الوقت- على الرغم من أن الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يسيطران بشكل مشترك على إقليم كردستان العراق، فإن الخلافات بين الحزبين والتوترات التي نشأت بينهما بشأن مختلف القضايا لن ترسم صورة الحزبين المتحالفين.
بعد فشل استفتاء الانفصاليين في إقليم كوردستان، وخاصة أحداث 16 تشرين الأول 2017 في كركوك، وإعادة حكم الحكومة المركزية العراقية على هذه المدينة الحساسة والغنية بالنفط، تكثفت الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني. ومع استمرار الخلاف، لم يعترف مسعود بارزاني رسميا بنتائج المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني والرئاسة المشتركة للاهور شيخ جنكي على هذا الحزب ورفض حتى الآن لقاء هذه الشخصية السياسية.
وشهدت الأيام الماضية محاولات في إقليم كردستان للقاء مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، ولاهور شيخ جنكي الرئيس المشارك للاتحاد الوطني، لكن بيان مكتب بارزاني ورد مكتب الشيخ جنكي افشل هذه المحاولات في النهاية.
وقالت أمنة ذكري المسؤولة في مكتب مسعود بارزاني في بيان إنه تم بذل جهود لعقد اجتماع مشترك مع لاهور شيخ جنكي، وتم الإعداد لعقد اجتماعات وإجراءات من أجل المصلحة العامة للشعب الكردي العراقي.
لكن مكتب بارزاني سلط الضوء على قضية استفتاء تشرين الأول 2017 وأحداث كركوك واتهم قادة الاتحاد الوطني، زاعما أن أبناء إقليم كردستان سينزعجون بشدة من هذه القضايا ولن يغفروا لمرتكبيها.
وذكر مكتب بارزاني أن الشرط الأساسي لعقد الاجتماع هو تقديم اعتذار رسمي من المتسبب في مثل هذه المشاكل. (في إشارة غير مباشرة إلى لاهور شيخ جنكي، الرئيس المشارك للاتحاد الوطني الكردستاني).
وبعد وقت قصير من اصدار هذا البيان، أصدر المكتب القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني بيانا مماثلاً، اتهم فيه بارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بخيانة أبناء المنطقة في الاستفتاء.
حيث قال البيان الصادر عن مكتب قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، إن لاهور شيخ جنكي مستعد لتقديم أي تضحيات من أجل المصلحة العامة، لكنه ألقى باللوم صراحة على حزب مسعود بارزاني في احتلال داعش لسنجار عام 2014.
بينما يُتوقع أن يكون المناخ السياسي المتوتر في كردستان العراق هادئا إلى حد ما مع اجتماع قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني وتمهيد الطريق لاتفاق أربيل وبغداد، لكن مع التوترات الجديدة من غير الواضح الى اين سيذهب المستقبل السياسي لهذا الإقليم. وعلى وجه الخصوص، يصر قادة الاتحاد الوطني بشدة على لامركزية منطقتي السليمانية وحلبجة لمصلحة الحكومة بقيادة مسرور بارزاني.