الوقت- تصدر بين فترة واخرى تصريحات من قادة الكيان الصهيوني الغاصب الذي قام بالحملات الصهيونية، والعدوان على الأراضي الفلسطينية، ومارس جميع أنواع التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني ، لتأكد بشكل واضح أن هذا الكيان اللقيط يسعى إلى مزيد من سرقة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات غير الشرعية في الأراضي المحتلة، حيث إن الإصرار على عدم إعادة الحق لإصحابه "عدم إقامة الدولة الفلسطينية " يلقى إجماعاً بين أحزاب الكيان الغاصب .
وفي الوقت الذي يرفض الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بالتطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني تأكد قوى المقاومة والحركات الوطنية والشعب الفلسطيني أنه لا مجال للتنازل عن الطموح الفلسطيني الذي يتمثل بالحرية والاستقلال، حيث إن المقاومة هي السلاح الاوحد لإرجاع الاراضي المغتصبة والدفاع عن النفس.
لا طريق للتفاوض مع الاحتلال.. المقاومة هي الخيار الوحيد
ما لا شك فية أنه مع تشكيل كل حكومة إسرائيلية فإنه قد تتغير الوجوه وليس السياسة والعنصرية التي تقوم عليها كل الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة ، فكل الحكومات الصهيونية تحمل العداء لأبناء فلسطين وللمسلمين عموماً، والصهاينة لا يريدون ان یعطوا الشعب الفلسطيني حقة بل تجاوز بهم الامر إلى الحد الذي انهم لا يريدون شريكاً في أرض فلسطيني، وهم مجرد لصوص، وكمثال على ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الأحد، إن الفلسطينيين سيكون لديهم "كيان" في المستقبل، وليس دولة كاملة.
وهنا يتبين بالأدلة القاطعة وبالحقائق الصارخة أن الكيان الصهيوني ليست لديه استراتيجيتة أي قبول بقيام دولة فلسطينية ، وللاسف فإن بعض الساسة الفلسطنيين لم يدركوا إلى الان أن الكيان الصهيوني يهرب من القضية الأساسية وهي الاحتلال إلى قضايا فرعية نشأت عنها مثل الأمن، وحتى الاحتلال ذاته تم تكسيره أو تجزئته لقضايا، فمازال بعض الساسة في فلسطين يكررون دائماً في تصريحاتهم وخطاباتهم بأنهم متمسكون بما تسمى عملية السلام، فهل يدرك هؤلاء الخطر الذي يترتب على نتائج ما يدعون اليه على كل أطياف وفئات الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية؟.
يجب على الساسة الذين يكررون السلام في خطابتهم، أن يعرفوا ان نوايا الكيان الصهيوني منذ البداية كانت ومازلت تتلخص في ضرورة استغلال العملية التفاوضية لإبقاء الفلسطينيين تحت الحصار والاحتلال عموما، وتوفير الوقت الكافي للصهاينة لفرض أمر واقع لا يبقي للفلسطينيين حقوقا أو مجالاً لإقامة دولة. وقد صرح الصهاينة منذ البدء أنهم سيفاوضون ويفاوضون وسيستمرون في استهلاك الوقت. لكي يستفيدوا من الوقت ويفرضون أمورا تتحول إلى أمر واقع.
في ظل تمسك بعض الساسة في فلسطين بمصطلحات الحوار والتنسيق الامني و السلام مازالت كلمة المقاومة والنضال المسلح هي الأعلى حيث إن قضية القدس وتحرير فلسطين بالقوة هي المحور في الصراع مع الاحتلال الصهيوني، ففلسطين هي من الثوابت التي لا تتقبل التنازل عن ذرة تراب منها، لانك ذلك خيانة كبيرة للشعب والأرض والهوية، حيت يأكد أبناء المقاومة أن فلسطين لا تخضع للتفاوض أو المساومة. فالحوار والسلام المزعوم كلها تجارب أثبتت فشلها في تحرير فلسطين والأراضي العربية، بل إن الاحتلال الإسرائيلي استغل سنوات المفاوضات والصلح في التوسع التدريجي للاستيطان في الأراضي المحتلة، واستغل كذلك سنوات المفاوضات والصلح في الإرهاب والقتل والتهجير التدريجي للشعب الفلسطيني، واستغل أيضاً سنوات المفاوضات والصلح في الاستيلاء على أجزاء مهمة من المقدسات الإسلامية.
أخيراً امام الغطرسة التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق ابناء الشعب الفلسطيني واحتلال الارض وبالرغم من بعض المواقف المخزية للساسة الفلسطينيين في تمسكهم بالحوار والسلام المزعوم مع الصهاينة تؤكد قوى المقاومة والشعب الفلسطيني أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فلن يُلقى السلاح وسيظل راس الحربة التي يواجه بها الشعب الفلسطيني من ظلمهم واعتدى على ارضهم، فلا مجال للمفاوضات، فالسلام والحوار والمفاوضات الجارية تعمل على تفكيك التاريخ والجغرافيا الفلسطينية.