الوقت- بالتزامن مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" خطوة بخطوة في الأجزاء الوسطى والغربية من محافظة مأرب (أهم قاعدة لتحالف العدوان السعودي في اليمن)، شنت عناصر من تحالف العدوان وجماعة القاعدة الإرهابية عملية من المحور الشرقي لمحافظة البيضاء لاحتلال بعض المناطق في هذه المحافظة. وحول هذا السياق، قال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في محافظة البيضاء، إن التحالف الغربي - العبري - العربي بقيادة الأمريكيين والسعوديين انتهز الفرصة للحد من الصراع على أطراف مدينة مأرب واتخذ الاستعدادات اللازمة لإشعال فتيل معارك جديدة في محافظة البيضاء. وقال المصدر الميداني إن "السعوديين بفتح جبهة جديدة في محافظة البيضاء، يسعون للتأثير على التطورات في مأرب ووقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في هذا المحور المهم والحساس"، مضيفاً: "الرياض فعلت ما بوسعها وقامت باستقطاب العناصر الإرهابية إلى الميدان لتحقيق بعض المكاسب ولكنها فشلت فشلا ذريعا".
وبحسب هذا المصدر الميداني، كان يأمل السعوديون أن تتمكن جماعات القاعدة الإرهابية من إنهاء إخفاقاتها في ساحة المعركة وتغيير موازين القوى من خلال هزيمة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" وطردهم من هذه المحافظة، ولهذا فقد ترك تحالف العدوان قيادة هذه العملية في محافظة البيضاء لهذه المجموعة الإرهابية. وأشار المصدر الميداني إلى تفاصيل الاشتباكات في محافظة البيضاء، مضيفاً أن عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي وقوات تحالف العدوان السعودي شنوا هجمات على أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من الجزء الشرقي لمديرية "الصومعة" الواقعة شرقي المحافظة على الحدود مع محافظتي أبين وشبوة. وبحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فإن العمليات المشتركة للإرهابيين وعناصر تحالف العدوان السعودي كانت أكثر دقة وقوة في مناطق "حيد آل عيش والعقلة وغيرها" وأنهم تمكنوا من الوصول إلى مناطق "السوس وذي مضاحي وشرق العوا وشمال الحرجة".
وأضاف المصدر الميداني: "الهدف الأول للسعوديين من القيام بعمليات في هذه المناطق كان احتلال منطقة العوين المهمة والاستراتيجية وقطع اتصال أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" المتمركزين في مركز مدينة البيضاء بمدينة مكيراس المهمة". وأفادت وسائل إعلام أن تحالف العدوان وجماعة القاعدة الإرهابية، قاموا كما في السيناريوهات السابقة، باحتلال جزء كبير من الجزء الشرقي من محافظة البيضاء بالتزامن مع بدء العملية، ولكن هذه الافتراءات الكاذبة تم فضحها بصور ومقاطع فيديو قامت بتصويرها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" المتمركزين في تلك المناطق. ولفهم الحقائق على الأرض بشكل أفضل وما يحدث في البيضاء، لا بد من التوضيح أنه في العامين الماضيين، قام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" بتحرير مناطق واسعة من شمال وشرق محافظة البيضاء من أيدي قوات تحالف العدوان السعودي وقاموا بقلب الموازين بشكل كامل في تلك المحافظة وأصبح لهم اليد العليا في تلك المناطق وقد حافظوا على هذا التفوق خلال السنوات الماضية.
وعلى هذا المنوال نفسه، كشفت العديد من التقارير أنه على غرار الانتصارات الوهمية السابقة، سارعت أبواق ووسائل إعلام محسوبة على تحالف العدوان الى خلق انتصارات لقواها في البيضاء، ولا وجود لها على الواقع الميداني، وإن كانت تلك الانتصارات الإعلامية أصبحت واقعا فهي محصورة على نطاق جغرافي ضيق لا يتعدى المترات ولا يتعدى موقعا أو اثنين سرعان ما استرده ابطال الجيش واللجان الشعبية. إن هيلمان الاعلام لدى قوى تحالف العدوان وأدواته، أصبح وسيلة للنجاة من الغرق أمام العالم وتشبه كثيرا القشة التي هوت بصاحبها الغريق، فما يحدث في جبهات محافظة البيضاء وتحديدا في "الزاهر والصومعة"، وما يرافقها من خسائر تتكبدها قوى التحالف، ليست حديثة وليست صنيعة اليوم، فقد سبق أن تلقت تلك القوى دروسا قاسية اسفرت عن تحرير مساحات شاسعة في محافظة البيضاء كانت تحت وطأة العناصر الإرهابية من داعش والقاعدة، إلا أن هذه المرة كشفت قوى تحالف العدوان وحكومة الرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ارتباطهما الوثيق بعناصر القاعدة وداعش، واشتراكهما في معارك واحده، وما كانت تخفيه حكومة "هادي" القابعة في فنادق الرياض بالأمس بشأن تواطؤها مع التنظيمات الإرهابية، ها هي اليوم تجاهر به وعلى وسائل إعلامها بكل تبجح.
ومن ناحية أخرى، فقد كان لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" علاقات طيبة مع قبائل محافظة البيضاء، وهذا الامر لم يساعد تحالف العدوان السعودي وإرهابيي القاعدة على تحقيق أهدافهم في الميدان، وعدم وجود دعم القبائل لهم جعل عملياتهم العسكرية صعبة في هذه المناطق. وبحسب آخر المعلومات، نجح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في وقف تقدم قوات تحالف العدوان السعودي وجماعة القاعدة الإرهابية في معظم مناطق الصراع في بداية العملية، وألحقوا بهم خسائر فادحة بهجمات معاكسة دقيقة، و استعادوا أيضا مديرية "الزاهر" التابعة لمحافظة البيضاء. ولقد قُتل في تلك الهجمات عشرات المرتزقة السعوديين وخاصة إرهابيي القاعدة ومنهم "أحمد محمد القيسي" قائد تنظيم القاعدة الإرهابي بالمنطقة إلى جانب "توفيق الفاروي وعبد الحكيم مبارك، وعثمان أحمد عبد الله، إلخ". ويظهر مسار التطورات على الأرض أن العملية المشتركة للسعوديين والقاعدة قد هُزمت في البداية برد حاسم وسريع من أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، ولهذا فقد اضطرت الرياض أخيرًا إلى وقف الهجمات المتفرقة بعد نهاية مناوراتها في وسائل الإعلام. بشكل عام، فقد حاول النظام السعودي أن يكون له اليد العليا في المفاوضات بالتقدم في محافظة البيضاء وأن يكون قادرًا على زيادة قدرته التفاوضية فيما يتعلق بتطورات مأرب، لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف ويجب عليه أن ينسى الدخول إلى المناطق الغربية لمحافظة شبوة والمناطق الشمالية لمحافظة أبين، لأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" له بالمرصاد.
لقد نجح الجيش واللجان الشعبية في تطهير مساحات شاسعة في محافظة البيضاء من العناصر الإرهابية، في يوليو من العام 2020م، وخصوصا المعاقل الرئيسية لتلك العناصر منها "يكلا وولد ربيع وقيفة"، وهي ما عجزت عنه أمريكا التي تدعي مكافحة الإرهاب في العالم ان تقوم به، ولم نسمع ولم نر أي تفاعل إيجابي مع تلك الانتصارات التي اعتبرها خبراء عسكريون أعظم الانتصارات على الإرهاب منذ العام 2001م. ويغض المجتمع الدولي الطرف عن أي نجاح عسكري يحققه الجيش واللجان الشعبية، حتى وإن كان ذلك النجاح على الجماعات والعناصر التكفيرية الإرهابية، لان تلك الجماعات تمويلها وتسليحها وتذخيرها من قوى الاستكبار وعلى رأسها أمريكا التي تتحكم بقرارات المجتمع الدولي نفسه، لذلك لا غرابة أن يتم تجاهل تلك الانتصارات، ولا غرابة أيضا ان تكون أمريكا ورجلها في اليمن "علي محسن الأحمر" يصفون هجمات الجماعات الإرهابية في البيضاء بالانتصارات العظيمة، ولعل ذلك يأتي كنتائج اللقاء الذي جمع "الأحمر" بقائد قوات البحرية الأمريكية الوسطى قائد الأسطول الخامس الفريق بحري "براد كوبر" قبل أيام من انطلاق ما اسماها وزير الاعلام في الحكومة المستقيلة "معمر الارياني" عملية "النجم الثاقب".