات، اضافة الى ذلك فإن الصراع أحرم المواطنيين حق المواطنة والحرمان من التنمية الاقتصادية وهذا يفاقم الفقر ويكون له عواقب وخيمة على السكان .
في النهاية يمكن القول إن قضية الصحراء الغربية مازالت مستمرة، وفي الوقت نفسه التي تربط المغرب مع الكيان الصهيوني علاقات قوية بعد مسألة التطبيع يبدو أن الاوضاع ستتوتر أكثر لأن الكيان الصهيوني يريد التواجد في القرب من الجزائر ويدرك تماماً الدور الجزائري في دعم حركات المقاومة واستضافتها على أرض الجزائر، من الواضح أن مسالة الصحراء الغربية معقدة ويشوبها الكثير من الغموض، ولكن ما كان مفاجئاً هو تصريح الاتحاد الاوربي حول عدم الاعتراف بالصحراء الغربية وهو ما مثل صفعة للكيان الصهيوني.