الوقت - بعد أن أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الأسبوع الماضي أنه لا يخطط للسفر إلى السعودية وسوريا، أثيرت العديد من الأسئلة حول موقفه من دمشق، وعما إذا كان ينوي الاستمرار في الموقف السلبي للحكومات السابقة من سوريا تحت الضغط الأمريكي، أو أنه سيحدث تغييرًا في تلك المواقف.
لكن المحللين اللبنانيين يعتقدون أن الواقع هو أن موقف نجيب ميقاتي من سوريا ليس سلبياً، وهو يفكر حالياً في النتائج السلبية لأي قرار متسرع. خاصةً أن ميقاتي جعل تحديد سياسة لبنان الخارجية وإقامة علاقات مع الدول الأجنبية، بما في ذلك الدول الخليجية، من أولوياته القصوى.
وفي نفس السياق، قالت مصادر برلمانية من تيار 8 آذار لموقع "النشرة"، إنه في الوضع الراهن وقبل الانتخابات النيابية، لا يمكن الضغط على رئيس الوزراء للسفر إلى دمشق، ويتذكر نجيب ميقاتي أن رئيس الوزراء اللبناني السابق حسان دياب، الذي لم يكن لديه ما يخسره، لم يتسرع في السفر إلى سوريا أيضًا.
وأضافت هذه المصادر إن مثل هذه الزيارة، إضافةً إلى التداعيات الدولية في المرحلة الحالية، قد يكون لها انعكاسات على لبنان داخلياً؛ وخاصةً أن بعض الأطراف المشاركة في الحكومة، ولا سيما أحزاب 14 آذار، لن توافق على ذلك أبدًا. وهنا لابد من التأکيد علی أنه في المرحلة الحالية وبداية الحكومة الجديدة، فإن أولوية الدولة هي خلق التضامن بين جميع الفئات لمواجهة التحديات وحل القضايا الصعبة.
وحسب مصادر في 8 آذار، فإن موقف نجيب ميقاتي هذا لن يكون له أي تأثير على التعاون بين سوريا ولبنان في بعض الملفات، وخاصةً ما يتعلق باستيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان.
وبالتالي فإن موقف رئيس الوزراء اللبناني من عدم زيارة سوريا في هذه المرحلة، لا يمكن أن يكون عقبةً أمام العلاقات الثنائية. خاصةً أن وفدًا فنيًا من سوريا سافر مؤخرًا إلى بيروت الأسبوع الماضي لتفقد أنبوب الغاز اللبناني لنقل الطاقة إلى هذا البلد.
وفي هذا الصدد، ذکرت مصادر سياسية لبنانية مطلعة لـ "النشرة"، أن مواقف نجيب ميقاتي الأخيرة لا تعني تعليق المحادثات الرسمية بين بيروت ودمشق، ورأينا أن وفداً من الوزراء اللبنانيين سافر مؤخراً إلى سوريا لبحث قضية نقل الغاز والكهرباء، وستتكرر هذه الزيارات إذا لزم الأمر؛ في غضون ذلك، تتواصل الاتصالات بين وزيري الطاقة من الجانبين.
وأوضحت المصادر نفسها أن باب العلاقات السياسية مع دمشق لن يبقى مغلقاً، خاصةً في ظل التطورات التي تنتظر علاقات سوريا مع العديد من الدول العربية في الفترة المقبلة، وهذه الدول في عجلة من أمرها للعودة إلى دمشق.
شخصيات لبنانية بارزة تنصح ميقاتي بالقيام بزيارة دمشق
في غضون ذلك، نصح رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني، وئام وهاب، نجيب ميقاتي بالسفر إلى سوريا.
وقال وهاب إن "سوريا، بالتعاون مع روسيا وحلفائها الآخرين، تقوم حالياً بتحرير أراضيها من الإرهابيين والمحتلين، وأعتقد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف سيء".
وفي مقابلة تلفزيونية، نصحت هذه الشخصية اللبنانية رئيس الوزراء اللبناني بإحياء المجلس الأعلى اللبناني السوري والسفر إلى دمشق، وطلب المساعدة من الدول الخليجية أيضًا.
وأضاف إن المحادثات بين السعودية وإيران مصيرها النجاح، لأن الجانبين بحاجة إلى هذه العلاقات نتيجة الفراغ الدولي الذي نشأ في منطقة الشرق الأوسط وانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، خاصةً وأن أوروبا غير قادرة على سد هذه الفجوة في المنطقة.
کما أكد رئيس حزب التوحيد العربي أن نجيب ميقاتي يتمتع بإمكانيات سياسية وشخصية ومالية ودولية كبيرة لإدارة لبنان وقيادة أهل السنة، بالقياس إلی رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري.
کذلك، هناك الآن شخصان قويان جدًا في لبنان: الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي لا تضاهى قوته بالآخرين، والرئيس اللبناني ميشال عون الذي يصر على الإصلاح الدستوري، وأثبت أنه يستطيع أن يفعل ما يشاء.
كما أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لا يخطئ أبداً في المفاهيم السياسية الرئيسية المتعلقة بالمقاومة وسوريا، والعلاقات مع هذا البلد.