الوقت - أفادت تقارير إعلامية عراقية محلية باستهداف قاعدة عسكرية أميركية على أرض مطار أربيل صباح يوم 7 تموز/ يوليو 2021 بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وتشير الدلائل إلى أن الهجمة قد تمت بإطلاق 20 صاروخا وتحليق ثلاث طائرات مسيرة فوق مطار أربيل. وأكد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق في بيان له استهداف المطار. وإضافة الى مسؤولين حكوميين محليين، قال المتحدث باسم التحالف "واين ماروتو" في بيان بعد العملية، ان الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا او اضرار. وعلى عكس هذه المزاعم، أعلنت جماعة المقاومة سرايا عليا الدم مسؤوليتها عن الهجوم الأخير. وقالت "وحدة استخبارات أولياء الدم" في بيان "إذا لم يعترف العدو بقتلاه، سنبلغه بعدد الصهاينة الذين قتلوا الليلة في عملية أربيل". وقالت أيضاً: "لقد حذرناكم بالفعل من أنه إذا تأخر خروجكم مرة أخرى ، فسيتعين علينا استخدام طرق أخرى لاستهدافكم في قلب قواعدكم المحتلة". وقالت مجموعة المقاومة "سرايا اولياء الدم" أنها تتبني العملية، وأنها استهدفت، وفق خطة معدة مسبقاً، الصهاينة الموجودين في القاعدة العسكرية الأمريكية في مطار أربيل. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الهجمات على المواقع الأمريكية في كردستان العراق كانت متكررة في الأشهر الأخيرة وحدثت عدة مرات، ولم تتمكن أربيل ولا الأمريكيون من صدها. في غضون ذلك، يبدو الأكراد أكثر ضعفاً وعجزاً في مواجهة الهجمات أكثر من أي وقت مضى، والآن يمكن طرح السؤال، ما هي الأخطاء التي يدفع الأكراد ثمنها؟ ورداً على هذا السؤال، يمكن ذكر بعض النقاط الأساسية:
الموقف الخاطئ لحكام الاقليم بالتقارب من الولايات المتحدة والتعاون مع الكيان الصهيوني
لعقود من الزمان، كان أكراد العراق، ربما منذ تشكيل الحكومة الوطنية العراقية واستقلالها عن بريطانيا في عام 1932، يتعلقون دائمًا بأمل زائف هو أن الولايات المتحدة أو الغرب يمكن أن يكون وسيلتهم للحصول على دولة مستقلة. لكن بهذه الطريقة، لم ير الأكراد سوى الهزائم والخذلان، أي إنهم في كل مرة يرون فيها الولايات المتحدة مؤيدة لهم، يرون معها وعلى الفور خيانة واشنطن. لكن العجيب في ذلك هو أن أكراد العراق لم يتعلموا أو لا يريدون من أن يتعلموا من خيانات التاريخ، ويصرون على وضع كل بيضهم في السلة الأمريكية.
في السنوات التي تلت عام 2003، كانت حكومة إقليم كردستان العراق دائمًا داعمًا رئيسيًا للمحتلين الأمريكيين.
حتى في السنوات الأخيرة، عندما أصبح طلب انسحاب القوات الأمريكية مطلبًا عامًا للمجتمع والمواطنين العراقيين، تواصل أربيل دعم بقاء الولايات المتحدة في العراق. بل إن بعض الفرضيات تشير إلى أن بعض أكراد العراق عرضوا على حكومة بايدن بقاء القوات الأمريكية في شمال العراق في حالة طردهم النهائي. لكن خطأ الأكراد لا يتعلق فقط بدعم بقاء الأمريكيين. لان هناك بعض الادلة والفرضيات على علاقة اربيل السرية مع الكيان الصهيوني. حيث تشير الى وجود أن قوات متخفية للنظام الصهيوني كقوات أمريكية في القواعد العسكرية في إقليم كردستان العراق. هذه مسألة غير مقبولة على الإطلاق من قبل قوى المقاومة، ويبدو أن هذا السلوك الخاطئ سيكون له تبعات مؤلمة عليهم في المستقبل.
مؤامرة أمريكية لإحداث أزمة للأكراد
خطأ استراتيجي آخر للأكراد هو أنهم غير مدركين أن استراتيجية الوجود العسكري الأمريكي في شمال العراق هي مؤامرة خططت لها واشنطن لرفع الضغط الأمني عنهم ووضعه على أكتاف الأكراد. حقيقة الأمر أنه خلال السنوات القليلة الماضية حاولت واشنطن تمهيد الطريق لبقاء قواتها في العراق من خلال خلق أزمات وأعمال شغب على مختلف المستويات، لكن جماعات المقاومة أبدت دائمًا استعدادها لتنفيذ قرار مجلس النواب وأنهم مصممون على طرد القوات الأجنبية. وعقب الهجوم على المواقع الصهيونية في مطار أربيل، وقع هجوم صاروخي عنيف أيضا على القاعدة العسكرية الأمريكية في عين الأسد. في غضون ذلك، لا يدرك الأكراد أن وجود الصهاينة والأمريكيين في إقليم كردستان العراق لن يضمن الحفاظ على سلطتهم واستمرارها، بل سيكون عاملاً في إلحاق الهزيمة بهم في المستقبل.
وحقيقة الأمر أن على الأكراد أن يدركوا أن قوى المقاومة والشعب العراقي لن يغفروا للخونة وسيحاكمونهم في المستقبل.