الوقت - تسببت الأعمال المنسقة للمستوطنين الصهاينة والجيش الصهيوني في حي "الشيخ جراح" في القدس، خلال الأسبوع الماضي، في زعزعة أجواء هذه المدينة وإثارة التوتر فيها.
ونتيجةً لتصاعد الأزمة، دخل نواب الكنيست الفلسطينيون علی خط دعم "الشيخ الجراح"، واشتبك فلسطينيون مع المحتلين الصهاينة في أماكن أخرى من الضفة الغربية، دعماً للقدس. كما أرسلت المقاومة رسائل تحذير للصهاينة أيضًا.
والآن، بعد أن تشير المعطيات الميدانية إلى أن المقاومة تستعد لدعم أهالي القدس، فإن الصهاينة يبذلون کل جهد ممکن حتى لا ينشب صراع جديد بين المقاومة الفلسطينية في غزة والکيان الصهيوني.
إجراءات منسِّق الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة
حسب وسائل الإعلام الصهيونية، فإن غسان عليان، منسق الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، لم يكتفِ في الأيام الأخيرة بزيادة استيراد السلع الأساسية إلى قطاع غزة وتصدير منتجات قطاع غزة إلى خارج المنطقة فحسب، بل زاد أيضًا من تصاريح العمل وعمال المياومة.
ويرى محللو الإعلام الصهيوني أن هذه الإجراءات تتخذ لمنع اندلاع حرب جديدة في قطاع غزة.
وتأتي إجراءات "غسان عليان" هذه بينما هو نفسه يبغض قطاع غزة منذ زمن بعيد، لأنه كان قائدًا لـ "شاؤول آرون"، أحد أفراد الجيش الإسرائيلي خلال حرب الـ 51 يومًا عام 2014، والذي لا يزال مصيره مجهولاً.
من ناحية أخرى، فإن السلطات السياسية الإسرائيلية التي تسعى إلى تبادل الأسرى مع حركة حماس، دأبت على جعل تطوير الواردات والصادرات في قطاع غزة وزيادة تصاريح العمل لعمال المياومة، مشروطاً بقبول التبادل حسب مطالب السلطات الاسرائيلية.
لكن يبدو أن الوضع على الأرض وصل إلى نقطة لا يريد الصهاينة الانخراط في مواجهة في قطاع غزة في هذه المرحلة، لذلك يلجؤون إلى أي وسيلة لمنع هذا الصراع.
إرسال وفد مصري إلى قطاع غزة
أفادت وسائل الإعلام الإقليمية عن إرسال وفد مصري إلى قطاع غزة لإجراء محادثات مع مسؤولي حماس.
يقال إن مصر وبعد أن تلقت معطيات ميدانية تشير إلى استعداد قطاع غزة وفصائل المقاومة لمواجهة عسكرية، أرسلت وفداً إلى قطاع غزة لمنع مواجهة عسكرية جديدة.
مصر، كوسيط بين المقاومة الفلسطينية والکيان الصهيوني، لديها ملف التفاوض غير المباشر، وكلما بعث الصهاينة برسالة لقطاع غزة، تعلن هذه الرسالة إلى قطاع غزة بإرسال وفد مصري.
ويأتي إرسال الوفد الجديد الآن بعد أن استنتج المصريون والکيان الصهيوني من معطيات ميدانية، أن فصائل المقاومة تستعد للدفاع عن الفلسطينيين في القدس المحتلة.
البدء بتقوية ملاجئ المستوطنات المحيطة بقطاع غزة
حسب تقارير إعلامية إسرائيلية، سيتم تعزيز نوافذ الملاجئ في مستوطنة "سديروت" قرب غزة بزجاج 32 ملم، بأمر من وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس.
کما سيتم تنفيذ هذه الخطة في مستوطنات أخرى في محيط قطاع غزة. ويقال إن هذه الخطة ستكلف الحكومة الإسرائيلية 17.5 مليون دولار.
ويجري تنفيذ هذه الخطة لأنه في معركة "سيف القدس" في مايو 2021، اخترقت صواريخ المقاومة العديد من الملاجئ، بعد تحسين قدرتها علی الاختراق.
والآن يسعى الصهاينة، الذين يجدون أنفسهم على شفا مواجهة عسكرية جديدة، لحل واحدة من أهم المشاكل في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، والتي أثارت حالةً من الذعر بين سكانها، قبل حدوث هذا الصراع.
استمرار ردع المقاومة
إن ما يحثّ الصهاينة الآن على منع الصراع قدر الإمكان، أو على الأقل زيادة قدرتهم على مواجهته بتأخيره، هو الردع الذي أوجدته المقاومة.
لقد أظهرت المقاومة الفلسطينية خلال معركة "سيف القدس" للصهاينة، أنها لن تتسامح مع أي عدوان في كل فلسطين التاريخية، وأي عمل عدائي سيواجه رداً جدياً من المقاومة.
والآن، فإن تهديدات وتحذيرات المقاومة بشأن العدوان المتزايد للمستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية ومدينة القدس، إلى جانب المعطيات الميدانية التي تشير إلى استعداد المقاومة لدخول مواجهة جديدة، قذفت الرعب في قلوب الصهاينة.