الوقت- في مؤتمر فينا الثاني الذي عقد لبحث الوضع السوري، تم التوافق بين روسيا و أمريكا حول مشروع وضع لائحة مشتركة بينهما تشمل الجهات السورية التي يمكن لها أن تلعب دوراً سياسياً فاعلاً في المرحلة القادمة والتي لم تتورط باعمال تخريبية ضد الدولة و الشعب السوري، فيما اعتبرت بعض الأنظمة الحامية لجماعات التخريب والتدمير بأن واشنطن في توافقها هذا مع روسيا قد ذهبت نحو الرؤية الروسية بضرورة الحل في سوريا.
شارلز ليستر الباحث في معهد بروكينغز في الدوحة واميل الحكيم المتتبع لشؤون غرب أسيا في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية نددا بالإتفاق الأخير هذا و اعتبروه عثرة تقف بوجه الحل في سوريا، وعليه ينظر إلى موقف بعض هذه الأنظمة و الإعلام الممول من قبلهم على أن القلق الرئيسي لديهم من التوافق الأخير يكمن في مصير الجماعة التخريبية المسماة بأحرار الشام والتي تلقى دعماً منهم، خاصة وأن الواقع لهذه الجماعة فضلاً عن غيرها مؤشر على فكرها التخريبي وهي بنظر المجتمع الدولي و روسيا تمتلك كافة الإعتبارات التي تذهب إلى وضعها على لائحة الجماعات التخريبية التي لا يمكن شملها في اطار الحل، فيما ترى بعض الأنظمة لا سيما قطر و السعودية بأن وضع ما يسمى بأحرار الشام فيه تعارضاً لتوجههم ورؤيتهم لسوريا.
بناء على بيان فينا، فإن الجماعات التخريبة التدميرية كداعش والنصرة ينظر إليهم على أنهم فرع لجماعة القاعدة، هذا الأمر كفيل للأنظمة الحاكمة الداعمة لجماعة أحرار الشام لقلقها من هذا التوافق، خاصة وأن التوافق بين أحرار الشام و جبهة النصرة على آلية التعامل و التعاون فيما بينهما انتشرت مؤخراً، وقد نتج عن التوافق في التعاون بينهما الجماعة التخريبية المسماة بجيش الفتح والتي لها أعمالها التدميرية في إدلب والتي نشطة منذ ما يقارب الأربعة أشهر. هذا و يشار إلى أن التقرير الأخير الذي نشر عن امكانية ايجاد تعاون بين داعش و النصرة في حلب لمواجهة الجيش السوري و القوى الشعبية الداعمة، هذا ما يؤكد على الحلقة المتصلة بين جميع هذه الجماعات ما اختلاف مسمياتها. هذا و تؤكد بعض المعلومات اضافة إلى ما تنشره جماعة احرار الشام على مواقعها على صفحات الإنترنت تبنيها لنهج داعش.
السعودية وفي توجه منها للهروب من المسعى الروسي للإسهام في حل المسئلة السورية، تستعد لعقد مؤتمر يجمع بين جميع هذه الجماعات في 15 كانون الأول، يضاف إلى ذلك مع عبر عنه المتحدث بإسم النظام السعودي في الأمم المتحدة عن السعادة التي يشعر بها سليمان السعودي من أن جميع مخالفي الدولة الروسية سيجتمعون على رؤية عمل واحدة. هذا ولم يعلن حتى الأن الكثير عن هذا الإجتماع المقرر عقده ولكن صحيفة الشرق الأوسط التي يملكها سليمان السعودي نقلت عن مصادر لجماعات التخريب بأن ما يقارب من 30 مندوب عن مختلف الجماعات التخريبية ستشارك في هذا الإجتماع، وبناء على تقرير الصحيفة فإن من ضمن الجماعات التخريبية التي من المقرر مشاركتها، سيكون جيش الإسلام، الجيش الحر، احرار الشام، جيش اليرموك، وغيره من جماعات التخريب هذه. فيما لن يكون لجبهة النصرة مشاركة في هذا الإجتماع وهو ما يعكس الإختلافات الحاصلة.
أمريكا حتى الان لم تعلن عن موقف واضح لها من جماعة أحرار الشام، دايفد ايغناتيوس في واشنطن كتب متسائلاً: هل أن جماعة أحرار الشام المحمية من السعودية وقطر والتي تقوم بأعمال تخريبية على الأراضي السورية ستوضع على الائحة السوداء أم لا؟ باعتبار أن المعيار في تشخيص مفهوم الجماعات التخريبية التدميرية عن غيرها، و مع وجود الدلائل الواضحة على اجرام جماعة احرار الشام والشواهد البينة عليها، فإن الأمور ستتجه إلى مسعى سعودي قطري لمنع ذكر احرار الشام على الائحة السوداء، وبما أن أمريكا غير جادة فعلاً في مواجهتها للفكر التخريبي التدميري بل حامية وصانعة له، فإن الأمور قد تذهب إلى فشل الإتفاق الروسي الأمريكي على لائحة مشتركة.